منذ عدة سنوات وقرية "الملاجة" الصغيرة تحتفل بعيد ميلاد مهرجانها مهرجان "السنديان الثقافي" بتظاهرة فنية ثقافية ذات طابع خاص ومميز في منطقة "المسيل" جانب نبع "عين البعيدة"، وها هي اليوم "5/8/2010" تطفئ شمعته الرابعة عشرة معلنة انطلاقة فعالياته لدورة جديدة متجددة عن كل عام.
حيث بدأ المهرجان بورشة عمل تشكيلية شعرية في الخامس والعشرين من شهر تموز واستمرت لغاية الخامس من آب، حاملة بين طياتها محبة منظمي ومشاركي الورشة لروح الشاعر الراحل "محمد عمران"، إضافة إلى حوار شعري تشكيلي لإنتاج لوحات تشكيلية وقصائد شعرية، من وحي الطبيعة "الملاجية"، لتقدم ضمن فعاليات المهرجان بدورته الجديدة، وللتعرف أكثر على فعاليات مهرجان "السنديان الثقافي" بدورته المتجددة، التقينا الشاعرة "رشا عمران" مديرة المهرجان، حيث قالت: «يقام هذا المهرجان في كل عام تحية لروح الراحل "محمد عمران" من أصدقائه، حيث بدأ المهرجان بالنمو والاتساع ليصبح ملتقى للفنون بكافة أشكالها، فاختلط فيها الفن التشكيلي مع الشعر والموسيقا مشكلاً سيمفونية رائع الإيقاع، فدورة هذا العام لم تتميز فقط بملتقى الفن المشترك وإنما تضمنت ورشات عمل كتابة وتصوير فوتوغراف، ورسم وتعليم رقص للأطفال» .
تضمنت مشاركتي إلقاء مجموعة من القصائد منها "العصا" و "مخطوط تمبكتو" والتي تتحدث عن التاريخ والأسطورة وحياة الناس في بلدي "تونس"
وتتابع: «إن طموح قرية "الملاجة" خرج عن إطاره الذهني ليصبح أمراً واقعياً وحقيقياً، وطموح أهالي القرية ومنظمي المهرجان أن تتحول "الملاجة" التي تقيم مهرجانها السنوي كل عام إلى مكان ثقافي عالمي، وهذا يحتاج إلى تضافر جميع الجهود بالتعاون مع المجتمع الأهلي الذي يمتلك رغبة الفعل وطاقة العمل، إضافة إلى التعاون مع المؤسسة الثقافية الرسمية القادرة على الرفد الأهلي بالدعم اللازم لإنتاج مشروع ثقافي ضخم ومفتوح للجميع بعيداً عن الشللية والانتماءات الصغيرة والضيقة» .
وعن الجديد في هذا العام تقول: «دورة هذا العام تطرح طرق جديدة في قراءة النصوص الشعرية وإلقاءها، من خلال ورشة العمل بين المسرح والشعر، والتي تهدف إلى الابتعاد عن الطريقة التقليدية في قراءة الشعر من خلال علاقة الشعراء مع بعضهم، وفق خيارات مفتوحة في القراءة والعمل على النصوص الشعرية بمختلف مدارسها» .
في حين أن فعاليات الافتتاح كانت غنية بما حملته بين طياتها، وعنها تقول: «بدأ المهرجان فعالياته بافتتاح معرض الفن التشكيلي ومعرض التصوير الضوئي، بمشاركة أربعة عشرة فنان تشكيلي من "سورية" و "الأردن" و "العراق"، وتسع شعراء من "سورية" و "فلسطين" و "لبنان" و "مصر" و "تونس" و "المغرب" و "البحرين" و "اليمن" و "فرنسا" و "بريطانيا"، وأربع فناني تصوير ضوئي» .
وفي لقاء آخر مع النحات المهندس "علي سليمان" أحد أعضاء أسرة المهرجان أكد على أن أهمية هذا المهرجان تأتي إيماناً من أسرة المهرجان والمشاركين بصوابية الحوار بين مختلف الفنون، و بين مختلف الآراء للفنانين اللذين يعيشون بيئات وتجارب مختلفة، علنا نصل إلى الأهم من عصبية كل منا وعصبية كل مجتمع على حده .
مضيفاً عن أهمية الندوة الحوارية بين الفن التشكيلي والشعر: «تأتي أهمية هذه الندوة التي تميز بها المهرجان من احتمالية إصابة الهدف أثناء محاولة الفنان طرح الحلول الجمالية مع فنان له وجهة نظر مختلفة، أو شاعر له مفرداته الخاصة في عالم الكلمة، لتكتمل الحالة الجمالية من معانقة الكلمة للخطوط والمساحات اللونية» .
أما الدكتور "عصام سليمان" عضو أسرة مهرجان "السنديان الثقافي" أيضاً، فيحدثنا عن مشاركته قائلاً: «أنا مواكب للمهرجان منذ تأسيسه وأسعى إلى خلق حالة جمالية من خلال التقاط الكثير من الصور المستوحاة من الطبيعة الريفية الجميلة لقرية "الملاجة"، وقد شاركت في معرض التصوير الضوئي بعشر لوحات بعنوان "من الشتاء إلى الربيع مروراً بحب"، وتعبر عن طبيعة "طرطوس" الجميلة والحياة اليومية فيها» .
وقالت الفنانة التشكيلية "عتاب حريب" المشاركة لأول مرة في المهرجان: «إن الذي شدني إلى المشاركة في هذا الملتقى، التنوع الثقافي لدى الشعراء والفنانين التشكيليين الذين جاؤوا من مختلف أنحاء العالم لإنتاج أعمال فنية مستوحاة من المكان الذي قضوا فيه خمسة عشر يوماً، فأعطاهم حافزاً ودافعاً للإبداع والخلق» .
أما الشاعر التونسي "منصف الوهايبي" مدرس الشعر العربي في جامعة "سوسي والقيروان" فيؤكد على ضرورة نقل تجربة هذا المهرجان إلى مختلف مدن العالم، لأنه يجمع بين الفنون ويضم في طياته ورشات مشتركة تتيح فرصة للتألق والظهور، ويصور عملية تلاقح مختلف الفنون وتلاقيها مع بعضها، إضافة إلى التعرف على هذه الطبيعة الجميلة، حيث الخضرة والماء والشجر والمحبة واللطف الإنساني والكرم،» .
وعن مشاركته يقول: «تضمنت مشاركتي إلقاء مجموعة من القصائد منها "العصا" و "مخطوط تمبكتو" والتي تتحدث عن التاريخ والأسطورة وحياة الناس في بلدي "تونس"» .
يشار إلى فعاليات المهرجان تستمر لغاية السادس من آب، وتتضمن أمسيات شعرية يشارك فيها شعراء من سورية" و "تونس" و "المغرب" و "اليمن" و "فرنسا"، إضافة إلى أمسية موسيقية لعازف الكمان العالمي "دلشاد سعيد" ويرافقه "أيمن جنيان" على "الكونترباص" .