قرية كبيرة قامت منذ مئة عام على أنقاض قرية بقي منها عدة أقبية ترابية وجدران وقناطر تتوزع هنا وهناك، "الكريمة" وسابقا "كرتو" مركز ناحية لعدد من القرى المحيطة بها ومركز عمراني آخذ في الاتساع، عدا كونها مصدرا هاما لثمار "البطاطا" التي تزرع في مساحات كبيرة، وحديثا أصبحت سوقا تجاريا للعديد من الشركات والمحلات التجارية.
في زيارته لقرية "الكريمة" بتاريخ 4/3/2011 التقى موقع "eSyria" الشاب "هادي ضاحي" طالب جامعي اختصاص "هندسة مدنية– جيو تكنيك" الذي تحدث عن قريته بالقول: «تعد "الكريمة" من القرى القديمة في نشوئها، فقديما جدا كانت المنطقة مسكونة وعلى مختلف مراحل التاريخ وذلك لقربها من "تل كزل" الأثري ووجود نهر "العروس" بجانبها، ولاتزال بعض الجدران الأثرية وبقايا "الجرون والطواحين" شاهدة على تاريخ المنطقة.
نزرع البيوت المحمية "فليفلة، بندورة، خيار.."، والزراعات المكشوفة وأكثرها انتشارا "البطاطا"، ثم "الفستق السوداني، القمح والبقوليات.."، وننقل موسم "البطاطا" إلى الأسواق الداخلية، وخاصة "حلب وحمص" وفي سوق خضار "طرطوس
كذلك هناك نبع ماء تم ردمه في أعمال التوسع الحديثة وقد كان منظما في عملية جريانه وتجمعه ببقايا بناء تعود في أسلوب بنائها إلى العهد "الروماني"، وفي مراحل تاريخية لاحقة بنيت قرية لاتزال بعض جدرانها وأقبيتها وقناطرها موجودة ولا نعرف ما اسمها، أما اسم "كرتو" فيعود كما نعتقد في القرية إلى العهد العثماني وهذا الاسم رافق القرية إلى عدة سنين ماضية حيث أصبح اسمها "الكريمة" وذلك في إطار تغيير الأسماء غير العربية للقرى، ورافق هذا التغير تحديث شامل لمرافق القرية وأبنيتها السكنية والسكانية ولايزال».
تعتبر قرية "الكريمة" مركزا هاما في منطقة سهل "عكار" وممرا قديما للمتجهين إلى "لبنان"، ورغم أن أعمال التوسع في القرية لاتزال مخصصة لاستيعاب التزايد السكاني إلا أن اتخاذ العديد من الشركات التجارية مراكز توزيع لها في القرية زاد من إمكانية تطورها السريع، مع اتجاه الناس كذلك إلى العمل التجاري، إضافة لكون المنطقة من الأساس زراعية تنتج "البطاطا" والزراعات المكشوفة عموما.
وعن التوسع العمراني والتجاري في القرية يقول الشاب "هادي": «كانت المنطقة القديمة في القرية تحتل جزءا هاما منها ومنذ عدة سنين مضت تمت إعادة بناء هذه المنطقة القديمة عبر الهدم وبناء "محاضر" سكنية حديثة، ثم التوسع في المناطق الحديثة التي شملها المخطط التنظيمي في محيط القرية.
أما التوسع التجاري فقد ترافق مع حركة البناء العمراني، فقام التجار والشركات التجارية ببناء مراكز لهم من بداية القرية وباتجاه المركز، وفي قريتنا تساهم البلدية حاليا بشكل إيجابي في تسريع عملية البناء والتنظيم السكني والتجاري للقرية، كما تم بناء مدرسة حديثة إضافة للمدرستين الموجودتين أصلا وذلك لاستيعاب التزايد في عدد التلاميذ».
في لقاء مع المختار السيد "مدحت عباس" تحدث عن قرية "الكريمة" بالقول": «تقع قرية "الكريمة" في سهل "عكار" وتبعد عن مدينة "طرطوس" 30كم عبر طريق "طرطوس– حمص"، وبضعة كيلومترات عن القرى المجاورة لها والتي تصلها معها طرق فرعية، بينما يبلغ عدد سكان القرية 7000ن، في حين تبلغ مساحتها مع جميع أراضيها 500 هكتار.
وتتألف القرية من شارع رئيسي يقسمها إلى قسمين شرقي وغربي وينتهي "بدوّار" رئيسي في الجانب الجنوبي من القرية وليس وسطها، وهناك الحارة الشمالية والحارة الجنوبية، وفي القرية ثلاث مدارس ودائرة للنفوس ومركز البلدية ومركز صحي، كما تم بناء جامع إلى جانب أول مدرسة ابتدائية تم بناؤها وسط القرية، ويمر بجانب القرية شرقا نهر "العروس" الذي نسقي منه بعض مزروعاتنا وهو ينبع من نبع "العروس" شمال قرية "المتراس" قضاء "صافيتا" ويصب في نهر "الكبير الجنوبي"».
أما مزارع القرية وزراعاتها فيقول عنها السيد "منذر خضور" وهو مزارع وصاحب مركز تجاري: «نزرع البيوت المحمية "فليفلة، بندورة، خيار.."، والزراعات المكشوفة وأكثرها انتشارا "البطاطا"، ثم "الفستق السوداني، القمح والبقوليات.."، وننقل موسم "البطاطا" إلى الأسواق الداخلية، وخاصة "حلب وحمص" وفي سوق خضار "طرطوس».