هي من المدن التي سكنتها الحضارات، والتي كثرت حولها تفسيرات المؤرخين وروايات المعمّرين.

"عفرين" المدينة الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة "حلب" بنحو 60كم، تحدث السيد "محمد مصطفى أحمد" 64 سنة أحد أبناء المدينة عن أصل تاريخها بحسب ما سمعه من الأجداد أنّ المدينة لم تكن موجودة أصلاً قبل ترسيم الحدود السورية- التركية والاحتلال الفرنسي لسورية وقد بدئ بإنشائها في العشرينيات من القرن العشرين، وسميت باسم النهر الذي يمر اليوم إلى جانبها الشرقي.

الذي أعرفه حول اسم مدينة "عفرين" هو أنه استمده من النهر الذي يجاورها، أما معنى كلمة "عفرين" فهي قديمة وبحسب ما قرأته في بعض الكتب التاريخية فإنه يتألف من مقطعين "آف" و"ريه" وهي كلمة كردية، "آف" وتعني الماء و"ريه" تعني الطريق وبهذا يكون الاسم معناه "طريق الماء"

ويضيف: «"عفرين" كلمة كردية وقد تحوّرت مع الزمن عن أصلها وهي كلمة "العفران" أو "العفّارة"، والكلمتان تعنيان بقايا الأشياء التي يقوم الشخص بجمعها، مثلاً عندما يقوم صاحب حقل الزيتون بجني محصوله وينتهي من ذلك يقوم الأطفال بجمع ما تبقى من حبات الزيتون في الأشجار ليبيعونها في الدكاكين فعملية الجمع هذه تسمى "العفّارة"، وقد أُطلق هذا الاسم على النهر لأنه في أوقات فيضانه الموسمية كان يجلب معه الحطب والتراب وغيرها وبعد ركونه كان الناس يقومون بجمع الحطب المتراكم على ضفافه على سبيل "العفّارة" والحطب المتجمع كان يُسمى "العفران"، ولهذا أعتقد بأنّ اسم "عفرين" جاء من هذه القصة».

نهر عفرين.. منبع العطاء والخصوبة

السيد "علي سليمان" 78 سنة قال: «الذي أعرفه حول اسم مدينة "عفرين" هو أنه استمده من النهر الذي يجاورها، أما معنى كلمة "عفرين" فهي قديمة وبحسب ما قرأته في بعض الكتب التاريخية فإنه يتألف من مقطعين "آف" و"ريه" وهي كلمة كردية، "آف" وتعني الماء و"ريه" تعني الطريق وبهذا يكون الاسم معناه "طريق الماء"».

الدكتور "محمد عبدو علي" وهو مؤلف العديد من الأبحاث والكتب حول تاريخ وتراث منطقة "عفرين" فيقول حول معنى كلمة "عفرين": «"عفرين" هو اسم نهرها وقد أطلق على المدينة بعد تأسيسها في مطلع القرن العشرين وقد وجدنا اسم "عفرين" بصيغته الحالية في أربعة مصادر تاريخية من العهد الإسلامي وهي: "تاريخ حلب" للعظيمي في صفحة أحداث العام 478 هجرية و1085 ميلادية و"صبح الأعشى" للقلقشندي و"الدر المنتخب" لابن الشحنة و"معجم البلدان" لياقوت الحموي وبذلك يكون أقدم ذكر لاسم "عفرين" بشكله الحالي يعود إلى العام 1085 ميلادية علماً أنّ تلك المصادر لم تتطرق إلى معنى الكلمة وأصلها».

روين، اللون الترابي الأحمر

الأستاذ "فريدون بكر" رئيس مجلس مدينة "عفرين" الذي تحدث عن المدينة وجغرافيتها وأهم ما تشتهر به بالقول: «تقع مدينة "عفرين" إلى الشمال الغربي من مدينة "حلب" بنحو 60 كم ويبلغ عدد سكانها حوالي 54 ألف نسمة وهي مركز منطقة تتبعها إدارياً 6 نواح و365 قرية ومزرعة وفيها40 بلدية.

زراعياً تشتهر منطقة "عفرين" بزراعة الزيتون إذ يزيد عدد أشجاره على 12 مليون شجرة إضافة إلى الأشجار المثمرة كالرمان والتفاح وغيرها، أما سياحياً فتعتبر منطقة "عفرين" من المناطق السياحية الهامة في محافظة "حلب" وعموم سورية بسبب توافر العشرات من المواقع السياحية الطبيعية والأثرية فيها كقرى "براد" و"كيمار" و"معبد عين دارا" و"قلعة النبي هوري" و"الباسوطة" و"بحيرة ميدانكي" الشهيرة وقرية "الحمام" التي تحوي المياه الكبريتية- العلاجية وغيرها».

الدكتور محمد عبدو علي

وختم: «تتوافر في مدينة "عفرين" جميع الدوائر الحكومية التي تقدم الخدمات لسكانها من هاتف وكهرباء ومياه ومركز ثقافي ومركز لإنعاش الريف ومركز للعيادات الشاملة وصوامع حبوب كما توجد في المنطقة العشرات من معامل استخراج زيت البيرين وصناعة الصابون ومعاصر عصر الزيتون.

ومن أهم المشاريع التي ستنفذ قريباً في المدينة مشروع توسيع الجسر القديم الذي هو بوابة المدينة مع إحداث ممرات المشاة وإنارة وكذلك بناء سقف معدني لمركز انطلاق السرافيس فيها وذلك ضمن برنامج التعاون الإقليمي السوري- التركي المشترك».