أعاد المهندس "مهند الباشا" نجاحه المهني والهندسي إلى أربع ركائز هامة وأساسية هي: حتمية دراسة الفرع الذي تهوى وتحب، دمج ذلك بالأبحاث العلمية لاكتساب الخبرة والمعرفة، إضافة إلى عوامل المهارة الإبداع والابتكار، ودراسة تجارب الآخرين والاستفادة منها وتوظيفها.

هذه الأسس أكسبته المزيد من المهارات في مجال التصاميم الهندسية، فكان النجاح والتوفيق حليفه في تقديم دراسات وتصاميم مميزة لعدد من المشاريع الخدمية في أنحاء العالم كافة.

"مهند" أثبت من خلال دراسته الجامعية مقدرة وجرأة كبيرتين في طرح أفكار جديدة في مجال العمارة، وكان موضوع جدل أثناء تقديم هذه الأفكار، المرحلة المفصلية في حياته كانت اشتراكه في مسابقة دولية للطلاب وحصوله على ترتيب بين الثلاثة الأوائل لهذه المسابقة، وبناءً عليه تمّت دعوته من قبل هذه الجهات لتشكل له نقلة نوعية في مجال العمارة وحافزاً على الإبداع، وتمّ تكريمه من قبل جامعة إيبلا قبل سفره لما حققه من إنجاز في المسابقة الدولية

وكما يذكر "مهند الباشا" لمدوّنة وطن "eSyria" فهو منذ دخوله الجامعة، وفي السنة الأولى لدراسة الهندسة المعمارية، بدأ بتفحص خطواته المستقبلية بهدوء، ومعرفة الإمكانات المتوافرة بين يديه وما هو المطلوب للتقدم بخطوات أكثر جرأة نحو الأمام من خلال الجمع بين الدراسة والخبرة معاً، وانطلق من ذلك بأكثر من سؤال دون خجل أو اختباء لمعرفة الحقيقة التي ممكن أن تنتظره والتوجه نحو الخبرات العلمية من الأساتذة وسؤال زملائه الخريجين عن آمالهم وتوجهاتهم ومشاريعهم المستقبلية لتأتي بعض الإجابات دون الطموح بما يحلم به ويتمناه، سجّل كل هذه الملاحظات، وعرف نقاط القوة والضعف وكيفية تفاديها والقفز فوقها إن أمكن مع تجنب العثرات والثغرات، وربط كل هذه المعطيات بالتزامن مع رحلة البحث العلمي الطويلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتعمق بشغف ونهم وحب في المعرفة والاطلاع.

برج طابقي في جوبا جنوب السودان

ويضيف قائلاً: «وصلت لخلاصة بعد الاطلاع على سوق العمل عبر الإنترنت لعدد كبير من المهندسين والفنيين، ووجدت أنّ هناك تشابهاً في الأعمال الروتينية، ومن هنا كانت نقطة انطلاقتي بسؤال أحد الزملاء الخريجين عن مقدار راتبه الذي يمكن الحصول عليه، وشروط توافر فرص العمل بسهولة أم بصعوبة، وكانت أغلب الإجابات أنّ معظم المؤسسات ربطت التوظيف بتوافر الخبرة، وهنا المعضلة الحقيقية، إذ إنّ الخريج يفتقد للخبرة وهذا ما يجعل الكثير من الخريجين عاطلين عن العمل أو يقبلون بأجور متواضعة، فمثلاً في "مصر" لوحدها أكثر من مليون ونصف مليون مهندس عاطل عن العمل للأسباب السابقة الذكر، ومن هنا كان اقتراحي بإضافة مادة عملية بحتة للحياة الجامعية لشرح كيفية تنفيذ المشاريع والمشاركة الحقيقية بصناعة التجارب والاندماج بالسوق، كل ذلك من أجل خلق المنافسة للخرجين بسوق العمل والتميز بالخطوط والتصاميم الخاصة بكل مهندس».

لم يكن مهتماً في بداية عمله بالقيمة المادية التي يمكن أن يحصل عليها، فكل ما كان يهمه أن ينتشر اسمه كمهندس معماري بارع بالتصاميم لدى الشركات العالمية، وحدث ذلك وهو لا يزال طالباً في السنة الجامعية الثانية، ورويداً رويداً ومع سنوات الدراسة بدأت أعماله وتصاميمه تأخذ شكلاً جديداً، وأصبحت لديه عناوين وأسماء الشركات العالمية واهتماماتها وعماذا تبحث، بداية الدعوات التي تلقاها كانت من كبار المسؤولين في "جنوب السودان" و"جنوب أفريقيا" لزيارتهم لتقديم تصاميم هندسية بشكل فريد لمشاريع سياحية مقترح إقامتها مثل الأبراج والكنائس والجزر الصناعية، وقد تمّ اعتماد جميع التصاميم التي قدمها وهي ثمانية مشاريع في مدينة "جوبا" السودانية منها ناطحة سحاب بارتفاع خمسين طابقاً، وأيضاً تقديم تصاميم لثماني جزر اصطناعية في "جنوب أفريقيا" ومن هذين البلدين وبالاشتراك مع شقيقه مهندس الديكور قام بافتتاح شركة هندسية خاصة به في مدينة "أكرا" عاصمة دولة "غانا" يعمل فيها ثلاثة وثلاثون عاملاً من أصحاب الخبرات والكفاءات، وقد تمّ توقيع عدة عقود قيد التنفيذ أهمها مشروع الكنيسة على أرض مساحتُها هكتاران.

مشروع فيلا في جوبا

وعن مشاريعه وطموحاته داخل وطنه "سورية" قال: « طموحي كبير لتحقيق نجاحات بإقامة عدة مشاريع استثمارية كبرى داخل بلدي، وتحديداً من خلال بناء أبراج بارتفاع خمسين طابقاً في مدينتي "دمشق" و"حلب" وشرحت كل ذلك خلال لقائي أصحاب الشأن، وضرورة توفر ودعم العوامل الفنية والمالية واللوجستية لإنجاز مثل هذه المشاريع العملاقة التي ستساعد في الاستثمار وجلب المستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال، على أن تتبعها عدة مشاريع متلاحقة أضخم مثل إقامة المولات والمنتجعات السياحية والفنادق، وإذا ما نجحت الفكرة فستساعد في توظيف أعداد كبيرة من المهندسين والفنيين واليد العاملة المتممة لهذه الأعمال والتي ستزودهم بالخبرات اللازمة، ومن أجل ذلك قمت بافتتاح شركة خاصة بي في مدينة "حلب" لدراسة وتنفيذ هذه الأعمال».

أهم الجوائز الأولى التي نالها ويفخر بها هي جائزة "براغ" وتعدُّ أكبر جائزة طلابية بالعالم لتصميم مشروع استثماري لمدينة سياحية، الثانية في "روسيا" وهي عن عمله لأفضل تصميم عقاري سكني وحصل في العملين على المركز الأول، ويعدُّ ذلك بمنزلة إنجار لأول طالب عربي ينال مثل هذه الجوائز بعد منافسة كبيرة بين المتقدمين.

تصميم مشروع سكني في جوبا

الدكتور المهندس "مازن سمان" وصف مهند بأنه من الطلاب المميزين منذ دخوله للجامعة، وأنه كان يسعى دائماً للتميز وخاصه فيما يتعلق بالتكوين الحجمي للأبنية التي كان يصممها، وكان مهتماً باستخدام التقنيات الحديثة للمساعدة في الوصول إلى حلول مميزة، الأمر الذي ساعده في أن يبدع في تصاميمه المعلنة، حيث قام بتطوير مهاراته في هذا المجال وفي مجال التصميم المعماري حتى أصبح قادراً على الفوز بمسابقات عالمية.

فيما قال عنه الدكتور المهندس "جمال جوهر": «"مهند" أثبت من خلال دراسته الجامعية مقدرة وجرأة كبيرتين في طرح أفكار جديدة في مجال العمارة، وكان موضوع جدل أثناء تقديم هذه الأفكار، المرحلة المفصلية في حياته كانت اشتراكه في مسابقة دولية للطلاب وحصوله على ترتيب بين الثلاثة الأوائل لهذه المسابقة، وبناءً عليه تمّت دعوته من قبل هذه الجهات لتشكل له نقلة نوعية في مجال العمارة وحافزاً على الإبداع، وتمّ تكريمه من قبل جامعة إيبلا قبل سفره لما حققه من إنجاز في المسابقة الدولية».

"مهند الباشا" من مواليد مدينة "حلب" لعام 1995.

جرى اللقاء بتاريخ 2021/3/21 في حي "الفرقان".