يعد من أكثر شوارع مدينة "عفرين" ازدحاماً بالناس وذلك على مدار العام لأنه يشكل مركزاً تجارياً واقتصادياً هاماً، فهو يضم العديد من المحال التجارية التي تتوافر فيها مختلف اللوازم والحاجيات التي تلبي حاجات المواطنين وخصوصاً في أيام الأعياد والمناسبات العائلية كالزواج.

مدونة وطن "eSyria" قامت بجولة في "شارع راجو" والتقت خلالها بعض مواطني المدينة الذين تحدثوا عن أهمية هذا الشارع لكونه نقطة تجمّع، وكانت البداية مع السيد "نوري خليل" صاحب محل سمانة، حيث تحدث بالقول: «يشكل "شارع راجو" الذي يبلغ طوله حوالي 3كم العمود الفقري التجاري لمدينة "عفرين"، فعلى جانبيه تتوزع عشرات المحال التجارية التي يتوافر فيها مختلف أصناف وأنواع البضائع من غذائية ومنزلية واستهلاكية وأدوات كهربائية ولوازم الحواسيب وألبسة وغيرها».

من ميزات هذا السوق أن لكل محل زبائنه المعروفين إذ يقومون بشراء كل ما يرغبون به بالدين أو بالتقسيط المريح، ووفاء الدين في العرف الاجتماعي يكون خلال موسم جني محصول الزيتون من كل عام

أضاف: «وبسبب توافر كل ما يرغب به زائر المدينة من بضائع، فإن الشارع يكتسب أهمية كبيرة في حياة الناس إذ تجده مزدحماً وفي جميع أيام السنة، وهذا الازدحام يكون شديداً وكبيراً خلال مناسبات الأعياد كالفطر السعيد والأضحى المبارك وعيد النوروز وغيرها، وكذلك في المناسبات العائلية المتنوعة كالأعراس».

مصطفى حمو

السيد "مصطفى حمو" وهو زائر من الريف جاء لشراء مستلزمات عرس ابنه، تحدث عن الشارع بالقول: «يعتبر مركز "عفرين" التجاري دون منازع، ولهذا فإن الناس يقصدونه من مختلف أرجاء المنطقة بنواحيها الستة وقراها التي تزيد على 360 قرية وخاصة يوم الأربعاء الذي يصادف إقامة بازار "عفرين" كل أسبوع وذلك منذ العام 1927.

ويشكل هذا الشارع أهمية كبيرة في حياة أبناء الريف عموماً وخاصة في مناسباتهم الاجتماعية المختلفة مثل الأعراس والخطبة و"يوم الرحل" /تجهيز العروس/، ففي هذه المناسبات يأتي الناس لشراء الألبسة والأدوات المنزلية للعروسين وكذلك أقمشة الدعوات للأعراس وكل ما يلزم لمثل هذه المناسبات.

نهاية شارع راجو

فلمناسبات الفرح في المنطقة مجموعة طقوس اجتماعية لا بد منها، ومن هذه الطقوس كما قلت "يوم الرحل" حيث يقوم عدد من النسوة ومن طرفي العريس والعروس بزيارة "شارع راجو" للقيام بذلك، ففي الشارع توجد محلات ضخمة بدءاً من فستان العروس مروراً بالأدوات المنزلية اللازمة كالبرادات والغسالات وأغطية المخدات والأقمشة وغير ذلك وانتهاء بمحلات الخياطين الذين يقومون بخياطة مستلزمات العروسين وأهليهما من ألبسة.

وبالنسبة لعادة شراء الذهب للعروسين وهي عادة شائعة في المنطقة، فالشارع يضم عدداً من محلات الصاغة المعروفين ومن أقدمهم "نوريك" الذي يعود تاريخ وجوده في الشارع إلى أكثر من 50 سنة.

جهاز العروس من شارع راجو بعفرين

يوجد أيضاً مجموعة من المحلات لبيع غرف النوم والضيوف الخشبية التي لا بد لأهل العريس من شرائها قبيل عرس ابنهم».

يختم حديثه بالقول: «من ميزات هذا السوق أن لكل محل زبائنه المعروفين إذ يقومون بشراء كل ما يرغبون به بالدين أو بالتقسيط المريح، ووفاء الدين في العرف الاجتماعي يكون خلال موسم جني محصول الزيتون من كل عام».

وحول هذا الشارع يتحدث الأستاذ "جمعة عبد القادر" وهو مؤلف كتاب "عفرين – أواخر الأربعينات.. أوائل الخمسينيات في القرن العشرين" قائلاً: «يبدأ من الشارع الذي يتجه غرباً نحو "جنديرس" وتحديداً عند موقع "مقهى واهان" ليتجه شمالاً نحو بلدة "راجو" التي تبعد حوالي 50 كم إلى الشمال من مدينة "عفرين".

من المحلات التي كانت موجودة في فترة الخمسينيات من القرن الماضي دكان "محمود حميد آغا" فقد كان من أشهر بائعي القماش، وفي يوم بازار "عفرين" وحتى في الأيام العادية كان محله يمتلئ بالزبائن الذين كانوا يجهزون العروس فيأخذون ما يحتاجون إليه من قماش للعروس وخلع للمدعوين للعرس.

وإلى الشمال منه كان "الخان" الذي بني مع بناء "عفرين" حيث كانت الدواب الوسيلة الأكثر استخداماً من السيارات، يليه دكان "الجليلاتي" الذي كان يصنع الجليلات للحمير، يليه مصلح الدراجات الهوائية وكذلك مصلحو الأحذية و"العرضالجية" وهم مسيّرو المعاملات للناس وبائعو الطوابع، ومكتبة "صبحي بكر" لبيع القرطاسية والمستوصف الحكومي وقبل أن ينتهي الشارع في المدينة وينعطف يميناً ليكمل نحو "راجو" كانت الثكنة الانكليزية».