يتطلع مجلس مدينة "بانياس" إلى إجراء قفزة نوعية مميزة على صعيد الخدمات وتحسين المدينة من جراء تنفيذ خطته التي تتضمن بعض المشاريع الأساسية مثل مشروع "المنطقة الصناعية".
بزيارة إلى مجلس مدينة "بانياس"، بتاريخ 16/4/2009 eSyria تعرف على الخطوات التي تمّ إنجازها حتى الآن في هذا الشأن.
وشرح المهندس "آصف صخر" عن بعض الإجراءات التي تمت لجعل هذا المشروع متكاملاً فقال: «تم إنهاء دراسة "المنطقة الصناعية" وإنجاز المخططات التنفيذية لها بقيمة مائة وثلاث وعشرون مليون ليرة سورية، مع إنجاز تدقيق الدراسة أصولاً.
إضافة إلى زيادة عدد مقاسمها من مائة وخمسون مقسماً إلى ثلاثمائة وخمسون مقسماً لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الصناعيين كما تمت متابعة إجراءات تعديل ذلك لدى "اللجنة الإقليمية" في "طرطوس" وتم تصديقها أصولاً».
وأضاف عن الجهة المكلفة بالإنجاز فقال: «تم التعاقد على تنفيذ "المنطقة الصناعية" مع المتعهدين "محمد عثمان" و"حاكم الأحمد"، وستتم المباشرة بها فور تصديق العقد مع المراجع المختصة، وذلك لكي يتثنى نقل المحلات الصناعية والحرفية إليها لتخفيف الضغط والضوضاء عن المدينة».
وشرح السيد "عدنان الشغري" رئيس مجلس المدينة عن هذا المشروع الحيوي الهام فقال: «ستصبح "المنطقة الصناعية" مركز تجمع مهني يخفف من مشكلة الضجيج والاختناقات والتلوث، كما يفتح مجال التوسع في الصناعات الحرفية، ويخدم المستهلك».
بعض التفاصيل التي أصبحت واضحة عن هذا المشروع عرفناها من المهندس "محمد خدام"، حيث أوضح: «المساحة المقدرة ل"المنطقة الصناعية" هي حوالي 117 دونم، وسوف تشمل مختلف الحرف مثل النجارة، الحدادة، الألمنيوم، ميكانيك السيارات، معامل بلوك، صناعات كيماوية وغيرها، وقد تم إعلان المناقصة والمشروع قيد التصديق حالياً من الجهات المختصة.
وأضاف: «يتم الآن التسجيل وجرد كافة المحلات الصناعية القائمة في المدينة، وسيتم قريباً فتح باب الاكتتاب للمحلات بعد أن يتم تحديد قيمة المتر المربع من المقاسم، وبالنسبة لفترة تنفيذ المشروع فهي 1200 يوم».
أصحاب الورش الحرفية في المدينة مهتمون بسرعة إنجاز هذا المشروع كغيرهم من السكان، مثل "خالد صهيوني"، صاحب إحدى ورش الحدادة الذي تحدث لنا عن فوائد هذا المشروع قائلاً: «المنطقة الصناعية مشروع ممتاز بالنسبة للبلد لتخفيف الضجيج والزحمة، كما أنها تخفف الكثير من العبء على المواطن، لأنه يمضي الكثير من الوقت لاختيار ورشة ما.
كان يجب البدء بهذا المشروع منذ وقت طويل، في مدينة "جبلة" مثلاً يوجد "منطقة صناعية" منذ حوالي عشرين عاماً، وهذا المشروع مطروح منذ زمن لكنه لم ينفذ، نأمل هذه المرة تنفيذه بشكل سريع.
صحيح أنّ "المنطقة الصناعية" تكون أبعد لكن أنسب بكثير لنا وللمارة وللسكان، وقد قمنا كحرفيين وورش بالتسجيل في مقر البلدية منذ حوالي شهر».
في ورش النّجارة أيضاً الآراء بالنسبة لموضوع "المنطقة الصناعية" مماثلة، فكما يقول "مصطفى خليل" صاحب إحدى هذه الورش: «"المنطقة الصناعية" هي تخفيف للضجيج وتيسير لأمور العمل، فهنا تشكل الورش بعض الإزعاج للسكان، وبالرغم من وجود منزلي بالقرب من هنا، نفضل "المنطقة الصناعية" اليوم قبل الغد، لأنها ستكون كذلك بما للكلمة من معنى؛ من تجهيزات وورش وشوارع وبدون تشكيل إزعاج للمارة، أما بالنسبة للزبائن، فالآن أصبح لكل ورشة زبائن يتعاملون معها، فالانتقال لن يشكل فرقاً لهم».
أما "خالد الفقير" الذي يعمل في إحدى ورش كهرباء السيارات فقال: «فكرة المنطقة الصناعية جيدة من جميع النواحي، فالحدادة والنجارة بالأخص تشكلان إزعاجاً للسكان، وكهرباء السيارات أيضاً، كأن يتم إصلاح بوق السيارة.
لكن من المفضل أن تكون هذه "المنطقة الصناعية" على مسافة أقرب، لأنّ هناك بعض الخدمات البسيطة التي ستتطلب قطع مسافة كبيرة نسبياً، مثل تغيير ضوء لسيارة أو دراجة».
وفي المحلات التجارية المجاورة لبعض الورش تبين أيضاً أنهم يبدون تأييدهم الكامل لانتقال الورش المتوزعة في بعض شوارع المدينة إلى "منطقة صناعية"، مثل "محمد عابدين" الذي قال: «المنطقة الصناعية يجب أن تكون منذ زمن بعيد خارج المدينة، من أجل تخفيف الضجيج، وبالأخص ورش الحدادة، وكما تلاحظ يجب أن نغلق الباب لتتمكن من سماعي.
يسبب لي هذا الضجيج الكثير من الصداع عندما أصل إلى البيت كل يوم، وبالنسبة لي لا يمكن أن أسكن في هذه المنطقة في أيّ حال من الأحوال مع وجود أسرة وأطفال.
من المؤكد أنه بوجود سوق تجاري هنا في مكان هذه الورش الحرفية ستكون هناك حركة مختلفة كثيراً، وهذا ما سيؤثر على اقتصاد المدينة ويزيد من مواردها السياحية».
الأهالي المجاورون لهذه الورش هم أول المستفيدين وآخر من التقيناهم، ومنهم "يوسف خدام" الذي قال: «النواحي الإيجابية ل"المنطقة الصناعية" هي تخفيف الضجيج في الأسواق والذي اعتدنا عليه نحن السكان، وكأنه غير موجود، أضف إلى ذلك استبدال هذه الورش بمحلات تجارية متنوعة مما يزيد الحركة التجارية وموارد المدينة.
من ناحية أخرى وبالبرغم من جدوى هذا المشروع، سيكون بعيداً للقسم الأكبر من أهالي المدينة، فهناك بعض الخدمات الصغيرة التي ستتطلب قطع مسافة كبيرة من أجلها، ولذلك يفضل موقع متوسط المسافة لكافة أهالي "بانياس"».