تعتبر مدينة "حلب" من أشهر المدن التي تحتضن الجوامع والبيوت والأماكن الأثرية، ومن هذه الابداعات جامع "العادلية" الواقع في "حلب القديمة" إلى الجهة الجنوبية من قلعتها الشامخة.

eAleppo التقى الدليل السياحي الخاص بالجامع والمعيّن من قبل "مديرية الأوقاف" السيد "علي الجواد" فقال: «يقع هذا المسجد عند نهاية المدخل الجنوبي لأسواق "المدينة"، بجوار مسجد "السفاحية" وهنا أريد أن أشير إلى أنّه سابقا كانت الدولة "العثمانية" تطلق على أي مسجد تبنيه اسم مدرسة، وذلك لأنّ الجامع وقتها كان يستخدم لأغراض تعليمية أيضا، فهذا المسجد -أو المدرسة إن أمكننا القول- يعتبر من أوائل الجوامع في "حلب" والتي بنتها الدولة "العثمانية"، حيث بني عام 963 للهجرة، والموافق 1557 للميلاد وقد ورد في بعض الكتب أنّه بني في 1555 أو 1556 للميلاد، والمؤكد هو في عام 1556 للميلاد، وقد بناه "محمد باشا بن أحمد دوقاكين الأرناؤوطي الألباني، وهو وزير السلطان "سليم" الذي تولى "حلب" سنة 957هجرية، ويشتهر هذا الجامع باسم "العادلية" لوقوعه إلى جوار "دار العدل" التي كانت دار الحكومة آنذاك وهي "سراي منقار" ويشتهر أيضا بكثرة أوقافه، والوقف هو عبارة عن غرفة مفتوحة إلى داخل المصلى توضع لأغراض كثيرة منها أنها تشرف على فتحة لتهوية المصلى.»

بنيت المنارة إلى الجهة الشمالية الغربية من القبلية وعلى مقربة منها، وهي منارة طويلة وأنيقة تنتهي بغطاء مثلثي الشكل.

أمّا عن مكونات الجامع المعمارية فيضيف: «يتألف الجامع من قبلية واسعة جميلة تشبه قبلية "الخسروفية"، والقبلية هنا هي المصلى، وتتميز بزخرفة مدخلها الخارجي وشبابيكها المطلة من جهاتها الثلاث على حديقة، وهناك القبة التي تعلو القبلية، وتستند على رقبة ذات مساند خارجية تتوضع بينها نوافذ الإنارة العديدة، وتتوضع ألواح القيشاني الجميلة أعلى النوافذ داخل وخارج القبلية، وقد قام أمام مدخلها رواق ذو خمسة قباب تستند على أعمدة بتيجان جميلة كما هو الحال في الجوامع العثمانية.»

الدليل "علي الجواد"

ويتميز الجامع بمنارة أو مئذنة فائقة الروعة يحدثنا عنها السيد"علي": «بنيت المنارة إلى الجهة الشمالية الغربية من القبلية وعلى مقربة منها، وهي منارة طويلة وأنيقة تنتهي بغطاء مثلثي الشكل.»

وللجامع أيضا ساحة كانت تسمى فيما مضى "صحن الجامع": «للجامع صحن مستطيل الشكل، وله مدخلان شرقي وغربي وفي وسطه حوض ماء جميل جدا للوضوء، وفي قسم الساحة الجنوبي رواقان أو فسحتان باتجاه الشرق والغرب تعطيان صحن الجامع سعة أكبر، والجدير بالذكر أنّ هذا الجامع -وجوامع أخرى كثيرة في "حلب" القديمة- هي من بناء المعمار العثماني "سنان" والذي تتميز أبنيته بطراز جميل ولمسة هندسية جميلة ومتطورة آخذا بعين الاعتبار طبقات الصوت وطرق توزعه، من تدوير الزوايا وارتفاع المسجد وعلو المنبر.»

مدخل المصلى

ويعتبر جامع "العادلية" من الجوامع المهمة دينيا وسياحيا، وتقام فيه نشاطات كثيرة يخبرنا عنها: «يعتبر الجامع من الأماكن المستقطبة سياحيا فلا يكاد يخلو يوم دون زيارة الوفود السياحية، كما تقام فيه حفلات وأعراس دينية، ونحن نسعى دائما أن يكون الحضور كبيرا ويشمل ألوانا مختلفة من سكان المنطقة بالإضافة إلى السائحين العرب والأجانب لنعرفهم على القيمة الكبيرة لهذا الجامع.»

مدخل الجامع الشرقي