لكل إنسان طريقته في التعبير عن حبه وانتمائه للمكان الذي ولد وعاش فيه، والأستاذ «عدنان الخطيب» له طريقته الخاصة والفريدة لترجمة حبه وفخره بقريته (برمانة المشايخ) التابعة لمنطقة (الشيخ بدر) في محافظة طرطوس،
eTartus التقى الأستاذ (عدنان الخطيب) صاحب أكبر لوحة نحتية في طرطوس حيث قال: "جد أبي هو مجاهد كبير وكان من الجند المجهولين الذين ساهموا بإنجاح الثورة السورية الكبرى واسمه المجاهد الشيخ (خليل أحمد الخطيب)، ومن خلال توارث الأجيال في عائلتنا كانت حصتي من الإرث البيت والأرض اللتان سكن فيهما جدي الأكبر وفي تلك الأرض يوجد جرف صخري كبير، كان جدي وكما سمعت من أهالي القرية يربي فيه النحل ويسميه "قلع النحل"، وهكذا وبينما كنت أتامل الجرف مع صديقي النحات (علاء محمد) ولدت فكرة في رأسي، وهي نحت الجرف وهكذا وبمساعدة صديقي نفذنا الفكرة، فكانت كما تشاهدون لوحة ثقافية غنية المعاني والدلالات ففيها تتجسد رموز الفكر الثوري، ومن خلالها أيضاً استطعنا توجيه رسالة ثقافة وفخر للأجيال القادمة التي وكما أعتقد وأؤمن أنها ستحافظ عليها وربما يوماً ما وبعد آلاف السنيين ستعد هذه المنحوتات من أعظم الآثار التي ستخلد ماضينا العريق.
أما الهدف الآخر للوحة النحتية وهو برأيي أعظم أسباب إنشائها في الوقت الراهن كان إيجاد لغة مشتركة مع الغرب لأنهم يحبون هذا الفن، ومن خلال هذه اللغة سنستطيع إبراز ملامحنا الشرقية بوجهها الحضاري الحقيقي الذي يحرفه البعض في العالم، وفي النهاية فإن هذه اللوحة ملك لكل إنسان عربي واعٍ بأهمية ثقافة وحضارة بلاده، وأنا الآن أفكر ببناء مشروع سياحي فوق الجرف الصخري بهدف جلب السياح إلى هذه المنطقة والمشروع الآن قيد الدراسة وسنعلمكم ما أن نباشر العمل فيه.
eTartus التقى أيضاً النحات (علاء محمد) الذي قال: (إن ما يجهله الكثيرون عن هذه اللوحة النحتية أنها اللوحة الأكبر في الوطن العربي التي تتوضع على جرف صخري ووجه (الشيخ خليل أحمد الخطيب) المنحوت فيها هو أكبر وجه منحوت في سورية، وهذه اللوحة بمفهومها النحتي عبارة عن وجوه تجسد الفكر الثوري ففيها وجه للمرأة الثائرة، وهناك الرجل الذي يحمل سلاحه، وهناك أيضاً معاني الحب والتسامح في الوجوه المنحوتة، إن هذا العمل يعد تظاهرة ثقافية لم نشهدها من قبل ونتمنى تكرارها في الأيام القادمة والنحت هو أبلغ الفنون وأكثرها تعبيراً عن المشاعر الإنسانية والأفكار التحررية.