يأتي صفاء الريف وبساطته من جديد ليكون الخطوة الأولى للإبداع.. لينطلق "محمد عثمان" من خصوصية أذنه الموسيقية التي عشقت تراقص الأوتار ليتحول هذا العشق إلى إبداع أوصله إلى العالمية..،

موقع eSyria التقاه في مدينته "جرابلس" يوم الاثنين (25/8/2008)م في حوار عن رحلته مع الموسيقا، وليكلمنا بداية عن مراحله الأولى مع (البزق) والمعهد العالي للموسيقا قائلاً: «بالنسبة لآلة (البزق) فهي الأكثر انتشاراً بمناطق شمال سورية ومنها "جرابلس" وبحكم التصاق "جرابلس" بالأراضي التركية فقد ساعد ذلك على انتشار هذه الآلة، أما بداياتي الموسيقية بشكل عام كانت في عمر (11) سنة وحين سماعي بوجود معهد مختص بالموسيقا تابعت دراستي لأحصل على الثانوية العامة ثم لألتحق بالمعهد، وطبعا عند دخولي المعهد لم يكن هناك اختصاص لآلة (البزق) فقدمت على آلة (العود).. وكان معظم تعلمي ومتابعتي بشكل فردي عن طرق (النوتات) وذلك لبعد "جرابلس" عن المعهد، وخلال تعلمي في المعهد اختلف استيعابي للموسيقا وذلك لشموليتها وتعدد الأنواع فقد درسنا (الموسيقا العالمية- الكلاسيكي الأوروبي– الأذربيجاني) إضافة إلى الموسيقا العربية».

للبزق رنين غريب على أي إنسان يسمعه، صوته من الأصوات الرفيعة (سوكراتو)، تستطيع به أن تعبر عن الحزن وعن الفرح وبذلك فيه شيء من الواقع فهو يعبر بإجادة عن الفرح، كما يجيد كثيراً حين تريد أن تعبر من خلاله عن الحزن، فهذا رابط يربطني به بشتى حالاتي النفسية، وقد تكون هذه هي العلاقة التي تربطني به ..

وعن مساهمته في إدخال آلة (البزق) إلى المعهد لأول مرة تابع قائلاً: «كان مدير المعهد الأستاذ "صلحي الوادي" وعندما ترفعت إلى السنة الثالثة في المعهد اقترح علي الأستاذ "صلحي" أن أنقل كل ما تعلمته في آلة (العود) إلى آلة (البزق) فأجرى لي فحصاً في ذلك ليقارن فيما إذا كان (البزق) يستوعب ذلك أم لا، والحمد لله نجحت التجربة وكنت أنا السبب بافتتاح صف للبزق في المعهد حيث كنت الطالب الوحيد فيه، وكنت أجري فحصين للعود و(البزق) معاً، وبعد تخرجي من المعهد بدأ الطلاب يدخلون اختصاص البزق».

وعن عزفه للبزق بمرافقة الاوركسترا الوطنية يضيف: «خلال دراستي اقترح علي الأستاذ "صلحي" أن يكون هناك مقطوعات للبزق في مرافقة الفرقة السيمفونية وكان أول مرة يعزف (البزق) مع الفرقة عام (1998)م، حيث وزع (الاوركسترا + بزق) وبحمد الله لاقت هذه التجربة نجاحا جيداً إذ تمكنا أن نعزف السيمفونية مع الشرقية، وحينها كان يخصص لي ارتجالاً من خمس إلى عشر دقائق أعزف خلالها منفردا ضمن المقطوعة».

أما عن الفترة التي تلت المعهد فيقول "محمد عثمان": «تخرجت من المعهد في عام (2000)م وبعد التخرج مباشرة عملت مع الأستاذ "نوري إسكندر" كاتب (كونشرتو)، فكنت أعزف له المعزوفات على آلتي (العود) و(البزق)، حيث شاركت بعدة مهرجانات دولية حيث قدمنا في "هولندا" مسرحية (عابدات باخوس) للمؤلف "يوربيدس" عام (2002)م كان افتتاح المسرحية في "بلجيكا" ومن ثم عرضت في "ألمانيا"، "اليونان"، "النمسا"، هولندا"، حيث كانت المسرحية تقدم باللغة العربية وتتم ترجمتها في الدول التي كنا نعرض فيها، أما الموسيقا فكانت تعزف بشكل مباشر خلال المسرحية والتي يستمر عرضها لأكثر من ثلاث ساعات».

وحين سألناه عن العلاقة التي تربطه بآلة (البزق) أجاب: «للبزق رنين غريب على أي إنسان يسمعه، صوته من الأصوات الرفيعة (سوكراتو)، تستطيع به أن تعبر عن الحزن وعن الفرح وبذلك فيه شيء من الواقع فهو يعبر بإجادة عن الفرح، كما يجيد كثيراً حين تريد أن تعبر من خلاله عن الحزن، فهذا رابط يربطني به بشتى حالاتي النفسية، وقد تكون هذه هي العلاقة التي تربطني به ..».

وعن الارتجال في المقطوعات التي يقدمها منفرداً يضيف: «أهتم بالارتجال لأنه يعتبر أهم طرق العزف في الموسيقا، فالارتجال بحاجة دائماً إلى إبداع، لأنك تؤلف الموسيقا وتشعر بها وتؤديها في نفس الوقت، وبالنسبة لي أسمع الشرقي والغربي فالموسيقا الغربية تحوي قوالب مضبوطة قد تفيدني في أن أكتسب منها فكرة جيدة، إضافة إلى أنني حاولت التأليف بمقطوعات صغيرة فأنا أحب أن أعزف بطريقة مختلفة تعجب الناس وتشدهم حين سماعها..».

مما لا شك فيه أنه لكل إنسان طموح يسعى إلى تحقيقه والنجاح فيه قدر الإمكان، وعن ذلك يقول العازف "محمد عثمان": «طموحي هو أن يصل (البزق) إلى مصاف باقي الآلات الموسيقية سواء من حيث الصناعة أو العزف، وأطمح أن تكون هناك مؤلفات خاصة بـ (البزق) كونه لا يوجد حتى الآن إلا القليل ألفها العازف الكبير "محمد عبد الكريم" (أمير البزق).

وأذكر هنا ما قاله عازف (العود) المشهور "منير بشير" عندما أقام ورشة عمل للموسيقا عام (1996)م حيث قال: «إن كان سيأتي في المستقبل عازفين مهمين للعود، فهم من سورية...».

** لمحة عن العازف "محمد عثمان": من مواليد مدينة "جرابلس" عام (1975)م، عازف بزق (صولو) مع الفرقة السيمفونية الوطنية منذ عام (1997)م حتى الآن.

له عدة مشاركات في كل من (سورية- تركيا- لبنان- العراق- الكويت- البحرين- ألمانيا- إيطاليا- بلجيكا....)

وعزف العديد من أعمال "نوري اسكندر" في كل من: (سوريا- الكويت- فرنسا- هولندا بلجيكا- ألمانيا- فرنسا..)

**الجوائز الحاصل عليها:

-مهرجان القاهرة للموسيقا العربية: المركز الثاني (بزق- تقاسيم)، عام (1998)م.

-مسابقة منير بشير الأولى في "الأردن: المركز الثالث (عود)، عام (1999)م.

-مسابقة (العود) الدولية بيروت: المركز الأول عام (2000)م.