هكذا ودون سابق إنذار وبطريقة أذهلت أبناء النادي أنفسهم استطاع فريق "مصفاة بانياس" الصعود إلى مصاف أندية الدرجة الأولى للمرة الأولى في تاريخه الكروي، ليكون بذلك أول فريق من محافظة "طرطوس" يحقق هذا الإنجاز.
طريق "المصفاة" إلى الدرجة الأولى كانت محفوفة بالمخاطر والصعاب والمنافسة الشديدة من فرق عريقة لها باعها الطويل في كرة القدم، فهو الذي وقع في الأدوار التمهيدية بمجموعة صعبة إلى جانب نادي "جبلة، الكسوة، المليحة"، ومع ذلك تغلب على واقعه واستطاع أن يعتلي عرش المجموعة بعد مباراة فاصلة مع "الكسوة" حقق فيها فوزاً كاسحاً، لينتقل بعدها إلى التجمع المؤهل إلى الدرجة الأولى.
لقد أحب أعضاء الفريق كرة القدم بشكل مكنهم من تحقيق ما توصلنا إليه بأبسط الإمكانيات المادية الممكنة، ولكن كما يقال من يعرف الحب لا يعرف المستحيل، فالجميع أحب تحقيق الفوز والتصدر والوصول إلى دوري الأضواء من خلال هذه المستديرة التي أقول وبكل فخر عشقتها أقدام أبناء فريق نادي "مصفاة بانياس" بقوة كبيرة
ليعود ويلاقي فريق "الكسوة" مجدداً إضافةً إلى فريقي "الجهاد والشباب"، حيث استطاع تحقيق فوزين على "الكسوة" و"الشباب"، وتعادله مع "الجهاد" وضعه على رأس المجموعة، ليضمن بذلك الصعود إلى دوري الدرجة الأولى في "سورية" برفقة فريق "الحرية" متصدر المجموعة الثانية.
موقع eSyria بارك صعود نادي "مصفاة بانياس" إلى دوري الأضواء، والتقى بتاريخ "7/3/2011" كابتن الفريق "عبد الله حجيرة" الذي تحدث عن هذا الإنجاز بالقول: «لقد استطعنا الخروج من دوري المظاليم كما يقال عنه وسط إمكانيات بسيطة وتعتيم إعلامي كبير، حيث لم يكن الفريق ينال ما يستحقه من التعريف الإعلامي والتغطية المباشرة لمبارياته، وهذا ما لا يستحقه الفريق والمدينة أيضاً، فما حققناه هو أقل ما يمكننا تقديمه لهذه المدينة الفينيقية العريقة، وهذا يدفعنا من الآن للتفكير والتخطيط للدوري القادم لكي نثبت أقدامنا فيه ونحافظ على مكتسباتنا ومن ثم تحقيق إنجاز جديد إن شاء الله».
وعن مراحل التدريب يقول: «جميع تدريباتنا تمت في ملعب نادي "مصفاة بانياس" المجهز بشكل جيد ومناسب تقريباً.
ولكن الأهم هو وجود الكابتن "عمار الشمالي" الذي تمكن بخبرته العملية والنظرية وتعامله الجيد والمريح مع كافة أعضاء الفريق من منحنا القوة والعزيمة التي كنا بحاجة لها، إذ بتعامله الاحترافي تمكن من الدخول إلى أدق تفاصيل حياة اللاعب فقوى نقاط الضعف وعزز نقاط القوة لديه، إضافة إلى التمارين التكتيكية وتدريبات القوة البدنية واللياقة، التي لاقت قبول وتعاون من قبل جميع اللاعبين».
ويتابع: «التكتيك الفني للمدرب والمعسكر المغلق قبل فترة التجمع مكننا أيضاً من التعرف على نقاط القوة والضعف لدى الفرق المشاركة لمحاولة السيطرة على الفريق الخصم من خلالها، وهذه العملية دليل على احترافية عالية منه وجهد قدمه لإدراكه التام أن الفريق يستحق المزيد، لذلك اعتبرنا جميع المباريات هي مباريات نهائية ويجب علينا الاستبسال لتحقيق الفوز بها».
ويختم حديثه الكابتن "عبد الله" بالقول: «يجب أن نطبق الاحتراف في النادي وأن يفرغ اللاعبون ليستطيعوا تقديم الأفضل، فأغلب لاعبينا هم من العمال العاديين والموظفين وهذا ينعكس على عدم توفر الوقت الكافي للتدريب، وحتى أننا نأتي إلى التدريب منهكين من أعمالنا التي نحترفها لتأمين معيشة أسرنا، ومع كل هذا فنحن قدمنا كل ما نستطيع تقديمه وما يستحقه الفريق والنادي ككل».
المدرب "عمار الشمالي" وخلال حديثه لموقعنا قال: «الفوز كان إعجازا مقارنة مع الإمكانيات المتوفرة والمتاحة التي عمل بها الفرق، فالعمل الجماعي كأسرة واحدة بدءاً من المدير العام للمصفاة انتهاء بالأعضاء والكوادر الطبية والرياضية، حيث كنا بأمس الحاجة لتحقيق إنجاز ما لنحصل على الدعم المطلوب للتفكير بتحقيق الأفضل، وهذا شكل علينا حافزا للتطوير وتحقيق التقدم والنتائج المرضية للجميع».
ويتابع: «الثقة المطلقة التي منحتني إياها إدارة النادي كانت أهم مقومات النجاح لدي، فالخيارات الفنية كانت من اختصاصي ولا يمكن لأحد أن يتدخل بها أبداً، حيث عملت أولاً على تحسين الجو العام للفريق وضبط السلوكيات الشخصية للاعبين لتتناسب مع الروح الأسرية التي يجب سريانها بشكل تام في الفريق، وهذا أدى إلى تطوير اللاعبين وتحفيز قدراتهم وظهور مواهبهم الكامنة والتي نحتاجها لتحقيق ما نريد، فالجانب النفسي والتكتيكي لم يسلم أيضاً من العمل الرياضي الذي فرضناه على الروح العامة للفريق».
وعن التحديات التي واجهت الفريق يقول: «لقد واجهتنا الكثير من التحديات كان أهمها من فريق "جبلة" الفريق العريق بخبراته وإمكانياته الكبيرة وهذا شكل تحدي لنا عملنا بطريقة معينة تم رسم مخططها مسبقاً للتغلب عليه، إضافة إلى فريق "المليحة" المجتهد وفريق "الكسوة" المقاتل الجيد وفريق "الجهاد" المحترف.
إذاً التخطيط والتكتيك ومعرفة نقاط الضعف والقوة للفريق الخصم كانوا عوامل أساسية مكنتنا من اللعب على محاور متعددة والسيطرة عليها بشكل كامل، وذلك بفضل لاعبين عشقوا الكرة وأحبوها وتمكنوا من احترافها بشكل أحبه الجمهور وسانده في جميع الملاعب، حيث كنا نرى عشاق الفريق ومتابعي أخباره ومبارياته في أي مكان يلعب به، ولهذا دور أساسي في تقوية العزائم وشحذ الهمم عند اللاعبين».
أما السيد "تيسير حمود" مشرف اللعبة فتحدث عن مراحل العمل حتى تحقيق الفوز، حيث قال: «لم يكن صعود نادي "مصفاة بانياس" إلى دوري الأضواء صعود تراتبياً وإنما كان ثمرة جهد بدأ منذ عام /2005/ بالتدريب المتواصل وتسخير الطاقات والإمكانيات المتاحة والمتوفرة من قبل إدارة النادي للاعبين، حيث عمل النادي وبشكل مباشر على تأسيس الكوادر الرياضية ذات الفئات العمرية الصغيرة "الناشئين" لتكون الرافد الأساسي له وخاصة من أبناء المدينة انطلاقاً من فكرة أن ابن المدينة له جمهوره المتميز».
وعن المشاريع والخطط المستقبلة التي سيعمل عليها النادي إدارة وكوادر رياضية يقول: «إن الجمهور هو اللاعب الثاني عشر في الفريق الأساسي، وهذا سيدفع النادي كإدارة إلى فتح أبواب الفريق لجميع المتميزين من ذو القدم الذهبية والناشئة لتكون ضمن الفريق.
فالتميز الرياضي المستقبلي والمحافظة على ما تم تحقيقه حالياً هو هدف الفريق في المستقبل الذي تبلور بجهود أبناء النادي بالوصول إلى دوري الأضواء، لأن الحالة الاجتماعية والعلاقة الأسرية التي تربط أفراد ولاعبي النادي بدء من المدير العام ل"مصفاة بانياس" الراعي الأساسي لكرة النادي ومختلف رياضاته وصولاً إلى أصغر لاعبيه، هي الأساس في شحذ الهمم والعزائم لتحقيق ما هو أفضل حالياً وفي المستقبل القادم إن شاء الله».
وفي لقاء أخير مع المهندس "نبيل قداح" رئيس مجلس إدارة النادي قال: «باعتبار كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى أينما حللت بين الرياضات، عملنا منذ بداية العام السابق /2010/ على تأسيس أرضية شعبية للنادي من خلال فريق كرة القدم الذي هو أحد الفرق الكثيرة التي يضمها.
وهذا ما دفعنا إلى تحسين سوية هذا الفريق ليتناسب مع تعطش المحافظة ككل إلى فريق رائد بمستواه وأدائه وكوادره الرياضية، وهذا كان باستحضار مدرب خلوق متمكن من هذه اللعبة الشعبية، حيث تمكن من لملمة شمل الفريق واستقدام لاعبين متميزين، وهذا مكننا من تخطي الكثير من الصعوبات والوصول في نفس العام إلى مرحلة الوصيف» .
ويضيف: «في هذا العام وضعنا خطة أساسها العمل الدءوب والتصميم والعمل خطوة بخطوة في كل مرحلة من المراحل، مما مكننا من تصدر مرحلتي الذهاب والإياب، حيث تمكنا في المباراة الفاصلة مع فريق "الكسوة" من تحقيق /6/ أهداف مقابل هدفين لهم، مما مكننا أيضاً من الوصول إلى مرحلة التجمع، حيث الفرق القوية والمتميزة ولكن هذا لم يردعنا، فحققنا انتصارين وتعادلنا في لعبة واحدة، وتمكنا بعدها من الصعود إلى دوري الأضواء».
حب الكرة المستديرة سيدة الملاعب الخضراء كان العشق المسموح بالنسبة لأبطال نادي "مصفاة بانياس"، وهنا يقول: «لقد أحب أعضاء الفريق كرة القدم بشكل مكنهم من تحقيق ما توصلنا إليه بأبسط الإمكانيات المادية الممكنة، ولكن كما يقال من يعرف الحب لا يعرف المستحيل، فالجميع أحب تحقيق الفوز والتصدر والوصول إلى دوري الأضواء من خلال هذه المستديرة التي أقول وبكل فخر عشقتها أقدام أبناء فريق نادي "مصفاة بانياس" بقوة كبيرة».