رائد من رواد الفن السوري تميز بتسخير الفن التشكيلي في الرسوم الصحفية والرسوم التوضيحية المدرسية.. إنه الفنان "ممتاز البحرة".

حول شخصيته تحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 12/10/2013 الناقد الفني "محمود مكي" قائلاً: «ولد الفنان الراحل "ممتاز البحرة" في مدينة "حلب" في العام /1938/ وعاش جلّ حياته فيها وذلك بسبب عمل والده في الرياضة البدنية في "حلب"، بعد المرحلة الثانوية سافر إلى "القاهرة" لدراسة الفن ثم تابع دراسته الفنية في جامعة "دمشق" أثناء افتتاحها في عامها الأول وتخرج فيها وكان من أوائل الخريجين في كلية "الفنون الجميلة" بـ"سورية".

إن تجربة الفنان الراحل "ممتاز البحرة" تركت بصماتها وتأثيراتها الفكرية في أطفالنا الذين مازالوا يذكرون رسوماته الرائعة بكل حب ووفاء فمن منا لا يذكر اسم "رباب" و"ميسون" و"باسم"؟

بدأ حياته الفنية في العام /1955/ بممارسة الرسم الصحفي والكاريكاتيري، لذلك يعتبر أحد مؤسسي الرسم الصحفي والكاريكاتيري في "سورية" محاولاً إدخال مفاهيم الفن التشكيلي إليه، وهو أيضاً من أوائل فناني الرسم التعليمي المدرسي في "سورية" حيث قدم عدة رسوم توضيحية لمرحلة التعليم الأولى.

مجلة أسامة التي ساهم في تأسيسها الفنان ممتاز البحرة

في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين أبدى الفنان "ممتاز" نشاطاً فنياً كبيراً إلى جانب نشاطه الإداري في نقابة "الفنون الجميلة" على مستوى القطر، في هذه المرحلة لم يترك معرضاً إلا وشارك فيه بأعماله الفنية التعبيرية، وقدم العديد من الأعمال الغرافيكية والإعلانات والرسوم المدرسية إضافة إلى مشاركته الكبيرة في إصدار مجلة "أسامة" ورسم لوحاتها التوضيحية».

وتابع "مكي": «يعدّ "ممتاز البحرة" أحد رواد الجيل الثاني في الحركة التشكيلية السورية على مستوى القطر، لقد كان عضواً بارزاً في مجلس نقابة "الفنون الجميلة" في "دمشق" وعمل أيضاً مدرساً في معاهد ومدارس "سورية"، وقام بتمثيل "سورية" في معرض شخصي في مدينة "يريفان" في "أرمينية" وهو معرضه الوحيد.

باسم ورباب -من الرسوم التوضيحية التعليمية للراحل ممتاز البحرة

لقد عمل بالرسم الكاريكاتيري بشكل قوي وبرع فيه، وقد كانت رسومه معبرة بقوة حتى إنها سببت له حكماً بالإعدام غيابياً بسبب حرارتها وقوتها التعبيرية الموحية إلى الحقائق المخيفة سياسياً واجتماعياً».

وحول تجربة "ممتاز البحرة" الفنية قال "مكي": «تعتبر تجربة الفنان الراحل "ممتاز البحرة" الفنية في مضمار الذائقة البصرية السورية من التجارب ذات المكانة الخاصة والمميزة خاصة بالنسبة إلى رسومه الكاريكاتيرية ورسومه المدرسية التوضيحية حيث تميزت بقدراتها الهائلة على توضيح الفكرة وتقريبها إلى عقل الطفل الصغير بكل يسر وسهولة، لقد استطاع بكل مهارة أن يمتلك زمام خط الرسم رغم كل اختصاراته الخطية المتينة وبساطته الفكرية لكن ضمن براعته وقوته في التعبير الفني للمضمون الفكري بكل بساطة ويسر.

الفنان ممتاز البحرة

كما ساهمت مهارته التقنية كثيراً في تحقيق توضيحاته في رسومه خاصة المدرسية منها، ولتجربته الفنية خصوصية جعلته يتقدم بها على باقي أقرانه خاصة من حيث الأداء الفني والتقني والفكري وأسلوبه البسيط المتناهي في اختصار الخطوط واللون كي يتم توضيح الرؤية الفكرية لمضمون اللوحة وحسب المتطلبات الذهنية لعقل الطفل البسيط الذي يريد رؤية العالم الجديد.

لقد حاول بكل جهده وضمن مفهومه الواسع للعملية الفنية المعاصرة أن يزاوج بمهارة بين مفاهيم الفن التشكيلي ومفاهيم فن الإعلام ضمن مفاهيم أساليب المدرسة "الواقعية التعبيرية" فقد كان يرسم في أكثر لوحاته الأحصنة العربية الجامحة بقوة للأعلى نحو السمو والرقي تعبيراً عن كل معاني الأمل والمستقبل المشرق لأطفالنا أصحاب جيل المستقبل».

وختم: «إن تجربة الفنان الراحل "ممتاز البحرة" تركت بصماتها وتأثيراتها الفكرية في أطفالنا الذين مازالوا يذكرون رسوماته الرائعة بكل حب ووفاء فمن منا لا يذكر اسم "رباب" و"ميسون" و"باسم"؟».

الفنان والنحات "يوسف إبراهيم" من "عفرين" قال حول الفنان "ممتاز البحرة" وإسهاماته الفنية: «هو من مواليد مدينة "حلب" ومن أسرة دمشقية، درس في كلية "الفنون الجميلة" بـ"القاهرة" وتابعها في كلية "الفنون الجميلة" بـ"دمشق" عمل مدرساً في ثانويات "دمشق" و"الحسكة" ثم عمل في مجال رسوم صحف ومجلات الأطفال.

شارك في جميع المعارض الرسمية في مختلف المحافظات السورية، خارجياً شارك في معرض "ملامح من الفن العربي السوري" في المهرجان العالمي في "كوبا" في العام /1978/ وفي معرض شخصي في مدينة "يريفان" في "أرمينية" ومن أعماله البارزة العمل البانورامي الضخم لوحة "ميسلون" المعروضة في ساحة "الجندي المجهول" في سفح "جبل قاسيون"».