نساء سوريات من الأسطورة والتاريخ كانوا سبب قدومه من محافظة "حمص" محملاً بالمعلومات ليعرض ما يخصهن كنساء من أصول سورية أكيدة والقصد هنا سورية بمفهومها التاريخي الأوسع الذي شمل جغرافياً أعالي بلاد الرافدين والشطر الشمالي والغربي مما يعرف بالهلال الخصيب وصولاً إلى الساحل السوري من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه بعيداً عن المفاهيم القومية المعاصرة، وبغض النظر عن إطارات الكيانات الإمبراطورية التي خرجت منها هذه النساء أو تصانيفها بالمعايير العولمية المعاصرة إنهن سوريات الأصل شئنا أم أبينا.

ضيف مدينة "جبلة" هو ابنها القادم من محافظة "حمص" مكان إقامته الحالية وهو الباحث المختص بالتاريخ والآثار الأستاذ "ملاتيوس جغنون" الذي قدم المدينة بدعوة من جمعية العاديات لكي يقدم لهم ما توصل له من معلومات حول النساء السوريات على مر التاريخ.

لم تكن "جوليا دومنا" أُماً لإمبراطورين فقط، بل هي التي مهدت وفتحت الباب أمام المزيد من أبناء أسرتها للوصول إلى السُدَة الإمبراطورية في روما فكان لها أختٌ اسمُها "جوليا ميسا" أصبحت جدَةً للإمبراطورين "إبلاغابالوس" و"سيفيروس أليكساندروس" الأوَل. و"إبلاغابالوس" الذي كان ابناً لابنتها "جوليا سوايمياس" من أبيه "سيكستوس فاريوس مارتشيللوس". وينتقل الباحث "ملاتوس" للحديث عن "زنوبيا" ملكة "تدمر" قائلاً: «تبدأ قصها عام "267"م. إثر اغتيالِ زوجها الملك "أذينة" بطريقةٍ غامضة، ولمَا كان ابنها "وهبِ اللات" ما زال طفلاً قاصراً تولت زمام المبادرة بنفسها وتنطحت لقيادة المملكة حسب ما تقوله العملات التي صكَتها وتحمل صورتها وعبارة "أوغسطا" أي المرادفِ المُؤنَثِ للقب "أوغسطس" الذي لا يحملهُ إلاَ الأباطرة الرومان. "زنوبيا" في الواقع استفادت من انشغال الإمبراطور الروماني "أوريليان" بحروبه على نهر الدانوب ضد البرابرة الجرمانيين، الأمر الذي سهَل عليها بسط سيطرتها على الأناضول وسورية ومصر. أمَا عن مصيرها فالرواياتُ متضاربة وغير مؤكدة فمن قائلٍ إنها انتحرت إلى قائلٍ إنَ "أوريليان" طاف بها شوارع روما وهي مكبلة بسلاسل من ذهب، وثمَة قائل يقول: إنه أسكنها أحد قصور "التيفولي" في حين يذهب آخرون إلى القول إنها تزوجت هناك وأنجبت أولاداً. الأم الرابعة في حديث "جغنون" هي "ثيودورا" إمبراطورةُ بيزنطة وهو يقول عنها: «امرأة سورية قرينةٍ للإمبراطور البيزنطي "جوستنيان" الأول الذي حكم في القرن ما بين عامي "527- 565" م. بل كانت شريكةً فِعليةً له، وهي منبجية الأصل وتدعى "ثيودورا" المنبجية التي كان قومها العرب السريان. مدينة "منبج" كانت مدينة مقدسة، إن "منبج" المقدسة أنجبت "ثيودورا" التي تولت بنفسها قيادة الجيوش بمؤازرة الجنرال "بيليزاريوس" المتقاعد لإخماد الثورة الشعبية التي قادها أحد الطامعين في السلطة. ومن مآثرها المعروفةِ أيضاً الدعمُ الذي قدمتهُ للسُريان حين زار الملك الغساني "الحارث الثاني" القسطنطينية حيث قابلها "الحارث" ونجح في الحصول منها على دعمها وتأييدها للكنيسة السورية الوطنية الناطقة بالسريانية. ومن أعمالها أنها حولت مقر كلية الحقوق في بيروت ونقلته إلى القسطنطينية العاصمة وكذلك أغلقت مدرسة الإسكندرية. وبذلك استأثرت بالمؤسسات العلمية وجعلتها حِكراً للعاصمة بيزنطة دون غيرها. * ماذا تقصد بنساء سوريات من الأسطورة؟ ** هناك ثلاث نساءٍ سوريات في نطاق الأسطورة التي اختلطت مع التاريخ فمثلاً الاسم الحالي لقارة أوروبا هو اسمٌ سوريَ المنشأ بامتياز، هذا ما يقولهُ اليونانيون الذين تُرجع لهم تقليدياً جذورُ الحضارةِ الغربيةِ الأوروبية، فالأسطورة الإغريقية تقول أن ملكاً على مدينة صور على الساحل السوري كان اسمه "آغينور" في حين تعطي الحكايات الهوميرية هذا الملك اسم "فينيق"، زوجتُه "تيليفاسا" لديهُما ابنةٌ جميلةٌ هي "أوروبا" لها أخوان هما "قدموس وكيليك"، وتورد بعضُ المصادر أخاً ثالثاً هو "فينيق"، فاسم فينيق محيرٌ بين أن يكون اسم أبيها أو أخيها. ويتابع "جغنون" بالحديث عن ثاني اسم من الأسطورة "أليسار" وهي أميرة "صور" وملكة "قرطاج" فيقول عنها: «كانت "أليسا" أو "أليسار" وتعرفها الكتابات أيضاً باسم "ديدو" وأخوها "بغماليون" وهما ولدان لأبيهما "بيلوس" الثاني ملك صور الآشوري الأصل، وبعد وفاة الملك "بيلوس" تربَع ولدهُ "بغماليون" الثاني على عرش مدينة صور، ولمَا تزوجت أختُه "أليسا" من الكاهن الأكبر "سيخايوس" والذي كان مؤثراً في الحياة العامة للفينيقيين بحكُمِ مركزه الديني والاجتماعي اغتالهُ "بغماليون" وهو يتعبد أمام المذبح وأخفى فعلتهُ النكراء عن أخته وشعبه طويلاً. إلاَ أنه قد تراءى لأليسا في الحلم روحُ زوجها المغدور "سيخايوس" فيعلمها الحلم بما جرى له، وأخبرتها روحهُ عن المكان الذي كان قد خبأ فيه والدها كنوزه في حياته التي تستحق أن ترثها شرعاً، ثمَ نصحتها الروح أن تغادر مدينة صور خوفاً على حياتها فكان أن وضعت "أليسا" يدها على الكنوز وغادرت المدينة سرَاً مع حاشيةٍ من مؤيَديها متوجهةً إلى "قُبرُص" ثم انطلقت "أليسا" مع حاشيتها الصورية التي ضمَت أيضاً كهنتها وخادماتِ هيكلِ "عشتار"، فجابت المتوسط، واستقرت على شاطئ ما هو "تونس" اليوم. تدبرت "أليسا" هناك أمرها لتفاوض ملك الجماعة من السكان الأصليين وذلك لشراء ما تستطيع أن تحيطه وتحدده بجلد ثور من الأرض الواقعة على البحر لقاء كميةٍ من الذهب. وبالطبع كانت خطة "أليسا" فيها حيلة، والحيلة كانت أن تقوم هي ومجموعتها بأن تقطَع جلد الثور وتحوَلهُ إلى خيطان بالغة الدقة ما أمكنها، ثم تقوم بتوصيلها لصنع أطول خيط ممكن منهُ، لكنها لم تكتف بذلك بل اعتبرت الشاطئ قطراً لهُ محققة بذلك أكبر رقعة من الأرض يمكن لخيطها بل لجلد ثورها أن يحيط بها. وانذهل الملك المغفَل بهذه الخدعة حيث لم يخطر بباله إطلاقاً أن يتمكن جلد الثور بالإحاطة بهذا القدر الكبير من الأرض، وما زالت التبة المرتفعة من أرض المدينة التي أسمتها "قرت حدشت" تدعى "بيرصا" أي "جلد الثور" إلى اليوم، وتعني القرية الجديدة أو المحدثة بالكنعانية "قرطاج" عن اللاتينية، فخلال سبع سنوات فقط من خروجها من صور أسس القرطاجيون مملكةً عظيمة تحت سلطانها. وكان القرطاجيون يقدسونها ويقيمون لها طقوس التمجيد

موقع "eSyria" استغل وجود الباحث "جغنون" في مدينة "جبلة" وحصل منه على بعض المعلومات الهامة عن تلك النساء.

الأستاذ ملاتيوس جغنون

  • من النساء السوريات اللواتي قصدتهن من التاريخ؟
  • ** هن أمهات حمصيات لأربعة أباطرة لروما تبدأ قصتهن نحو أواخر القرن الثاني الميلادي، والظاهر أن الأمر الذي حذر "جوفينال" روما منه قد وقع، لا بل وقع ما هو أخطر منهُ إذ لم يقتصر الخطرُ السوري على البُعدِ الثقافي فقط، بل تعدَاه إلى استيلاء السوريين على السلطةِ استيلاءً حقيقياً بكل ما في الكلمة من معنى. إذ حذر "جوفينال" الرومان ساخراً يقول: "لقد أصبح نهرُ العاصي منذ زمن يصب في نهر "التيبر" حاملاً معه عاداته وتقاليده وثقافته.

    سميراميس

    فقبيل العام 173 للميلاد تصلُ إلى روما صبيةٌ سوريةٌ من "حمص" اسمها "جوليا دومنا" من أسرة "شمشغرام" النبيلة القائمة على خدمة معبد الشمس وكهنته ويلتقيها الإمبراطور "سبطيميوس سيفيروس" الليبي الأصل ويُفتن بذكائها فيتزوج بها وتصبح زوجته الثانية وتنجب منه ولدها الأول الذي سيصبح في المستقبل الإمبراطور "كركلا". وفي السنة الثانية تُنجبُ ولدها الثاني الذي أصبح إمبراطوراً.

    ويُنسب إلى "جوليا دومنا" الفضلُ في إنشاء معبد الشمس في "بعلبك" "هليوبوليس" وأيضاً كلية الحقوق في مدينة "بيروت".

    وعن الأم الثانية "جوليا ميسا" يتحدث "جغنون" قائلاً: «لم تكن "جوليا دومنا" أُماً لإمبراطورين فقط، بل هي التي مهدت وفتحت الباب أمام المزيد من أبناء أسرتها للوصول إلى السُدَة الإمبراطورية في روما فكان لها أختٌ اسمُها "جوليا ميسا" أصبحت جدَةً للإمبراطورين "إبلاغابالوس" و"سيفيروس أليكساندروس" الأوَل. و"إبلاغابالوس" الذي كان ابناً لابنتها "جوليا سوايمياس" من أبيه "سيكستوس فاريوس مارتشيللوس".

    وينتقل الباحث "ملاتوس" للحديث عن "زنوبيا" ملكة "تدمر" قائلاً: «تبدأ قصها عام "267"م. إثر اغتيالِ زوجها الملك "أذينة" بطريقةٍ غامضة، ولمَا كان ابنها "وهبِ اللات" ما زال طفلاً قاصراً تولت زمام المبادرة بنفسها وتنطحت لقيادة المملكة حسب ما تقوله العملات التي صكَتها وتحمل صورتها وعبارة "أوغسطا" أي المرادفِ المُؤنَثِ للقب "أوغسطس" الذي لا يحملهُ إلاَ الأباطرة الرومان.

    "زنوبيا" في الواقع استفادت من انشغال الإمبراطور الروماني "أوريليان" بحروبه على نهر الدانوب ضد البرابرة الجرمانيين، الأمر الذي سهَل عليها بسط سيطرتها على الأناضول وسورية ومصر.

    أمَا عن مصيرها فالرواياتُ متضاربة وغير مؤكدة فمن قائلٍ إنها انتحرت إلى قائلٍ إنَ "أوريليان" طاف بها شوارع روما وهي مكبلة بسلاسل من ذهب، وثمَة قائل يقول: إنه أسكنها أحد قصور "التيفولي" في حين يذهب آخرون إلى القول إنها تزوجت هناك وأنجبت أولاداً.

    الأم الرابعة في حديث "جغنون" هي "ثيودورا" إمبراطورةُ بيزنطة وهو يقول عنها: «امرأة سورية قرينةٍ للإمبراطور البيزنطي "جوستنيان" الأول الذي حكم في القرن ما بين عامي "527- 565" م. بل كانت شريكةً فِعليةً له، وهي منبجية الأصل وتدعى "ثيودورا" المنبجية التي كان قومها العرب السريان.

    مدينة "منبج" كانت مدينة مقدسة، إن "منبج" المقدسة أنجبت "ثيودورا" التي تولت بنفسها قيادة الجيوش بمؤازرة الجنرال "بيليزاريوس" المتقاعد لإخماد الثورة الشعبية التي قادها أحد الطامعين في السلطة. ومن مآثرها المعروفةِ أيضاً الدعمُ الذي قدمتهُ للسُريان حين زار الملك الغساني "الحارث الثاني" القسطنطينية حيث قابلها "الحارث" ونجح في الحصول منها على دعمها وتأييدها للكنيسة السورية الوطنية الناطقة بالسريانية. ومن أعمالها أنها حولت مقر كلية الحقوق في بيروت ونقلته إلى القسطنطينية العاصمة وكذلك أغلقت مدرسة الإسكندرية.

    وبذلك استأثرت بالمؤسسات العلمية وجعلتها حِكراً للعاصمة بيزنطة دون غيرها.

  • ماذا تقصد بنساء سوريات من الأسطورة؟
  • ** هناك ثلاث نساءٍ سوريات في نطاق الأسطورة التي اختلطت مع التاريخ فمثلاً الاسم الحالي لقارة أوروبا هو اسمٌ سوريَ المنشأ بامتياز، هذا ما يقولهُ اليونانيون الذين تُرجع لهم تقليدياً جذورُ الحضارةِ الغربيةِ الأوروبية، فالأسطورة الإغريقية تقول أن ملكاً على مدينة صور على الساحل السوري كان اسمه "آغينور" في حين تعطي الحكايات الهوميرية هذا الملك اسم "فينيق"، زوجتُه "تيليفاسا" لديهُما ابنةٌ جميلةٌ هي "أوروبا" لها أخوان هما "قدموس وكيليك"، وتورد بعضُ المصادر أخاً ثالثاً هو "فينيق"، فاسم فينيق محيرٌ بين أن يكون اسم أبيها أو أخيها.

    ويتابع "جغنون" بالحديث عن ثاني اسم من الأسطورة "أليسار" وهي أميرة "صور" وملكة "قرطاج" فيقول عنها: «كانت "أليسا" أو "أليسار" وتعرفها الكتابات أيضاً باسم "ديدو" وأخوها "بغماليون" وهما ولدان لأبيهما "بيلوس" الثاني ملك صور الآشوري الأصل، وبعد وفاة الملك "بيلوس" تربَع ولدهُ "بغماليون" الثاني على عرش مدينة صور، ولمَا تزوجت أختُه "أليسا" من الكاهن الأكبر "سيخايوس" والذي كان مؤثراً في الحياة العامة للفينيقيين بحكُمِ مركزه الديني والاجتماعي اغتالهُ "بغماليون" وهو يتعبد أمام المذبح وأخفى فعلتهُ النكراء عن أخته وشعبه طويلاً.

    إلاَ أنه قد تراءى لأليسا في الحلم روحُ زوجها المغدور "سيخايوس" فيعلمها الحلم بما جرى له، وأخبرتها روحهُ عن المكان الذي كان قد خبأ فيه والدها كنوزه في حياته التي تستحق أن ترثها شرعاً، ثمَ نصحتها الروح أن تغادر مدينة صور خوفاً على حياتها فكان أن وضعت "أليسا" يدها على الكنوز وغادرت المدينة سرَاً مع حاشيةٍ من مؤيَديها متوجهةً إلى "قُبرُص" ثم انطلقت "أليسا" مع حاشيتها الصورية التي ضمَت أيضاً كهنتها وخادماتِ هيكلِ "عشتار"، فجابت المتوسط، واستقرت على شاطئ ما هو "تونس" اليوم.

    تدبرت "أليسا" هناك أمرها لتفاوض ملك الجماعة من السكان الأصليين وذلك لشراء ما تستطيع أن تحيطه وتحدده بجلد ثور من الأرض الواقعة على البحر لقاء كميةٍ من الذهب.

    وبالطبع كانت خطة "أليسا" فيها حيلة، والحيلة كانت أن تقوم هي ومجموعتها بأن تقطَع جلد الثور وتحوَلهُ إلى خيطان بالغة الدقة ما أمكنها، ثم تقوم بتوصيلها لصنع أطول خيط ممكن منهُ، لكنها لم تكتف بذلك بل اعتبرت الشاطئ قطراً لهُ محققة بذلك أكبر رقعة من الأرض يمكن لخيطها بل لجلد ثورها أن يحيط بها. وانذهل الملك المغفَل بهذه الخدعة حيث لم يخطر بباله إطلاقاً أن يتمكن جلد الثور بالإحاطة بهذا القدر الكبير من الأرض، وما زالت التبة المرتفعة من أرض المدينة التي أسمتها "قرت حدشت" تدعى "بيرصا" أي "جلد الثور" إلى اليوم، وتعني القرية الجديدة أو المحدثة بالكنعانية "قرطاج" عن اللاتينية، فخلال سبع سنوات فقط من خروجها من صور أسس القرطاجيون مملكةً عظيمة تحت سلطانها. وكان القرطاجيون يقدسونها ويقيمون لها طقوس التمجيد».

    الاسم الأخير الذي تطرق له "جغنون" هو "سميراميس" أسطورة وتاريخ حيث قال عنها: «لأن آلهة الحب والجمال "عشتروت"، "أفروديت اليونانية" بحسب الأسطورة، كانت شديدة الغيرة منها لذلك جعلتها تقع في غرام شاب سوري في مقتبل العمر اسمه "كايستروس" فأنجبت منه ابنةً، ثم تخلصت من عشيقها واختبأت في قعر البحيرة، إلاَ أن اليمامات قد اكتشفت الطفلة الوليدة فأخذتها وقامت بتربيتها.

    واكتشف الرُعاةُ الطفلة الصغيرة التي كانت على جمالٍ عظيم، فأحضروها إلى رئيسهم "سيمَاس" الذي كان راعي القطيع الملكي فتبنَاها، ثم إنه أعطاها اسم "سميراميس" الذي يعني بالسريانية "الآتية من اليمام" حسب جميع المصادر التي استشرتُها أن اسم "سميراميس" الذي كان يُلفظُ "شامورامات" في الأصل وهذا يعني بالآرامية "السماء العالية". ولمَا بلغت عُمر الصَبا استرعى حُسنها "أونيس" أحد ضباط القصرِ فأخذها معه عائداً إلى "نينوى" حيث تزوج منها وأنجبت له ولدين وعاشت "سميراميس" وزوجها بسعادة.

    وكان أول ما فعلته من ناحية الإنجازات هو إلقاؤها للملك في قعر سجنٍ مُهلك، إلاَ أن الأسطورة قد أشادت بتشييدها صرح تذكاري فخم لزوجها في "نينوى" على الفرات ثم بنت مدينة "بابل".

  • بعد التحليق الأسطوري الخيالي ننتقل إلى جادة الواقع لنسأل من كانت "سميراميس" حقيقة الأمر؟
  • ** سؤال مهم وجوابه يحتاج أدلة مما يجعلنا في حديثنا بحاجة إلى الوثائق التاريخية التي تذكر أن "شامورامات" وهو الاسم الأصلي لسميراميس حيث "سميراميس" هو الصيغة اليونانية، كانت زوجةً للملك الآشوري "شيشي أداد الخامس" الذي حكم ما بين عامي 328 – 811 ق.م، بالإضافة إلى أنها أم الملك الآشوري "أداد نيراري" الثالث.

    بقي أن نذكر بأن الأستاذ "ملاتيوس جغنون" من مواليد محافظة "اللاذقية" عام /1943/ حاصل على بكاليورس في الهندسة المدينة من جامعة "حلب" عام /1968/ وهو من السوريين القلائل العاملين في حقل "الأبيغرافيا" "علم قراءة النقوش الكتابية"، كما أنه محاضر منذ العام /1968/ ويهتم ويبحث في المواضيع الفنية والفكرية والأثرية المتصلة بالتاريخ السوري القديم.