"طرطوس" الشهيرة بقلاعها وآثارها تستعد لتسجيل معلم أثري جديد ضمن قائمة آثارها، هذا المعلم هو قلعة "الشيخ ديب" في قرية "القليعة" منطقة "الدريكيش".
للتعرف أكثر على القلعة زرنا قرية "القليعة" بتاريخ 28/10/2011 والتقينا المهندس "محمد ديب" وهو أحد سكان القرية حيث حدثنا بقوله: «قلعة "الشيخ ديب" كما هو معروف عنها ذات منشأ بركاني والدليل هو الحجارة المتناثرة حولها والتي لا تشبه أي حجارة أخرى في القرية احتلها الرومان بعد سقوط حكم "زنوبيا" وقد سكنت من قبل عائلة تسمى "ديب" ومنها أخذت اسمها وما تزال فيها غرفة واضحة المعالم إلى حد ما تؤكد أنها سكنت قبل وقت طويل».
القلعة لها اسمان اسم "القليعة"- بضم القاف- والاسم الآخر هو المتعارف عليه قلعة "الشيخ ديب" حيث حملت هذا الاسم نسبة إلى عائلة سكنتها منذ /300/ عام
وتابع: «في القديم كان الذهاب للقلعة أسهل من الآن حيث لم تكن الطريق صعبة وتغطيها الأحراج كما هي اليوم حيث باتت القلعة منظرا جماليا في القرية وقلة من الناس تزورها أو تتوافد عليها فهي مجهولة إلى حد ما خارج المنطقة وليس هناك أي حاجة لزيارتها من قبل سكان القرية».
الآنسة "نادين شوباصي" إحدى سكان القرية تحدثت بقولها: «تتوضع القلعة في مكان جميل جدا وترتفع /100/ م عن الأرض التي تقع عليها وتتوضع إلى الشمال الغربي من مدينة "الدريكيش" بحوالي /26 كم وتبعد عن "طرطوس" /65/ كم غرباً وعن "حصن سليمان" /5/ كم جنوباً، موقعها الجميل يؤهلها لتكون احد أهم المواقع السياحية في "طرطوس" وربما في سورية وستحقق هذه الغاية إذا ما تم تخديمها بطريق للوصول إليها فالوصول إليها اليوم صعب جدا ويزداد صعوبة في الشتاء حيث تقع في وادي مسيل شتوي يجري بغزارة في فصل الشتاء».
وللتعمق في البحث عن تاريخ القلعة أكثر زرنا شعبة آثار "صافيتا" والتقينا رئيسها الآثاري "بسام القحط" حيث حدثنا بقوله: «القلعة لها اسمان اسم "القليعة"- بضم القاف- والاسم الآخر هو المتعارف عليه قلعة "الشيخ ديب" حيث حملت هذا الاسم نسبة إلى عائلة سكنتها منذ /300/ عام».
وتابع يحدثنا عن جغرافية القلعة فقال: «القلعة عبارة عن كتلة صخرية بركانية ترتفع /976/م عن سطح البحر تنتصب وسط الوادي الفاصل بين جبلين هما جبل "النبي صالح" في الجنوب الشرقي وجبل "النبي متى" في الشمال الغربي والوادي مغلق من الجهة الشرقية ومفتوح من الجهة الغربية يمر بمزرعة "بيت الخدام" ليصل إلى "الدريكيش" ويصب في نهر "قيس" شمالها».
وعن أهمية موقعها قال: «القلعة هامة جدا كموقع استراتيجي تتحكم بوادي طوله /18/ كم وهي تعود للقرون الوسطى حيث استخدمت كمرصد دفاعي للتحكم بالمنطقة وتبادل الإشارات مع القلاع الأخرى فهي على خط واحد مع قلعة "مصياف" وبالنسبة لمساحتها فهي صغيرة جدا حوالي /230/ م2 لم يتبق منها سوى الطابق ما تحت الأرضي حيث يوجد فيه صهريج ماء منحوت في الصخر كان المحاربون يستخدمونه للشرب».
وتابع يتحدث عما تبقى من القلعة فقال: «هناك أيضا أسوار القلعة التي لم يتبق منها سوى السور الذي يحيط القمة ومن المرجح أن أسوارها تهدمت بفعل هجوم عليها أو بسبب زلزال أصاب المنطقة ويوجد في الجهة الجنوبية من القلعة نبع ماء غزير جدا اسمه نبع "السرداد" وهو نبع أثري ومياهه معدنية كما تبين من تحليل عينة منه».
وأكمل كلامه فقال: «المعلومات السابقة هي النتيجة التي خلصت إليها بعثة آثارية "هنغارية- سورية" قامت بدراسة القلعة بشكل مبدئي دون عمل أسبار لها وقد استملكت الآثار مبدئيا مسافة /50/ م من الأراضي حول القلعة ومنعت البناء عليها ريثما تنتهي الدراسات الخاصة بتسجيلها على لائحة الآثار السورية بشكل رسمي ويتم عمل الأسبار اللازمة للحصول على معلومات دقيقة وواضحة لتاريخ القلعة والغرض من استخداماتها».