تقع جزيرة "العباس" قبالة شاطئ مدينة "طرطوس"، وهي جزيرة غير مأهولة بالسكان تتكون من الصخور وبعض التشكيلات العشبية، وشكلها طولاني عريض من جهة الجنوب وشريط ضيق من جهة الشمال، أما بعدها عن جزيرة "أرواد" فهو 3كم تقريبا وكذلك عن شاطئ مدينة "طرطوس".
للتعرف على جزيرة "العباس" توجهنا إليها من مرفأ جزيرة "أرواد" برفقة الشاب "رامي أبو بكر" صاحب مركب نقل، فحدثنا عن الجزيرة بقوله: «أذهب إلى هذه الجزيرة الصغيرة غير المأهولة بالسكان بسبب كوني أملك مركب نقل؛ حيث تتوضع جزيرة "العباس" (الحباس كما يسميها أهل أرواد) على رصيف بحري يتراوح عمق المياه فيه بين 3 إلى 20م والذي يمتد على مساحات واسعة أمام شاطئ "طرطوس"، والجزيرة تقع جنوب مدينة "طرطوس"، حيث تواجهها على اليابسة منطقة "الحميدية"، ويمكن رؤية الجزيرة ككتلة صخرية صغيرة من جزيرة "أرواد" ومن شاطئ "طرطوس" كذلك، وهي الجزيرة الأولى في ترتيبها بين الجزر غير المأهولة أمام "طرطوس" وهذه الجزر هي "النمل" شمال جزيرة "أرواد" وجنوبها "العباس ثم أبو علي ثم جزيرة المخروط"».
يبلغ طول الجزيرة حوالي /200/ متر، وهي طولانية إلى هلالية الشكل، ظهر "الهلال" لجهة شاطئ "طرطوس" وباطن "الهلال" لجهة الغرب، وتتجه من الجنوب إلى الشمال حيث تتسع في الجنوب إلى عرض /80/ مترا، وتضيق في الشمال لتصبح شريطا ضيقا بعرض 10م، أما طبيعة أرض الجزيرة فهي صخرية تظهر فيها آثار الحت والتعرية بوضوح وفي جميع أقسامها، في حين تجد على ظهر الجزيرة الذي يرتفع لخمسة أمتار بعض التشكيلات العشبية والتي تنمو بارتفاع جيد في بعض أجزائها، وهذه الأعشاب من النوع الموسمي الذي ينمو في الشتاء والربيع ليبقى بعضها فصل الصيف بكامله
وعن وصف شكلها يقول الشاب "رامي": «يبلغ طول الجزيرة حوالي /200/ متر، وهي طولانية إلى هلالية الشكل، ظهر "الهلال" لجهة شاطئ "طرطوس" وباطن "الهلال" لجهة الغرب، وتتجه من الجنوب إلى الشمال حيث تتسع في الجنوب إلى عرض /80/ مترا، وتضيق في الشمال لتصبح شريطا ضيقا بعرض 10م، أما طبيعة أرض الجزيرة فهي صخرية تظهر فيها آثار الحت والتعرية بوضوح وفي جميع أقسامها، في حين تجد على ظهر الجزيرة الذي يرتفع لخمسة أمتار بعض التشكيلات العشبية والتي تنمو بارتفاع جيد في بعض أجزائها، وهذه الأعشاب من النوع الموسمي الذي ينمو في الشتاء والربيع ليبقى بعضها فصل الصيف بكامله».
وخلف الشكل البسيط لجزيرة "العباس" تكمن حقيقة جيولوجية تعود لآلاف السنين أخبرنا عنها الأستاذ "محمد عرنيس" مدير "متحف أرواد" سابقا حيث قال: «يشاهد الصيادون الذين يصطادون حول جزيرة "العباس" رصيفا مبنيا من الحجارة الضخمة غرب الجزيرة عند نهاية الرصيف البحري الضحل وبداية الأعماق الكبيرة، وهذا الرصيف يمتد لمسافة طويلة، وقد أثبت بعض هذا الكلام عالمة "بريطانية" قدمت إلى المنطقة في السبعينيات من القرن الماضي وأجرت بعض الدراسات على حفرة ضخمة في قلب جزيرة "العباس" وعلى أقنية مائية تتوزع من الجزيرة إلى الجهات المحيطة بها، ويمكن مشاهدة إحدى القنوات بوضوح.
ورغم أن دراسات هذه الباحثة ليست عميقة كفاية لكنها خلصت إلى نتيجة مفادها أن جزيرة "العباس" ما هي إلا كتلة صخرية وسط منطقة زراعية خصبة في عصور تاريخية قديمة جدا، وقد حفر سكانها خزان ماء وسط الصخرة لسقاية المزروعات، واستمر الحال هكذا إلى أن ارتفع البحر في عصور تاريخية لاحقة وغمر المنطقة لتصبح الصخرة الضخمة جزيرة، ويبقى الرصيف المبني من الحجارة الضخمة دون معرفة وظيفة محددة له، وهذا الكلام يحتاج لدراسات معمقة لأنه قد يفضي إلى معلومات غاية في الأهمية عن طبيعة المنطقة والعصور التي مرت عليها، لنستعيض عن رحلة الاستجمام برحلة إلى عصور ما قبل التاريخ».
أما الفصول الأربعة وميزاتها في الجزيرة فيقول عنها الحاج "مصطفى بصو": «تكتسب جزيرة "العباس" صفة "جزيرة الفصول الأربعة" من كون بقائها زاخرة بالحياة طوال العام، فهي محطة لطيور "النورس" البحرية وبعض طيور البط التي تأتي إلى الجزيرة في الخريف وتبقى حتى تكبر صغارها في فصل الربيع حيث موسم الهجرة لهذه الطيور.
وأذكر حين كنت شابا كيف كنا نذهب للصيد بالقرب من الجزيرة حيث ننزل أحيانا على حجارتها ونشاهد أعشاش طيور "النورس" وبعض فراخها، ومن أوائل الصيف تصبح جزيرة "العباس" مقصدا للزوار وطالبي الراحة ومحبي الرحلات البحرية، حيث تنقل زوارق النقل العديد من العائلات، والمجموعات الصغيرة التي تقضي نهارها على الجزيرة لكون شاطئ الجزيرة ضحلا ولمسافات طويلة بعمق متر إلى 3 أمتار.
وفي الجزيرة تجد بعض آثار التخييم ومقاعد من الأسمنت حيث إن البعض كانوا يقضون الليل هناك، أما أنا فكنت أقصد المنطقة للسباحة فيها لهدوء المياه ونظافتها، في حين أن نمو الأعشاب بكثرة في فصل الربيع يجعل الجزيرة كالقبعة الخضراء وسط البحر الأزرق».