في منطقة "عفرين" ينمو نوع خاص من أنواع الفطر هو "فطر الصنوبر" وذلك في غابات الصنوبر الكثيفة التي تنتشر بكثرة في المنطقة.

للحديث حول هذا النوع من الفطر التقى موقع eAleppo بتاريخ 24/12/2011 السيد "حسن إبراهيم" وذلك في غابات "جبل قازقلي" في "جنديرس" حيث قال: «"فطر الصنوبر" هو أحد أنواع الفطر القابل للأكل ويتميز بصغر حجمه وطعمه اللذيذ بعد طهوه وينمو بكثرة ضمن غابات الصنوبر فقط حيث تتوافر الظروف الملائمة لنموه.

يعتبر الريفيون في منطقة "عفرين" الفطر بشكل عام نوعاً من أنواع اللحم فهي تمنح الإنسان القوة والنشاط والحيوية بالإضافة إلى أن الفطر غذاء صحي 100% لأنه ينمو بشكل طبيعي ونظيف وهو بالتالي خال من الأسمدة والمواد الكيماوية المضرة بالصحة

يرتبط نمو هذا النوع من الفطر بعدة عوامل إذا توافرت ينبت بكثرة وهذه العوامل هي هطول الأمطار بكثرة وإشباع الأرض العطشى بعد فترة الجفاف التي امتدت لأكثر من أربعة أشهر خلال فصل الصيف واعتدال درجات الحرارة وعدم تشكل الصقيع والجو الضبابي، هذه الظروف مجتمعة تكوّن رطوبة عالية داخل الغابات وتساعد بالتالي على نمو "فطر الصنوبر" بشكل ممتاز».

حسن إبراهيم

وأضاف: «الظروف الجوية لهذا العام مناسبة جداً لنمو "فطر الصنوبر" ولذلك جئت مع أصدقائي إلى غابة "جبل قازقلي" وهي أكثر الغابات التي ينبت فيها هذا النوع من الفطر في ناحية "جنديرس" وهذه الأيام تعتبر فرصة نادرة لقطف الفطر واستخدامه في طبخات ريفية لذيذة أو حفظه كمؤونة سنوية في البيوت ليتم تناوله خلال أيام العام».

السيد "محمد حمو" قال: «في منطقة "عفرين" تنمو عدة أنواع من الفطور ولكن بشكل قليل مثل "الفطر الشمسي" /وتشبه الشمسية أو المظلة/ و"فطر أنف الثور" /لأن شكله يشبه أنف الثيران/ و"الكمي" وغيرها أما "فطر الصنوبر" فينمو بشكل كبير جداً تحت أكوام أوراق الصنوبر الإبرية حيث الحرارة والرطوبة المناسبتين.

تنظيف الفطر

يأتي الناس إلى غابات "جبل قازقلي" لجمع فطر الصنوبر وتناوله في البيت أو لبيعه في الأسواق المحلية حيث يبلغ سعره حالياً حوالي 40 ليرة سورية للكيلو الواحد وبالتالي يؤمن دخلاً جيداً لهم».

وحول استخدام "فطر الصنوبر" في الطبخات الريفية قالت السيدة "زينب شيخ محمد": «في البداية أود القول بأنه يمكن استخدام "فطر الصنوبر" في إعداد الطبخات مباشرة أو حفظه ليتم تناوله لاحقاً وهو من أكثر أنواع الفطور شيوعاً ولذة.

غابات جبل قازقلي المكان المثالي لنمو فطر الصنوبر

بالنسبة لطريقة الحفظ فهي أن تقوم السيدة بغلي كمية مناسبة من الماء المالح /إضافة قليل من الملح للماء/ ومن ثم تنظيف الفطر من القش والأتربة وغسله بالماء العادي جيداً وتقطيعه إلى قطع متوسطة ووضعه في الماء المالح المغلي والاستمرار في عملية الغلي لمدة حوالي عشر دقائق ومن ثم تمرير قطع الفطر من خلال مصفاة ووضعها ضمن أكياس نايلون وإغلاق أفواهها بإحكام لمنع تسرب الهواء إليها وحفظها في الفريزر أو بيت البوظ في البرادات العادية ومن ثم تناولها خلال العام.

وبالنسبة للطبخات التي يدخل "فطر الصنوبر" في إعدادها فهي: "قلي الفطر بزيت الزيتون" و"مرقة الفطر"، ففي القلي يُتبع الطريقة التالية وهي قلي زيت الزيتون مع بصلة مقطّعة ومفرومة بشكل ناعم وذلك حتى يتحول لون البصلة إلى الذهبي وخلال هذه الفترة يتم تنظيف الفطر وتخليصه من الشوائب والأتربة وغسله جيداً وتقطيعه إلى قطع متوسطة ثم غليها بالماء المالح الساخن وذلك لمدة لا تقل عن عشر دقائق ومن ثم إضافتها للزيت مع إضافة قليل من الفليفلة الحمراء المطحونة وملعقة صغيرة من رب البندورة وقليل من البهارات أو بحسب الرغبة ويقلى على نار هادئة لمدة نصف ساعة تقريباً بحيث تكون الطنجرة مغطاة بعدها تنزل من على النار ويتم تناولها.

أما طبخة "مرقة الفطر" فهي من أكثر أنواع الطبخات انتشاراً في منطقة "عفرين" ويتم إعدادها بغلي الفطر مع الماء المالح الحار في طنجرة وفي هذه الأثناء يتم تنظيف اللحم الأحمر وتقطيعه إلى قطع ناعمة وقليه بالزيت حتى استوائه حيث يتم إضافة الفطر المسلوق إليه ليقلى قليلاً مع اللحم ثم يُضاف إليه كمية مناسبة /بحسب الرغبة/ من عصير البندورة وقليل من الفليفلة الحمراء المطحونة وقليل من البهارات بحسب الرغبة أيضاً ومن ثم تترك الطبخة على النار حتى يعقد المزيج ويستوي ويصبح جاهزاً للأكل».

هذه الطبخة تؤكل ساخنة إلى جانب طبخات الرز والفريكة خصوصاً حيث يكون لها مذاق طيب وطعم لذيذ للغاية».

وختمت: «يعتبر الريفيون في منطقة "عفرين" الفطر بشكل عام نوعاً من أنواع اللحم فهي تمنح الإنسان القوة والنشاط والحيوية بالإضافة إلى أن الفطر غذاء صحي 100% لأنه ينمو بشكل طبيعي ونظيف وهو بالتالي خال من الأسمدة والمواد الكيماوية المضرة بالصحة».