«هناك في ضيعة تعانق الجبال، وتشرف على السهول، وتغازل البحر، اسمها "بلوزة" بجوار "بانياس"، هناك بدأت الرحلة في عمر مبكر، كتبت أولى القصائد في أحضان الطبيعة وضاعت وظلّ في البال بعض الأبيات».
هو جواب الشاعر "علي سعادة" عند سؤالنا عن بداياته الأدبية، وفيما يلي الحوار الذي أجراه موقع eTartus معه بتاريخ 9/11/2009 في مكتبه الكائن في مدينة "بانياس"، والذي يمارس فيه مهنة المحاماة.
الجرأة والقراءة فبغير الجرأة لا يتقدم الأديب خطوة واحدة
** «قرأت "نزار قباني"، "أدونيس"، "حامد حسن"، "نديم محمد"، "سعيد عقل"، "بدوي الجبل"، "محمد الماغوط"، ومن الروائيين: "حيدر حيدر"، "أحلام مستغانمي"، "أنيسة عبود"، أمّا في القصة فأذكر "زكريا تامر"».
** «شعراً: "نديم محمد" و"بدوي الجبل" لأنهما قلعتان من قلاع الشعر العربي من حيث اللغة والصور...، ورواية: "حيدر حيدر" و"أحلام مستغانمي"، تسحرني لغتهما الشعرية وأسلوبهما».
** «الجرأة والقراءة فبغير الجرأة لا يتقدم الأديب خطوة واحدة».
** «أكتب لأستعيد توازني، ولأتجنب الجنون، ولكي أقدم شهادتي على زمني، المفردات لا تختارني ولا أختارها، هناك معركة مستمرة بيننا لم تحسم بعد، مرّة تنتصر ومرّة أهزمها».
** «الشعر الأقرب هو الأصدق والأجرأ والأحلى، هو الذي يصفعني بصراحته، ويسافر بي إلى آفاق بعيده، ويظلُ الشعر الصوفي ملاذ للروح.
أكتب النثر، ولكن قلما أنشر النثر الذي أكتبه».
** «القصة موجودة، ولكن بنسبة أقل من الشعر، وقد فزت بأكثر من جائزة في مسابقات للقصة، ولديّ مخطوط مجموعة قصصية لم تر النور بعد»
** «معظم وقتي في السنوات الأخيرة مخصص للأدب، شعراً وقصة ورواية».
** «عمر الجمعية عام ونيّف، وما زالت طفلاً يتلمس طريقه، ومن أهم غاياتها التعارف بين المهتمين بالشأن الأدبي في "بانياس" أولاً، وقد تحقق ذلك إلى حدّ ما، والتواصل مع الأدباء في "طرطوس" وفي باقي المحافظات ثانياً، وقد خطونا عدة خطوات في هذا المجال، واستضفنا أدباء وأديبات من عدة محافظات، في البداية كان عددنا أقلّ من أصابع اليد الواحدة، واليوم تجاوز الثلاثين، جميعهم ممن يكتبون الأدب أو يهتمون به، أما الصعوبات فأهمّها كان توفير مكان مناسب لنشاطاتنا وقد تحقق بتخصيص قاعة في المركز، وتبقى الصعوبات المالية لأننا نشتري - غالباًـ من نتاج الأديب الذي نود استضافته، ونوزعها على الأصدقاء والصديقات قبل فترة من موعد اللقاء مع الضيف، وهناك صعوبة التواصل مع الإعلام، فباستثناء موقع أو موقعين على الانترنت، لا يغطي نشاطنا أحدا».
** «عملي المهني كمحام قليل لأسباب لا أود الدخول فيها، أما الأدب فهو كما ذكرت يأخذ معظم وقتي، وهذا يؤثر بالتأكيد على أسرتي مادياً ومعنوياً، وكثيراً ما أفضل شراء كتاب على أي شيء يتعلق بالأسرة، تحضرني هنا طرفة، فمنذ عامين اشتريت موسوعة الأدباء بثلاثين ألف ليرة سورية وليس في منزلي غسالة سوى واحدة عادية، فاتفق أفراد الأسرة على تسمية الموسوعة (المضيوقة) لأنها ضيقت علينا مادياً!».
** «الديوان الأول (زائرة) لاقى صدىً طيباً كما أظن والثاني (وعد) لم أكن راضياً عن حجمه ولا إخراجه ومع ذلك فلستُ نادماً لأنه وصل إلى المتلقي ولو بشكل أقل من الأول، وحديثاً صدر لي ديوان "شراع" ويختلف عن سابقيه، حيث أكثرت فيه من قصائد الحب».
** «لا أبحث عن منبر ولا أجول على المعنيين بالمشاركات، لهذا فنادراً ما أدعى للمشاركة، لقد تعودت على الأمر، وأول من رعاني ودعاني هو الأديب الراحل "حامد حسن" عندما كان رئيساً لفرع الكتاب في "طرطوس"».
** «أكتبه ولي مجموعة قصائد بالمحكي، لكن لا أعتقد بتأثير الكتابة بالمحكي على الفصحى فهما جناحان للكلمة»
** «المرح والفكاهة والشعر هي أدوية القهر والفقر والمرض، وصمام الأمان من الجنون والانحراف، وتعلم جيداً أنّ (شر البلية ما يضحك) وكثيراً ما كان المرح حلاً لمشاكل كبيرة، ثم هل في الحياة ما يستحقُّ دمعة ً واحدة؟».
** «سأقرأ مقطعاً من قصيدة "عيد الشعر":
يا أنتِ
سبحان الذي سوّاك أغنية السلامْ
مرّي ببيداء اللغات وعانقي سرب الغمام ْ
وتنزهي
مقلُ الحروف حدائق الأشواق