"نوزاد جعدان".. شاب سوري مبدع من مدينة "حلب" شارك في عدد من المهرجانات والمسابقات الأدبية حصد خلالها عدة جوائز أدبية دولية تدل على تفوق شبابنا وقدرتهم على المنافسة الأدبية على الصعيدين العربي والدولي.

وللتعرّف على هذا الشاب السوري وقصة إبداعه في مجال الشعر وأدب الطفل، موقع eAleppo كان له فرصة اللقاء مع الشاب "نوزاد جعدان" في الحوار التالي:

في الحقيقة لم أكتشف مواهبه الأدبية الحقيقية إلا في السنوات الأخيرة من دراسته الجامعية حيث قرأت مقالاته وخواطره وأشعاره حينها أحسست بأنّه صاحب موهبة كبيرة ويجب العمل على نقل نتاجاته إلى القراطيس كي يطلع عليها الناس في مختلف أنحاء العالم

  • ما الظروف التي ساهمت في تكوين شخصية "نوزاد" الأدبية؟
  • الأديب جعدان جعدان

    ** لقد نشأت في بيت تضيئه مصابيح الأدب والثقافة، فوالدي كاتب وأديب وله أكثر من كتاب وكان يرتاد بيتنا العديد من أصدقائه الشعراء والكتاب ومنذ أن رأت عيوني النور كانت مكتبته سنداً كبيراً لي إذ تحتوي على المئات من الكتب والمجلات الأدبية وغيرها التي ساهمت في تكوين رصيدي الثقافي والمعرفي.

    بدأت الكتابة منذ الطفولة على الرغم من أنّ والدي لم يكن يعلم بذلك وذلك حتى حصلت على جائزة شعرية في "لبنان" عام 2008 لأنّ من صفاتي في مجال الكتابة أنني لا أفضل أن يحكم أحد على ما أكتب ولو كان ذلك الشخص والدي إلى درجة أنني تعلمت الأوزان الشعرية بنفسي رغم أنه مدرس للغة العربية، في بداياتي كما قلت استفدت من مكتبة والدي وأصدقائه ولم يوجهني مباشرة للكتابة.

    موسوعة الشعراء العرب -المغرب

  • المشهد الشعري في "حلب" مزدحم بالدواوين والشعراء، ما موقع الشعر الشبابي ضمن هذا المشهد؟
  • ** مدينة "حلب" هي مدينة الشعر والشعراء من أمثال "المتنبي" و"أبو فراس الحمداني"، والشعراء الحلبيون الشباب بنتاجاتهم الشعرية لهم حضور دائم ومتميز ليس على المستوى المحلي فقط إنما على مستوى الوطن العربي وقد حصل الكثير منهم على استحسان النقاد والقراء مثل الشاعر "حسن إبراهيم" الذي نال جائزة "سليمان العيسى" الشعرية وجائزة "دبي" الأدبية، و"حكمت حسن جمعة" الذي نال جائزة "سعاد الصباح" الأدبية الكويتية و"غالية خوجة" وغيرهم.

    جائزة ناجي نعمان الأدبية -لبنان

    والملاحظ أنّ معظم الشعراء الشباب الذين تألقوا على المستوى العربي يكتبون شعر التفعيلة أو القصيدة العمودية بينما الأسماء الأخرى والمتألقة على المستوى المحلي فهم الذين يكتبون قصيدة النثر.

  • ما أسباب عزوف الجيل الحالي عن القراءة بشكل عام وقراءة الشعر بشكل خاص؟
  • ** هناك الكثير من الشعراء يكتبون بأسلوب رمزي وغامض جداً لدرجة أنّ الشعراء الآخرين قد يلقون صعوبة في فهمها، ومن جهة أخرى إنّ قصيدة النثر التي تلقى اليوم استحساناً من جيل الشباب تتضمن السفسطائية وتنزل أحياناً وبكل أسف إلى مستوى المراهقة الشعرية وفي الحالتين هناك عزوف من قبل القارئ عن القراءة.

    * ما الحل برأيك؟

    ** الحل يكمن في ضرورة اعتماد شعرائنا لأسلوب السهل الممتنع وتضمين نتاجاتهم الشعرية الصور المنطقية اللاجزافية والدليل على ذلك أنّ دواوين "محمود درويش" و"نزار قباني" ما زلت تحظى بشعبية كبيرة لدى القارئ العربي عموماً وليس على مستوى "حلب" فقط، فليس المهم للشاعر أن يتألق آنياً وإنما يجب عليه التفكير بالمستقبل والعمل على أسس متينة كي لا يكون مثل سحابة عابرة وصغيرة في عالم الشعر والأدب.

  • ما الجوائز الأدبية التي حصلت عليها من خلال مشاركاتك في عدد من المهرجانات الدولية؟
  • ** في العام 2008 حصلت على جائزة "ناجي نعمان" الأدبية التي أقيمت في "لبنان" وشارك فيها 713 شاعراً من 45 بلداً حيث تم تقديم النتاجات بمجموعة لغات بلغت 17 لغة من بينها اللغة العربية وقد تم تقديم الجوائز إلى الرابحين وهي عبارة عن شهادة وكتاب مطبوع يتضمن السير الذاتية للفائزين والأعمال التي فازت، وفي نفس العام أي 2008 تم ترشيحي لجائزة أكاديمية world universal academia في "هولندا" كأول شاعر سوري يُرشح لنيل هذه الجائزة العالمية بقصيدة عنوانها (مصارع لا يُهزم) قمت بترجمتها إلى اللغة الانكليزية لأنّ من شروط التقديم أن تكون النتاجات باللغة الانكليزية أو الفرنسية، وقد تجاوزت التصفيات التي مع مئة شاعر آخر علماً الجائزة اشترك فيها أكثر من ألف شاعر من مختلف الدول في العالم.

    وفي العام 2009 حصلت على جائزة "مركز النور" في أدب الأطفال من "العراق" من خلال قصيدة عنوانها /قليل فعل أعمالي/، كما تم وضع اسمي ضمن موسوعة الشعراء العرب الكبرى في "المغرب" وهي موسوعة تتضمن أسماء الشعراء العرب المتميزين بين عامي 1956 و2006 مع شهادة تكريم بهذه المناسبة، ومؤخراً في العام 2010 حصلت على جائزة "كاستيلو دي دوينو" من إيطاليا عن قصيدة عنوانها /علام البكاء/ بعد أن قمت بترجمتها من العربية إلى الانكليزية وهي قصيدة من شعر التفعيلة ومن البحر المتقارب وقد كنت الشاعر الوحيد من الوطن العربي فيها.

  • ماذا تعني لك هذه الجوائز والتكريمات؟
  • ** عندما أحصل على جائزة أدبية عالمية أفرح كثيراً خاصّة أنّ اسم مدينة "حلب" موجود فيها وبالتالي فهي وسيلة نستطيع من خلالها إبراز الوجه الثقافي والحضاري لمدينتنا وبلدنا الحبيب سورية هذا من جهة، ومن جهة أخرى نحن نحتاج إلى العالمية في نتاجاتنا الشعرية والأدبية عموماً وبشكل أساسي ترجمة إبداعاتنا إلى اللغات الأخرى لأنها الطريقة المثلى لإيصال رسالتنا لكافة الدول وذلك يتحقق من خلال المشاركة المستمرة في المهرجانات الدولية.

  • ماذا تحمل في جعبتك من مشاريع مستقبلية؟
  • ** مشروعي الرئيسي هو العمل على إتمام مشروعي في ترجمة بعض القصائد من الأدب الانكليزي إلى العربية، إضافةً إلى العمل على السفر إلى إيطاليا لحضور مهرجان ومراسم تتويجي بجائزة "كاستيلو دي دوينو" التي ذكرتها وإلقاء بعض قصائدي باللغة الانكليزية هناك، كما أطمح وأعمل على الوصول إلى قلب القارئ وهذا أهم جائزة وأفضل تكريم.

  • أخيراً وباعتبارك صاحب تجربة شبابية ناجحة، ماذا تقول لجيل الشباب؟
  • ** أقول لهم أنّ من يريد أن يسلك هذا الطريق المملوء بالآهات /طريق الأدب/ أن يكتبوا من قلبهم وبمشاعرهم الحقيقية وليكن لكل واحد أسلوبه الخاص وشخصيته الأدبية الخاصة وإياكم تقليد الآخرين ودعوا الجمهور يحكم على أعمالكم وليس النقاد، وختاماً يقول "رامبو": ربما كأسي صغير ولكني لا أشرب من كأس أحد.

    وحول شخصية "نوزاد جعدان" وتجربته الأدبية يقول الأديب والمربي "جعدان جعدان"* وهو والد "نوزاد": «باعتباري كاتب وأديب فإنّ منزلي على الدوام هو ملتقى للكتاب والباحثين حيث تدور بينهم حوارات ونقاشات في مختلف المعارف والعلوم، وفي هذه البيئة الثقافية نشأ "نوزاد" وشبّ، وخلال مسيرته قمت بتلقينه الوعي والمعرفة اللازمة والمساندة لتجربته. ويُضاف إلى ذلك أنّه ومنذ صغره كان متعلقاً بالكتب والمطالعة، فعندما كنت أجلب كتاباً إلى البيت كان "نوزاد" يطالعه قبلي وبذلك تكوّنت لديه المعرفة الكافية والتي ساهمت لاحقاً بتأسيس تجربته الغنية التي أعتز بها».

    وحول اكتشافه لموهبة "نوزاد" يضيف الأستاذ "جعدان" متحدثاً: «في الحقيقة لم أكتشف مواهبه الأدبية الحقيقية إلا في السنوات الأخيرة من دراسته الجامعية حيث قرأت مقالاته وخواطره وأشعاره حينها أحسست بأنّه صاحب موهبة كبيرة ويجب العمل على نقل نتاجاته إلى القراطيس كي يطلع عليها الناس في مختلف أنحاء العالم».

    ويختم متحدثاً عن معاني الجوائز التي نالها "نوزاد" خلال مسيرته الإبداعية: «الجوائز الأدبية العديدة التي نالها "نوزاد" هي دليل واضح على نضج تجربته الأدبية وتطورها بحيث تجاوزت المحلية نحو العالمية وهي أيضاً أوسمة على صدره وعلى صدر بلده "سورية"، ولكن برأيي أنّ الجائزة الكبرى والتكريم الأكبر له يكون باستمراره في العمل على تطوير موهبته وتجربته ووضع نتاجاته الأدبية في خدمة الانسان».

    ُيذكر أنّ الشاعر والقصصي السوري الشاب "نوزاد جعدان" هو من مواليد /1984/ في قرية "ماسكا" التابعة لمنطقة "عفرين" ويحمل إجازة في الإعلام من جامعة "دمشق" وهو عضو في حركة الشعراء العالميين في "تشيلي" منذ العام 2008، وعضو فخري دائم في "دار ناجي نعمان" في "لبنان".

  • الأستاذ "جعدان جعدان": أديب ومرب وشاعر له العديد من المؤلفات المطبوعة مثل: /كيف نتعامل مع هذا الجيل؟/ كتاب تربوي، /وإذا الجبال سُيّرت/- رواية اجتماعية، /الأضرحة المضيئة/- مجموعة مقالات في الصحف المحلية وغيرها.