هي طاقات الشباب.. من جديد تأتي لتتجذر في قمة العطاء والتفاني. وليؤكدوا حرصهم على أن يكون لسواعدهم- إلى جانب عقولهم- الدور الفاعل والمميز في أي عمل خدمي تطوعي، يطمحون من خلاله لتقديم الفائدة لمن هم بحاجتها. وهذا ما نشهده مجددا من خلال المخيمات التطوعية التي عكف الاتحاد الوطني لطلبة سورية على إقامتها صيف كل عام.

وفي هذا الصيف كان لبلدة "الخفسة" في ريف "حلب" حصتها من هذه المخيمات والتي تحمل شعار "سورية أمانتنا" بمخيمين اثنين أولهما خدمي والآخر طبي. فقد باشر المخيم الخدمي أعماله يوم الجمعة 25/6/2010. حيث يقوم الطلاب في هذا المخيم بأعمال ترميم لمدرسة "الكسرة"، بالإضافة لأعمال تشجير في البلدة.

التطوع معنى إنساني بالدرجة الأولى هذا المعنى هو ما دفعني للمشاركة في هذا المعسكر. وما أسمى هذا المعنى عندما ترى نتائجه المادية على أرض الواقع وهو يقدم الخدمة والفائدة. ومن خلال مشاركتي في هذا المعسكر زادت الرغبة والحرص لدي للمشاركة في كل المعسكرات التطوعية القادمة بإذن الله

وليكون لنا في eAleppo زيارتنا الميدانية للمخيم في ثاني أيامه لنتواصل مع الشباب في عملهم التطوعي. ليحدثنا الطالب "أحمد سليمان" عن الأعمال التي يقومون بها في المدرسة، حيث قال: «العمل الذي نقوم به في المدرسة هو عبارة عن تأهيل كامل لها من حيث ترميم ما يلزم ترميمه من البناء وطلاء الجدران وتجديد التمديدات الكهربائية والصحية في المدرسة من الداخل والخارج. كما سيتضمن عملنا زراعة 500 شجرة في المنطقة أمام كل منزل، كما سيكون هناك توزيع هدايا ومستلزمات مدرسية لأطفال المنطقة».

اعمال الدهان

** التطوع والشباب..

أعمال النجارة

كان للتطوع حصته الوافرة في قلوب شبابنا الذين رأوا فيه فرصتهم لتقديم الخدمة لمن يحتاجها. فماذا قال "أحمد البرسان" القادم من "الرقة" عن التطوع: «التطوع معنى إنساني بالدرجة الأولى هذا المعنى هو ما دفعني للمشاركة في هذا المعسكر. وما أسمى هذا المعنى عندما ترى نتائجه المادية على أرض الواقع وهو يقدم الخدمة والفائدة. ومن خلال مشاركتي في هذا المعسكر زادت الرغبة والحرص لدي للمشاركة في كل المعسكرات التطوعية القادمة بإذن الله».

ولأن الفائدة للوطن، كانت مشاركة "نوره الحسن" طالبة المعهد التجاري في "الرقة". التي قالت عن المخيم: «لم أتردد باتخاذ قراري بالمشاركة في هذا المخيم التطوعي الخدمي حينما طرحت علينا الفكرة في المعهد. الفائدة الكبيرة التي يقدمها هذا العمل هي خدمة الوطن، وهذا وحده سبب كاف ومقنع لأي شاب ليشارك بجهد في بناء الوطن الذي نتفيأ تحت ظلاله. ناهيك عن الفكرة التوعوية التي ستنشره ثقافة العمل التطوعي عند الشباب أولا، والمجتمع المحيط بهم ثانية».

وعن ثقافة العمل التطوعي التي ألمحت لها "نوره"، يتحدث "محمد زعزوع"، ليرى في هذه الثقافة فائدة مزدوجة بقوله: «هذه الثقافة تقدم الكثير للمجتمع من خلال توكيد تأصلها وانتشارها فيه من خلال تكرار هكذا أعمال تعود بفائدتها على المجتمع ككل، وكلما زادت هذه الثقافة ازداد معها الوعي في المجتمع. وهذا ما لمسناه منذ اللحظات الأولى بتفاعل المجتمع المحيط بالمدرسة ورغبته بالمشاركة معنا وتقديم يد العون والمساعدة لنا في عملنا وهذا إنجاز بحد ذاته، ومن الناحية الأخرى فإن الشباب يملكون طاقات هائلة يرغبون بتقديمها للمجتمع وهنا أتت الفرصة الجماعية لهم في أعمال يرون نتائجها أمام أعينهم، وهذا مازاد لدينا الإصرار على إنجاز الأعمال في الفترة المحددة».

أعمال طالما ارتبطت بالرجال كـ "الدهان"، و"النجارة"، والأعمال الكهربائية والصحية. لكنها اليوم تمارس من قبل "الإناث"، فكيف كان وقعها؟ عن هذا تجيبنا "رولاف عيسى"، فتقول: «طالما كانت هذه الأعمال تنأى بنفسها عن المرأة، ليكون للرجال تفردهم بها، وربما لأنها تحتاج إلى مجهود عضلي. لكنني اليوم أحسست أنه لا فرق بين الرجل والمرأة ورأيت المساواة الحقيقية من خلال مساهمتنا في هذه الأعمال، وهذا ما أشعرني بالمتعة وأنا أقوم بهذه الأعمال التي تعود بفائدة على المجتمع. وعلى الرغم من الصعوبة التي قد تواجهنا إلا أنني شخصياً شعرت بالمتعة البالغة من خلال هذه الصعوبة».

وسيستمر المخيم الخدمي في بلدة "الخفسة" والذي يشارك فيه حوالي 60 طالباً وطالبة من طلاب المعاهد من محافظتي "حلب"، و"الرقة" حتى 29/6/2010. لتبدأ بعده مباشرة في 1/7 أعمال المخيم الطبي لطلاب الطب والصيدلة وطب الأسنان.

والجدير بالذكر أن بلدة "الخفسة" تبعد عن محافظة "حلب" حوالي 92كم شمال شرق المحافطة. وعن مدينة "منبج" التي تتبع لها إداريا حوالي 35كم باتجاه الجنوب الشرقي.