تعدُّ أرض "الجولان" غنية بالآثار المنقولة وغير المنقولة، والمواقع الأثرية العديدة التي تبدو وكأنها تتحدث بصوت الصمت عن حضارة خالدة، ومنها الآثار العاجية والحلي الذهبية وسك النقود.

"عبد الكريم العمر" الباحث في تاريخ وشؤون "الجولان"، قال لمدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 15 آب 2020: «كثيراً ما كان يعثر المواطنون في "الجولان" على أقراط وأطواق وخواتم وأساور ومشابك، ورغم أن هذه الحلي الذهبية وصل معظمها مشوهاً فإن ستة أساور ذهبية سالمة تعطي فكرة عن مدى ذوق نساء "الجولان" للتزين بالحلي الذهبية، ومدى مهارة الصائغ القديم في إبداع أجمل الحلي المزينة بزخارف، وترصيعها بأجمل الأحجار الكريمة كالزمرد، ولا سيما اللؤلؤ الأحمر والأبيض البديع من "الخليج العربي" ما يعطي فكرة عن التبادل التجاري من "أفغانستان"، والازدهار الاقتصادي، وفعاليات أبناء "الجولان" ومكانة المرأة وذوقها الفني ومتطلباتها الجمالية، ولا بدّ من الإشارة إلى الثوب البروكار المكتشف الذي زالت خيوطه الحريرية وبقيت خيوطه الذهبية فنقلت إلى المتحف الوطني "بدمشق".

إن مدينة "بانياس" سكت نقوداً تحمل اسمها في بداية العصر الروماني، على وجه النقود صورة جانبية لرأس شاب يعلوه أكليل، وعلى ظهرها آلة مزمار رب الرعاة "بان"، وحولها كتابة (POB KAICARNA NIADOC)، أو صورة "أبولون" يمسك قوسه بيمناه وسهمه بيسراه، وعند قدميه حمامة، وعلى ظهر النقد ربة الصيد "ديانا"، وكتابة (KAIE)، واسم "بانياس" (NANI). وفي عهد "كلوديا بنت نيرون" سكت نقود تمثل صورة في منتصف واجهة معبد بيدها قرن الحصب، وكتابة (POPPAEA AVC DIVN) وعلى ظهر النقود صورتها واقفة في معبد مستدير، وكتابة (DIVA CLAUD NER . E)، وكان "PATIN" أول من تحدث عن هذه النقود ونشرها، ونقود "بانياس" تعود إلى عهود الامبراطور "روميتيان"، وأن هذه النقود تعتبر من النقود الهامة والنادرة والمتحف الوطني في "دمشق" من أغنى متاحف العالم بمجموعات النقود اليونانية والنبطية والرومانية والبيزنطية والإسلامية. ونتيجة التنقيبات التي أجريت في منطقة "المغارة" في "بانياس" وجدت قطع من النقود يعود تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي يمثل أحد وجهيها الإله "بان" ينفخ في مزمار

ومن النقود المكتشفة في "الجولان" فقد عثر على نقود أثرية ذهبية وفضية وبرونزية تعود إلى مختلف العصور التاريخية، وتدل على تبادل تجاري بين أبناء "الجولان" ومختلف رجال الأعمال الذين يرافقون القوافل التجارية ذهاباً وإياباً، وهكذا فقد جمع المتحف الوطني بـ"دمشق" مجموعات هامة من النقود اليونانية والسلوقية والبطلمية والنبطية والرومانية والبيزنطية والإسلامية وغيرها، وأضف إليها النقود المستقلة التي سكتها المدن».

"عبد الكريم العمر"

وأضاف "العمر": «يعدُّ موقع "خسفين" الأغنى بالأدوات والمشغولات الذهبية والعاجية والبرونزية التي يحتفظ المتحف الوطني في "دمشق" بالكثير منها: تحف زجاجية تعود للعصر الروماني، وتمثال فيل برونزي، وعلبة مجوهرات مربعة الشكل يعلوها نحت بارز يمثل ربات الجمال الثلاث، وتماثيل من البرونز لـ"أفروديت"، كما وجد مشبك ذهبي من الصفيح المضغوط، وخاتم ذهبي، وقفل عقد وعلبة مجوهرات من العاج وصندوق من العاج، بالإضافة إلى تمثال برونزي صغير يمثل "فينوس" واقفة عارية تستر جسمها بيسراها وترفع يدها اليمنى إلى الأعلى، وقد زين عنقها بطوق ذهبي، وكلّ من معصميها بسوار، وكل من رجليها بخلخال.

وعثر في قرية "العدنانية" أيام الانتداب الفرنسي على عدد من القطع الأثرية القيمة؛ منها تماثيل صغيرة وعربة صغيرة تجرها الخيول ومصنوعة من الذهب، وعملات تعود إلى العهد الأموي استولت عليها سلطات الانتداب البريطاني في "فلسطين".

لقى ذهبية عثر عليها في أرض "الجولان"

كما عثر في "سوسيا" على مجموعة كبيرة من النقود التي تعود لمختلف العصور الهيلينية والرومانية والبيزنطية والأموية، وأقدم قطعة تم سكها عام 285 قبل الميلاد في "صور"، وأحدث قطعة مسكوكة في العهد الأموي في "طبريا" عام 734 ميلادية، وفي "بيت صيدا" عثر على مجوهرات فخمة».

الراحل "بشير زهدي" الذي تولى مهمة الأمين الرئيس للمتحف الوطني في "دمشق" قال في محاضرة بعنوان "آثار الجولان" في عام 1987: «إن مدينة "بانياس" سكت نقوداً تحمل اسمها في بداية العصر الروماني، على وجه النقود صورة جانبية لرأس شاب يعلوه أكليل، وعلى ظهرها آلة مزمار رب الرعاة "بان"، وحولها كتابة (POB KAICARNA NIADOC)، أو صورة "أبولون" يمسك قوسه بيمناه وسهمه بيسراه، وعند قدميه حمامة، وعلى ظهر النقد ربة الصيد "ديانا"، وكتابة (KAIE)، واسم "بانياس" (NANI). وفي عهد "كلوديا بنت نيرون" سكت نقود تمثل صورة في منتصف واجهة معبد بيدها قرن الحصب، وكتابة (POPPAEA AVC DIVN) وعلى ظهر النقود صورتها واقفة في معبد مستدير، وكتابة (DIVA CLAUD NER . E)، وكان "PATIN" أول من تحدث عن هذه النقود ونشرها، ونقود "بانياس" تعود إلى عهود الامبراطور "روميتيان"، وأن هذه النقود تعتبر من النقود الهامة والنادرة والمتحف الوطني في "دمشق" من أغنى متاحف العالم بمجموعات النقود اليونانية والنبطية والرومانية والبيزنطية والإسلامية.

نقد من مدينة "بانياس"

ونتيجة التنقيبات التي أجريت في منطقة "المغارة" في "بانياس" وجدت قطع من النقود يعود تاريخها إلى القرن الثالث الميلادي يمثل أحد وجهيها الإله "بان" ينفخ في مزمار».