بعد سبعة أعوام من الأبحاث العلمية والتجارب المتواصلة مع 50 مريضاً بالسرطان، تمكّن الباحث "إبراهيم الشعار" من الوصول إلى مستحضر دوائي مضاد للسرطان، ونال أربع براءات اختراع، ويتم الترخيص لإنشاء أول معمل له لإنتاج أدوية السرطان محلياً.

للوقوف حول الأبحاث ومدى فعالية الدواء بمكافحة مرض السرطان، مدونة وطن "eSyria" التقت "الشعار" بتاريخ 10 تشرين الأول 2017، ليحدثنا عن إنجازه قائلاً: «يُعّرف السرطان بأسلوب مبسط بأنه الانقسام والتكاثر غير الطبيعي للخلايا التي يمكن أن تنتشر عبر الجسم، وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الوفيات نتيجة هذا المرض يزداد تزايداً كبيراً حول العالم، ومن هنا كانت أهمية الأبحاث التي أجريتها بقصد البحث عن حلول وأدوية تثبط عمل وانتشار هذه الخلايا، وبعد سنوات عدة من الأبحاث في مخابر الهيئة العامة للتقانة الحيوية ووزارة الصحة، توصلت إلى تحضير مادة دوائية من "الكيفيران القلوي" القادر على تثبيط الخلايا السرطانية ومنع انتشارها، حيث تم مؤخراً الترخيص من قبل وزارة الصحة بإنشاء أول معمل لإنتاج الدواء محلياً».

يُعّرف السرطان بأسلوب مبسط بأنه الانقسام والتكاثر غير الطبيعي للخلايا التي يمكن أن تنتشر عبر الجسم، وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الوفيات نتيجة هذا المرض يزداد تزايداً كبيراً حول العالم، ومن هنا كانت أهمية الأبحاث التي أجريتها بقصد البحث عن حلول وأدوية تثبط عمل وانتشار هذه الخلايا، وبعد سنوات عدة من الأبحاث في مخابر الهيئة العامة للتقانة الحيوية ووزارة الصحة، توصلت إلى تحضير مادة دوائية من "الكيفيران القلوي" القادر على تثبيط الخلايا السرطانية ومنع انتشارها، حيث تم مؤخراً الترخيص من قبل وزارة الصحة بإنشاء أول معمل لإنتاج الدواء محلياً

وعن كيفية تحضير المستحضر الدوائي، يضيف: «المستحضر عبارة عن متمم غذائي، وهو توليفة من الأحياء الدقيقة على شكل حبيبات "الكيفير"، ومتمم ثانٍ هو "كيفير" قلوي، وتحضير مادة دوائية هي "الكيفيران" القلوي، بينما البحث الرابع كان بتحويل الخلايا السرطانية من وسط حامضي قليل الأوكسجين إلى قلوي غني بالأوكسجين، وكما هو معروف بأن الانقسام والتكاثر السريع للخلايا السرطانية يؤدي إلى تكوين الأورام، حيث ترتفع فيها معدلات الاستقلاب؛ الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الفضلات داخل الأورام؛ وهو ما يزيد الحموضة ويؤدي إلى زيادة تكوين الجذور الحرة المعروفة بمسؤوليتها عن تحريض تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية، وقد استفاد مجموعة من الباحثين من تقنية تخفيض الحموضة في الوسط المحيط بالخلية السرطانية؛ وذلك بحقن المواد القلوية في الجسم، وهذه التقنية أدت فعلاً إلى الحد من انتشار الأورام، لكنها لم تؤدِّ إلى الشفاء التام».

إحدى براءات الاختراع التي حصل عليها

ويتابع: «نتيجة أبحاث دامت عدة سنوات توصلت إلى أن الخلية السرطانية تتطلب وسطاً شديد الحموضة خالياً من الأوكسجين، واستهلاكاً عالياً من الغلوكوز (السكر)، حيث تحتاج إلى السكر 20 مرة أكثر من الخلايا السليمة، بينما السليمة تقوم بدورها عندما يكون الوسط قلوياً ويحوي الأوكسجين، وفي حال نقص الأوكسجين عن الخلايا لمدة 48 ساعة، فمن الممكن أن تصبح وسطاً ملائماً لتكوين الخلايا؛ لذلك اعتمدت في أبحاثي على تحويل الوسط من حمضي إلى قلوي بابتكار حبيبات "كيفير" مختلفة عن بقية أنواع "الكيفير" الموجودة في العالم تمتاز بمحتوى عال من مادة الكيفيران (EPS) الذي يستخدم آلية جديدة لعلاج السرطان، وذلك باستهداف الخلايا السرطانية فقط من دون التأثير بالخلايا السليمة؛ عن طريق استغلال القدرة العالية للخلايا السرطانية على جذب مادة "الكيفيران" السكرية المعاملة بالقلوي؛ وهو ما يؤدي إلى تخفيض درجة حموضة الوسط داخل الخلية السرطانية، وتحويل الاستقلاب من حمضي إلى قلوي، وقد أثبت المستحضر فعاليته على حالات عدة من سرطان "القولون، واللوكيميا، والثدي، والبروستات"، وكان هناك شفاء تام».

بدوره الدكتور "بسام العقلة" المشارك في البحث، يقول: «"الكيفير" مشروب لبن متخمر منتج من حبيبات "الكيفير" المضادة للسرطان، ومن خصائص "الكيفير" القلوي أنه يساعد على تسريع عملية استعادة الخلايا لوضعها الطبيعي بوجود المستوى الأمثل لدرجة الحموضة في الجسم، إضافة إلى أنه اقتصادي وآمن، ولا يقتصر دوره في المشاركة بالقضاء على الخلايا السرطانية فقط، بل يساهم في الحدّ من الآثار الجانبية التي يسببها العلاج الكيميائي، وقد تم نشر مقالتين علميتين كمحصلة للأبحاث التي أجريت في الهيئة العامة للتقانة الحيوية، والتي قام بها الباحث "إبراهيم الشعار" مع مجموعة من الباحثين، وسنتابع حتى الوصول إلى اكتشاف خصائص أخرى حول استخدام "الكيفير"».

شهادة "الوايبو" التي منحت له

يذكر أن "إبراهيم الشعار" من مواليد "حلب" عام 1986، باحث في الهيئة العامة للتقانة الحيوية، يحضّر لمناقشة رسالة الدكتوراه، اختصاص تغذية علاجية من جامعة "هارفرد"، حصل مؤخراً على الميدالية الذهبية وشهادة "الوايبو" لأفضل اختراع في معرض "الباسل للإبداع والاختراع" بدورته الأخيرة.