مستوحياً فكرته من أحداث الحرب، قدّم المخترع "عبد الرحمن عثمان" اختراعه المكوّن من ثلاثة إصدارات؛ وهو عبارة عن رجل آلي (روبوت) يتمّ التحكّم به عن بعد، ويتميز بقدرات قتالية عالية المستوى.

مدونة وطن "eSyria" التقت المخترع "عبد الرحمن عثمان" بتاريخ 15 تشرين الأول 2017، حيث بدأ الحديث عن ورود فكرة تصنيع الاختراع وتطبيقه حاسوبياً، فقال: «آلية تصنيع الاختراع لم تكن المجال الذي أتبعه في دراستي الميكانيكية، لكن مع متابعتي لمنظومة الأسلحة العالمية شعرت بشغف في داخلي يدفعني إلى اختراع سلاح مضاد يضاهي المنظومات العالمية من حيث دقة الهدف والتحكم والتقنية. بدأت تصميم الروبوت أولاً على الحاسوب بأحجام تقديرية، ثم بدأت تطبيق ما رسمته في الحاسوب على المواد المطلوبة».

آلية تصنيع الاختراع لم تكن المجال الذي أتبعه في دراستي الميكانيكية، لكن مع متابعتي لمنظومة الأسلحة العالمية شعرت بشغف في داخلي يدفعني إلى اختراع سلاح مضاد يضاهي المنظومات العالمية من حيث دقة الهدف والتحكم والتقنية. بدأت تصميم الروبوت أولاً على الحاسوب بأحجام تقديرية، ثم بدأت تطبيق ما رسمته في الحاسوب على المواد المطلوبة

وعن سمات وآلية عمل الروبوت، أضاف: «هو عبارة عن مخزن مستطيل الشكل متصل بدواليب وسلاسل، وأعلاه مثبت حاملة رشاش في الإصدار الأول، وحاملة صواريخ بعيدة المدى في الإصدار الثاني. أما في الإصدار الثالث، فقد تضمنت الحاملة مثبّت لصاروخين ورشاش.

الاختراع

الروبوت في إصداراته الثلاثة مصفح بإحكام، فلا يتأثر برصاصة الطلقة الروسية، ويكمل عمله بنجاح. يتم التحكم به عن بعد عن طريق جهاز تحكم بسيط (Joystick)؛ إذ يمكن التحكم بالروبوت وقصف الهدف عن بعد 500م في حالات حرب الشوارع. أما في حالة القتال في الصحراء أو الأماكن الوعرة، فإن الروبوت يتمكن من إصابة الهدف عن بعد قدره أكثر من 1كم. أما بخصوص الطاقة، فيتم شحن الجهاز بالتيار الكهربائي لكونه يحوي ثلاث بطاريات سهلة الشحن، حيث إن البطاريات يتم إخراجها من الجهاز واستبدالها في وقت سريع على جبهات القتال. فالبطارية الأولى خاصة بالتحكم والإرسال ودارات القيادة، أما الثانية والثالثة، فهما خاصتان لإدارة المحركات. ويتم تلقينها يدوياً بوساطة مخزن الطلقات (الشرشور)، وهو يتضمن 100 طلقة داخلية، و500 طلقة خارجية، حيث يتم الرجم بوساطة الكهرباء المخزنة داخلها.

الإصدار الأول من الاختراع استهلكت عليه وقتاً طويلاً؛ لكونه معرضاً لأخطاء كهربائية والتحكم، ولكوني أول مرة أصنع جهازاً كهذا، لكن الإصدار الثاني أعطيته وقتاً وجهداً أقل لوجود أساسيات التحكم من الإصدار الأول. أما الإصدار الثالث، فهو عبارة عن مزج بين الإصدارين الأول والثاني، حيث صرفت عليه وقتاً طويلاً أيضاً بسبب احتوائه رشاشاً وصاروخين بعيدي المدى.

الإصدار الثالث من الاختراع

الروبوت يمكن استخدامه في سحب الجرحى وقت القتال، ويتمتع بكاميرات المراقبة عن بعد».

وعن الصعوبات التي واجهها أثناء عمله، أضاف: ‹‹الصعوبات أغلبها كانت في الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي وتأمين المواد والأجهزة اللازمة لتصنيع الاختراع؛ بسبب عدم توافر الأجهزة المطلوبة لتصنيع الروبوت، حيث كنا نضطر إلى إحضارها من الخارج أو نصنعها؛ وهو ما كان يتسبب في ضياع الوقت. أما بالنسبة للتيار الكهربائي، فقد كنا نعمل طوال الوقت باستخدام المولدات الكهربائية، وكنا محكومين بأوقات تشغيلها››.

إيهاب القاسم

الميكانيكي "إيهاب القاسم" واكب سير العمل على تصميم الروبوت، وأشرف على صناعته في مراحله الأولى، قال: ‹‹مع أن الاختراع مكوّن من أدوات بسيطة، وصنع بمعدات اعتيادية، إلاَّ أننا نستطيع القول إنه ليس عملاً اعتيادياً، وبإمكانه منافسة المنظومات العالمية من حيث طريقة التصنيع والتحكم به عن بعد. سهر "عبد الرحمن" على إنجاز الاختراع مهتماً بأدق التفاصيل، سواء كان في التصميم الحاسوبي أو التنفيذ، ليخترع الروبوتات القتالية الأولى من نوعها على مستوى "سورية" من حيث طريقة التصنيع ومؤهلات المخترع كشاب ذي خبرة واسعة في عالم الميكانيك والتحكم والكهرباء. ومع التجريب لاحظت أن الإصدارات الثلاثة لم تتضمن أي خلل تقني وفني وكهربائي››.

يذكر أن المخترع "عبد الرحمن عثمان" من مواليد مدينة "دمشق"، عام 1995، من ساكن مدينة "حلب"، وطالب هندسة ميكانيك فرع ميكاترونيكس في جامعة "دمشق".