على الكورنيش البحري وفي الهواء الطلق انطلقت فعاليات مهرجان صيف "طرطوس" الأول للثقافة والفنون، والذي تقيمه محافظة "طرطوس" برعاية المهندس "محمد ناجي عطري" رئيس مجلس الوزراء، بعرض فيلم قصير عن التاريخ العريق لمحافظة "طرطوس"، والمستقبل المشرق لها وخاصة بعد دخول عشرات الاستثمارات السياحية.
ثم بدأ العرض الأضخم والأول من نوعه من حيث المشاركة والتنسيق والتنظيم والفكرة والإخراج، وهو البانوراما الاستعراضية التاريخية "روح الفينيق" التي أعدها وأخرجها الدكتور "عجاج سليم"، وذلك بتاريخ "29/7/2010".
الفن حضارة لأن أهم مقاييس تقدم الأمم ما تمتلكه من أدب وفن وثقافة، وما قدم اليوم هو جهد أربع فرق راقصة لكل منها خصوصيتها واجتمعت لتقديم أحد أوجه الحضارة في "طرطوس" وهذا ما تطلب منها الجهد والتعب على مدار حوالي الشهرين
وتحدث الدكتور "عاطف النداف" محافظ "طرطوس" رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان في كلمته الافتتاحية موضحاً الدور الذي لعبته "طرطوس" في رفد الحضارات الإنسانية بعلومها وثقافاتها منذ القدم، فشواهد التاريخ ماثلة أمامنا تحكي قصة الإنسان العربي السوري الذي أبدع وفكر فأنتج قصة "أرواد" و"عمريت" و"صافيتا" و"المرقب" والكثير غيرها.
مضيفاً: «يحق لـ"طرطوس" أن تكون "بسمة المتوسط"، ولعلنا اليوم نرسخ من خلال الملتقيات الاستثمارية والعلمية والثقافية والفنية لنهضة تنموية تشمل كافة مرافق الحياة، بما يساهم في دفع عجلة التطور خدمةً للإنسان العربي السوري، ونحن نؤكد أن مسيرة البناء مستمرة وفي "طرطوس" الكثير من المشاريع التي يتم العمل عليها لتكون كباقي مدن "سورية" درراً منثورةً في هذا الوطن الغالي، وهذا المهرجان الأول لـ "طرطوس" ولن يكون الأخير، لأنه انطلق بكل حب ويحمل بين طياته فعاليات اقتصادية وثقافية وسياحية وتراثية وفنية».
eSyria وللتعرف على البانوراما الاستعراضية التاريخية "روح الفينيق" التي أحيت أمسية الافتتاحية لليوم الأول، التقى الدكتور "عجاج سليم" مدير المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة ومعد ومخرج العمل، حيث قال: «تحدثت بانوراما "روح الفينيق" عن أهم المراحل التاريخية لمحافظة "طرطوس" من خلال أسطورة "طائر الفينيق" التي نشـأت على "الساحل السوري"، خاصة في منطقة "طرطوس"، وانتقلت للعالم، وهي موجودة في الأدب العالمي، وتعني التصميم على إرادة الحياة والتجدد والانبعاث، ونقدمها في العمل على أنها تنتقل من جيل إلى جيل ومن قائد عظيم إلى قائد عظيم آخر».
ويتابع: «فتحدثت عن القادة التاريخيين العظماء، والحضارات العريقة التي توالت على "طرطوس" منذ حكاية "كنعان والإله بعل" إلى "اسكندر المقدوني" و"بولس الرسول" و"صلاح الدين الأيوبي" لتنتقل إلى المجاهد الشيخ "صالح العلي" في دورة انبعاثية متتالية أبدية لـ"طائر الفينيق" في كل زمان ومكان».
أما عن المادة النصية والفرق المشاركة في البانوراما، فيقول الدكتور "عجاج": «المادة النصية من تأليف الأستاذ "محمد عمر" ومشاركة "300" راقص وراقصة من أربعة فرق رقص سورية هي: فرقة "سيما" وفرقة "أرادوس" وفرقة "سارادار أباد" وفرقة "إيمار"، إضافة إلى مجموعة من كبار الممثلين السوريين وهم "صالح الحايك" و"أسامة السيد يوسف" و"مصطفى الخاني"، في حين أن الموسيقا كانت للأستاذ "سمير كويفاتي"، والكلمات والألحان والأغاني للأستاذ "سعدو الديب"، والديكور للأستاذ "محمد خليل" والأزياء للمصممين "صبا تكريتي" و"موسى هزيم"، والإكسسوارات للمختصة "ياسمين أبو فخر"، وتصميم البروشورات والمطبوعات ل"عمران ملحم"».
وفي لقاء مع الفنان "صالح الحايك" أحد المشاركين في البانوراما، قال: «الفن حضارة لأن أهم مقاييس تقدم الأمم ما تمتلكه من أدب وفن وثقافة، وما قدم اليوم هو جهد أربع فرق راقصة لكل منها خصوصيتها واجتمعت لتقديم أحد أوجه الحضارة في "طرطوس" وهذا ما تطلب منها الجهد والتعب على مدار حوالي الشهرين».
في حين حدثنا المهندس "سامي محمد" أحد أعضاء اللجنة التنظيمية عن الفعاليات المرافقة للمهرجان: «يفتتح على هامش المهرجان سوق للتسوق تقيمه غرفة تجارة وصناعة "طرطوس" بالتعاون مع مجلس المدينة، ومعرضاً للزهور يشارك فيه حوالي ثلاثين مختصا بنباتات الزينة من مختلف المحافظات السورية، إضافة إلى مشاركة "220" طفلا من مركز الفنان "أحمد خليل" للفنون ومركز "كرونوس" ومركز "انانا" للفنون الجميلة لتقديم لوحات تتعلق مواضيعها بجمال محافظة "طرطوس" في بحرها وجزيرتها وزوارقها وصياديها، وملتقى للنحت يشارك فيه سبعة عشر فناناً منهم سبعة فنانين للنحت على الحجر وعشرة على الخشب وخمسة على الرمل، ومعرض تراثي لأهم المأكولات والأزياء التراثية والشعبية».
يذكر أن فعاليات اليوم الأول من المهرجان اختتمت بأغنية الفنان "مصطفى الخاني" المشهورة والتي قدمها في مسلسل "باب الحارة"، بمرافقة عروض ألعاب نارية لمدة حوالي نصف ساعة أضاءت سماء مدينة "طرطوس" "بسمة المتوسط".
يشار إلى أن الفعاليات الفنية للمهرجان مستمرة لغاية الخامس عشر من شهر آب القادم، وتتضمن حفلات غنائية فنية، يحييها نجوم طرب من سورية ولبنان، إضافة إلى عروض فنية تقدمها فرقة "ميغري" الاستعراضية الأرمنية، ولوحات فنية وغنائية وموسيقية وفلكلورية شعبية للعديد من الفرق الشعبية والغنائية، والعديد من الأمسيات الشعرية، وعروض مسرحية للأطفال، وبعض الفرق المسرحية من مختلف المحافظات السورية، وفعاليات رياضية لعروض الجمباز والكاراتيه والكرة الشاطئية، ونشاطات ومسابقات لذوي الاحتياجات الخاصة.
وحضر حفل افتتاح المهرجان السيد وزير الإدارة المحلية "د. تامر الحجة" والسيد وزير الدولة لشؤون الهلال الأحمر "بشار الشعار" والسيد "أحمد الأحمد" الأمين العام لحركة الاشتراكيين العرب والرفيق "عدنان وسوف" أمين فرع "طرطوس" لحزب البعث العربي الاشتراكي، ومحافظو كلٍ من "حماة" و"حمص" و"اللاذقية" و"ادلب" و"دير الزور" وعدد من المسؤولين في الحزب والدولة والفعاليات الرسمية والاقتصادية والاجتماعية والروحية والشعبية.