يعد محصول "التبغ" أحد أهم المحاصيل الزراعية - الصناعية التي يزرعها المزارعون في منطقة "عفرين" بريف "حلب"، وتعمل بها مئات الأسر طوال فصل الصيف.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 تشرين الأول 2014، المزارع "رزقو حسن" من قرية "جلمة" - "عفرين"، فقال حول زراعة هذا المحصول وأهميته الاقتصادية: «يقوم المزارعون في المنطقة بزراعة محصول "التبغ" لأنه من المحاصيل الزراعية – الصناعية التي تدر عليهم دخولاً موسمية كبيرة، إن زراعة هذا المحصول محصورة في بعض المناطق دون غيرها وخاصة القرى الواقعة في حوض "نهر عفرين" التي تنتج أكثر من 90% من إنتاج المنطقة من التبغ مثل: "جلمة"، و"الغزاوية"، و"تل سلور"، و"شيخ الدير"، و"برج عبدالو"، و"الباسوطة"، و"عين دار"، و"جند يرس"؛ لأن "التبغ" يحتاج إلى سقي وري متكرر و"نهر عفرين" يوفر المياه اللازمة لذلك».

يقوم المزارعون في المنطقة بزراعة محصول "التبغ" لأنه من المحاصيل الزراعية – الصناعية التي تدر عليهم دخولاً موسمية كبيرة، إن زراعة هذا المحصول محصورة في بعض المناطق دون غيرها وخاصة القرى الواقعة في حوض "نهر عفرين" التي تنتج أكثر من 90% من إنتاج المنطقة من التبغ مثل: "جلمة"، و"الغزاوية"، و"تل سلور"، و"شيخ الدير"، و"برج عبدالو"، و"الباسوطة"، و"عين دار"، و"جند يرس"؛ لأن "التبغ" يحتاج إلى سقي وري متكرر و"نهر عفرين" يوفر المياه اللازمة لذلك

وتابع السيد "رزقو" حديثه: «بالنسبة للأهمية الاقتصادية لمحصول "التبغ" فهو يوفر دخولاً مهمة للمزارعين خلال موسم تسويق المحصول وبيعها للدولة التي تشرف على بيع وشراء هذا المحصول مثل القمح والقطن، كما أن زراعتها تساهم في تشغيل اليد العاملة في تلك المنطقة الريفية سنوياً وخاصة النسوة والصبايا من خلال تأمين العمل لهن؛ إذ يعملن في مختلف مراحل زراعة "التبغ" كالقطاف والتمرير بالخيوط والتنشيف والتخزين.

زراعة الشتلات في جلمة

تمر زراعة "التبغ" بعدد من المراحل كما أسلفت، في البداية يقوم المزارعون بزراعة بذار "التبغ" ضمن مشاتل خاصة في فناءات بيوتهم وتغطيتها بالنايلون الشفاف لحماية الشتلات في حال تعرض المنطقة لموجات الصقيع والثلوج، ومع بداية الربيع، وتحديداً في شهر نيسان يقوم المزارعون بتحضير الأرض التي يودون زراعتها بمحصول التبغ من خلال حراثتها وتسميدها.

بعد زراعة "التبغ" يقوم المزارعون بسقايتها ورشها بالأدوية المناسبة وذلك حتى شهر حزيران ليبدأ خلاله العمل على قطع الأوراق المسطحة التي استوت؛ بدءاً من أسفل النبتة مع تكرار عملية قطع الأوراق دورياً خلال أسبوع ونقلها إلى البيت.

النبتات التي استوت وحان قطافها

في البيت يتم تمرير الأوراق بواسطة مسلات معدنية وشدها بالخيطان ونشرها على أعمدة خشبية للتنشيف والتجفيف تحت أشعة الشمس أو ضمن أفران خاصة.

بعد التجفيف تكبس الأوراق ضمن أكياس خاصة مصنوعة من الخيش وتنقل لمراكز بيع وشراء التي أعدتها الدولة في قرية "الغزاوية" جنوب مدينة "عفرين"».

رزقو حسن مزارع

وحول إنتاج المنطقة من "التبغ" وأصنافه يقول الدكتور "محمد عبدو علي" الباحث في شؤون منطقة "عفرين": «أهم صنف من أصناف "التبغ" الذي تشتهر به منطقة "عفرين" هو صنف "البرلي" الشائع، علماً أن الأصناف التي تزرع في عموم "سورية" هي: "فيرجينيا"، و"شك البنت"، و"البصمة"، و"البرليت"، و"البرلي".

يزرع نبات "التبغ" على الضفة اليسرى لنهر "عفرين" وخاصة في قرية "جلمة"؛ حيث كان فيها في العقد التاسع من القرن العشرين أكثر من مئة فرن لتجفيف أوراق التبغ.

لقد بلغ متوسط إنتاج محصول "التبغ" في منطقة "عفرين" خلال خمسة أعوام من 1995-2000 الكمية التالية: 293,17 طناً، علماً إنتاج المنطقة يقدر عموماً بنحو 1000 طن سنوياً».

الباحث "مروان بركات" مؤلف كتاب "عفرين عبر العصور" يقول حول زراعة "التبغ" بعفرين: «كانت زراعة "التبغ" سابقاً كثيرة الانتشار وخاصة أواسط القرن العشرين فقد كانت حاصلاته تقدر بمئة رطل ولكن عندما أسست شركة "الريجي" أخذت زراعة "التبغ" تتناقص عاماً بعد عام حتى كادت تنقرض بسبب خضوع زراعتها لنظام خاص منها تحديد أراضي زراعته وأسعار شرائه، ولكن بعد أن قامت الدولة بتأميم شركة "الريجي" خففت من أضرارها؛ فأخذت تعطي تراخيص زراعة "التبغ" للمزارعين.

حالياً تتركز زراعة "التبغ" بمنطقة "عفرين" في قرية "جلمة" الواقعة في حوض "نهر عفرين" أقصى جنوب "جبل الأكراد". وعلى الرغم من أن طريقة تجفيف أوراق "التبغ" وحفظها تحتاج إلى دقة ومهارة وأصول فإن المزارع في هذه القرية ماهر وبارع في زراعة "التبغ" بكافة مراحله».