صمّم المهندس "علي علي" من جامعة "حلب" مشروعاً تقنياً بمجال المتحكمات؛ عُدّ بمنزلة العقل الذي يسمح بإدارة مختلف التجهيزات بنتائج تضاهي أفضل المتحكمات في العالم من حيث سرعة الأداء، وتقليل نسبة الخطأ، إضافة إلى توفير الطاقة اللازمة لتشغيله.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع المهندس "علي علي" طالب ماجستير في جامعة "حلب"، بتاريخ 8 تشرين الثاني 2017، ليحدثنا عن مشروعه قائلاً: «نبعت فكرة المشروع من ملاحظتي لإمكانية تحسين استجابة الأنظمة التي تستخدم فيها المتحكمات، ومما قد يتوفر عن طريق بنية رياضية يمكن أن تولد نوعاً جديداً من المتحكمات، ومع صعوبة الظرف الذي مرت به مدينة "حلب" نتيجة الحرب الدائرة، التي كان لها أثر سلبي في كل فئات المجتمع ومنهم الطلبة، وعلى الرغم من المعاناة الكبيرة من انقطاع شبكة الإنترنت، وعدم توفر الأدوات اللازمة لبحثي، إلا أن ذلك لم يثنِني عن متابعة البحث من مجالات عدة ليخرج مشروعاً يكون ذا أثر كبير في المجتمع ككل، وليكون ثمرة علم ومعرفة تلقيتها خلال دراستي الجامعية».

يمكن تعريف المتحكم من وجهة نظر بحثية بأنه جملة من المعادلات الرياضية، ويمكن بناؤه ضمن بيئة برمجية ليقوم بتنظيم وتحسين الأنظمة من خلال تحسين عملها، وتقليل نسبة الخطأ؛ وهو عبارة عن تصميم نواة لنوع جديد من المتحكمات، حيث يعدّ العقل الذي يدير مختلف التجهيزات المحيطة بنا ابتداء من الأجهزة المنزلية، وانتهاء بالمحطات الفضائية بغية تحسين أدائها

وبتعريفه للمشروع، يضيف: «يمكن تعريف المتحكم من وجهة نظر بحثية بأنه جملة من المعادلات الرياضية، ويمكن بناؤه ضمن بيئة برمجية ليقوم بتنظيم وتحسين الأنظمة من خلال تحسين عملها، وتقليل نسبة الخطأ؛ وهو عبارة عن تصميم نواة لنوع جديد من المتحكمات، حيث يعدّ العقل الذي يدير مختلف التجهيزات المحيطة بنا ابتداء من الأجهزة المنزلية، وانتهاء بالمحطات الفضائية بغية تحسين أدائها».

المتحكم الشامل

وعن مجال استخدامه والنتائج المرجوة منه، يتابع قائلاً: «أي جهاز أو نظام آلي يحتاج إلى نظام تحكم لقياس صحة الخرج؛ لذلك يمكن استخدامه في معظم الأنظمة، أحدها على سبيل المثال الأنظمة الطبية لزيادة دقة العمليات الجراحية ولا سيما عمليات العين؛ فمثلاً في جهاز العمل الجراحي لشبكية العين يتحرك الرأس إلى الأمام والخلف؛ وهو ما قد يي إلى بعض الأذى، ولكي نصل إلى المكان المطلوب معالجته، نحتاج إلى نظام تحكم يلغي الخطأ، حيث يعمل هذا الجهاز على توجيه الرأس بالاتجاه الصحيح، بأسرع زمن ممكن، وهذا التوصيف ينطبق على الكثير من الأنظمة، كما يمكن الاستفادة منه في تصنيع الأدوية لتحقيق التوازن والكميات المطلوبة من دون زيادة أو نقصان، وقد تم تجريبه، حيث حققت النتائج التجريبية للمتحكم ضمن البيئة البرمجية نتائج يمكن وصفها بالممتازة، وتضاهي الكثير من الأنظمة المتطورة في العالم، بل تفوقت من حيث تقليل نسبة الخطأ، وسرعة الأداء، إضافة إلى تميزه بتوفير الطاقة، ونسعى مع الجهات المعنية إلى إرفاق ذلك بالتطبيق العملي، الذي يتطلب تضافر جهود عدد من المعنيين».

بدوره الدكتور "ياسر ضاشوالي" مدرّس في كلية الهندسة في جامعة "حلب"، يقول: «البحث والسعي وراء التميز في العلم، والعمل الذي عهدته لدى الطالب "علي" خلال تدريسي له منذ أيام دراسته الجامعية، مكَّنه من الاستفادة من دراسته النظرية والعملية، وانعكس ذلك بإتقانه تصميم عدة أنواع من المتحكمات، حاول قبل تخرجه في الجامعة إيجاد بنية رياضية تعمل على تصحيح الخطأ بأسلوب يعوض قيمته. ويعدّ مشروعه "المتحكم الشامل" فكرة إبداعية جديدة على مستوى الجامعة والساحة العلمية، يملك إمكانيات كبيرة. مشروعه يحتاج إلى دعم كبير من قبل الجهات المسؤولة بغية تطبيقه ليكسب الوطن بذلك مشروعاً مهماً».

من الجدير ذكره، أن المهندس "علي علي" من مواليد محافظة "حلب" عام 1991، حاصل على شهادة جامعية بمجال التحكم الآلي، حاصل على جائزة "الباسل" للتفوق العلمي خلال دراسته الثانوية والجامعية، صمّم أول جهاز حاسوب صناعي سوري PLC لقيادة الآلات كمشروع تخرجه في الجامعة عام 2014، وجهت إليه عدة دعوات لحضور مؤتمرات علمية وبحثية في كل من "النمسا" و"ألمانيا" و"الأردن"، إضافة إلى دعوته من قبل كل من "بريطانيا" و"ألمانيا" لإكمال دراسته في جامعاتها، مرشح لنيل جائزة الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم" للبحث العلمي.