لم يكتفِ "سامي رحمة" بما يقدمه منهاجه الدراسي في مادة الرياضيات، فحبه للمادة ورغبته بالتميز فيها دفعه للبحث عن مصادر متعددة، ليكون ضمن الفريق الوطني للأولمبياد السوري فحصد عدة جوائز محلية وعالمية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 تموز 2015، الطالب "سامي رحمة" ليحدثنا عن تفوقه، ويقول: «اخترت دراسة الرياضيات لأنني أعدّها علم المنطق، فهي تساعدني على معرفة العالم من حولي أكثر، وكل ما أفكر به أجد حله من خلالها، فهي لغة العقل، وأنا بطبعي ميال إلى التحليل والتفكير أكثر من العاطفة.

على الرغم من التسهيلات التي قدمها الكادر التدريسي المشرف على تدريبنا، إلا أن أكثر صعوبة واجهتنا تكمن في ايجاد المادة التي سنقوم بدراستها لكون منهاج الأولمبياد غير محدد؛ أي لا يوجد كتاب يمكن دراسته وتقديم الامتحان به، فيجب أن نكون ملمّين بكل علوم الرياضيات، وبالتعاون ومساعدة الدكاترة من قسم الرياضيات، وبعض زملائي، وكذلك أخي تمكنت من تجاوز الصعوبات، وبدأت الاستعانة بالإنترنت بتنزيل بعض المواد والبحث عن الحل لأغني مخزوني من مادة الرياضيات

أعشق الرياضيات وأجد نفسي بها، فقد بدأ حبي واهتمامي بها في الصف الأول الإعدادي، حيث كان لمدرّس المادة الفضل في ذلك، لما يتمتع به من أسلوب ممتع بإيصال المعلومة، وكذلك كان لأهلي الدور الكبير لكون والداي من محبي المادة ويصممون على تعليمها لنا بأسلوب محبب، حيث كانا يضعان مجموعة من المسائل لنتشارك بحلها في المساء، وأحياناً تبقى المسألة معلقة حتى اليوم الثاني لكنهما كانا يصممان على إيجاد الحل، كما كان لمدرسة "الباسل" للمتفوقين في "حلب" الدور الأكبر في تميزي بهذه المادة من خلال تأمين كادر تعليمي مؤهل، ورعايتها المستمرة للمتفوقين.

أثناء المشاركة بالأولمبياد في "تايلاند"

بعد الحصول على الشهادة الإعدادية اتجهت إلى التفكير بالأولمبياد جدياً، بعد أن كانت الفكرة موجودة لدي من تجربة أخي "رامي رحمة" بعد مشاركته بمسابقة الأولمبياد وحصوله على المركز الثاني على مستوى القطر، فاستفدت من تجربته وتفوقت في بعض الأماكن، ولم أكتفِ بما درسته في المنهاج؛ فبدأت البحث عن مسائل للحل ومن مصادر متعددة، بمساعدة وإشراف أستاذي "سليم أبو حسان"، حيث إن هناك مسائل على الإنترنت غير مرفقة بالحل، فكان هناك تحدٍّ كبير للوصول إلى حلها، وهذا برأيي يساعد على زيادة وتنمية مهارة التفكير».

وعن رحلته في حصد الجوائز يتابع: «بدأ التقديم لمسابقة الأولمبياد على مستوى الفروع في "حلب" فتمكنت من اجتيازه بسهولة، وتدرجت حتى وصلت إلى مستوى القطر فكان الامتحان، حيث نجحت وحصلت على المرتبة الخامسة، لكن ذلك لم يرضِ طموحي، فدربت نفسي أكثر، توسعت بالبحث عن المعلومات في أكثر من مجال لأصل بعد ذلك إلى الفحص الذي سيتم به انتقاء الفريق الوطني الذي سيمثل "سورية" في الخارج، وكان عددهم ستة طلاب، وهنا تمكنت من الحصول على المركز الأول لأسافر عام 2013 إلى "كولومبيا"؛ وهي بداية أعدّها جيدة؛ حيث نلت المركز الأول، لتتوالى النجاحات.

الدكتور عبد اللطيف هنانو

بعدها شاركت عام 2014 بالمسابقة الآسيوية التي أقيمت في "كازاخستان" وحصلت على الميدالية الفضية، وبعدها بشهرين سافرت للمشاركة بالمسابقة العالمية التي أقيمت في جنوب "إفريقيا" ونلت شهادة تقدير بمشاركة 200 دولة، كما حصلت على الميدالية البرونزية أثناء مشاركتي في المسابقة التي أقيمت في "كازاخستان" عام 2015، وأخيراً كان لي الشرف بتمثيل بلدي في المسابقة التي أقيمت في "تايلاند" في شهر تموز 2015؛ حيث حصلت على الميدالية الفضية».

وعن الصعوبات التي واجهته يقول: «على الرغم من التسهيلات التي قدمها الكادر التدريسي المشرف على تدريبنا، إلا أن أكثر صعوبة واجهتنا تكمن في ايجاد المادة التي سنقوم بدراستها لكون منهاج الأولمبياد غير محدد؛ أي لا يوجد كتاب يمكن دراسته وتقديم الامتحان به، فيجب أن نكون ملمّين بكل علوم الرياضيات، وبالتعاون ومساعدة الدكاترة من قسم الرياضيات، وبعض زملائي، وكذلك أخي تمكنت من تجاوز الصعوبات، وبدأت الاستعانة بالإنترنت بتنزيل بعض المواد والبحث عن الحل لأغني مخزوني من مادة الرياضيات».

وفي لقاء الدكتور "عبد اللطيف هنانو" المدرب والمشرف على طلاب الأولمبياد في مادة الرياضيات، يقول: «"سامي رحمة" من الطلاب الذين اجتهدوا كثيراً وتميزوا بالفعل، يتمتع بتفكير رياضي عالٍ، طموحه كبير ولديه خبرة تراكمية، وهو من المثابرين على طلب المعرفة، لم يرضَ بما يحصل عليه من خلال المدرسين فقط، فهو دائم البحث عن معلومات من خلال الإنترنت، وبالتنسيق معنا كهيئة علمية استطاع أن يبني نفسه بناء جيداً.

وجوده ضمن فريق الأولمبياد أعطاه قيمة مضافة، ونحن كهيئة علمية مساندين له ولزملائه من خلال توجيههم لاستثمار مهاراتهم ووقتهم بطريقة جيدة لحل مسائل الرياضيات، فعلى الطالب أن يتمتع بتفكير منطقي وهذا ما تتطلبه طبيعة المادة، ودورنا نحن يكون في تنظيم هذا التفكير وتأمين المناخ المناسب للتميز والحفاظ عليه».

يذكر أن الطالب "سامي رحمة" من مواليد "حي السبيل" في محافظة "حلب" عام 1998، حصل هذا العام على الشهادة الثانوية الفرع العلمي بمجموع 2398 من أصل 2400 علامة.