أطلقت جامعة "ميليبرو" واحدة من منحها التعليمية المخصصة للاجئين المقيمين في "بريطانيا" باسم السوري "أحمد الرشيد"، الذي وصل إلى لندن عام 2015 بعد رحلة شاقة وملأى بالمغامرة، والذي عمل خلال لجوئه على مساعدة اللاجئين السوريين لإكمال تعليمهم وتسليط الضوء على معاناتهم، بهدف عودتهم إلى وطنهم الأم بعد انتهاء الأحداث والمساهمة في بنائه.

يقول "أحمد الرشيد" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 تشرين الثاني 2017، عن هذه المنحة التي حملت اسمه: «شاركت في فصل الصيف في كورس صيفي في الجامعة لطلاب من كافة أنحاء العالم، مشاركتي كانت عن كيفية دعم المهاجرين واللاجئين ونشر الوعي عن معاناة الكثيرين من اللاجئين، وكيفية تحويل الأزمة إلى فرصة للعمل والعلم، كان هناك تفاعل كبير من الطلاب وبمشاركة من الأهالي وأصدقائهم، وكانت هناك رغبة عند الكثيرين ممن التقيتهم، وخاصة الكادر التعليمي بتطوير الفكرة وتوسيعها، وفي المحصلة كان قرار الجامعة تأسيس منحة تتضمن أربعة مقاعد للاجئين لكي يستفيدوا علمياً، لكون الجامعة تعدّ من أبرز وأغنى الجامعات في مجال التعليم المتوسط».

شاركت في فصل الصيف في كورس صيفي في الجامعة لطلاب من كافة أنحاء العالم، مشاركتي كانت عن كيفية دعم المهاجرين واللاجئين ونشر الوعي عن معاناة الكثيرين من اللاجئين، وكيفية تحويل الأزمة إلى فرصة للعمل والعلم، كان هناك تفاعل كبير من الطلاب وبمشاركة من الأهالي وأصدقائهم، وكانت هناك رغبة عند الكثيرين ممن التقيتهم، وخاصة الكادر التعليمي بتطوير الفكرة وتوسيعها، وفي المحصلة كان قرار الجامعة تأسيس منحة تتضمن أربعة مقاعد للاجئين لكي يستفيدوا علمياً، لكون الجامعة تعدّ من أبرز وأغنى الجامعات في مجال التعليم المتوسط

وعن كيفية انخراطه في هذا المجال، أضاف: «تحول اهتمامي إلى هذا الجانب بعد خروجي من "سورية" نتيجة الأوضاع الصعبة في ظل الحرب، وعملي ضمن المجال بدأ منذ أواخر عام 2012 بعد تخرجي في جامعة "حلب"، والحصول على الإجازة في الأدب الإنكليزي.

كورس عمل في الجامعة مع طلاب لاجئين

بدأت رحلتي الصعبة عندما توجهت إلى "كردستان العراق"، عملت سنتين مع منظمة "الأمم المتحدة للطفولة"، كان العمل رائعاً على الرغم من صعوبته، حيث كان مع عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين اضطروا إلى ترك وطنهم نتيجة الحرب، وتركز عملي على تشجيع العائلات لإرسال أطفالها إلى المدرسة لإكمال تعليمهم. وتنظيم حملات تلقيح وعناية صحية، والعمل على الحد من عمالة الأطفال، والحد من الزواج المبكر والعنف ضد الأطفال. كانت فرصة أن أتعلَّم أشياء كثيرة ساعدتني في تنمية قدراتي وخبراتي.

اضطررت إلى ترك "العراق" بعد تردي الأوضاع الأمنية، قاصداً "بريطانيا" في رحلة دامت شهرين، في الربع الأول من عام 2015 كانت واحدة من أصعب الرحلات، حيث تضمنت السفر إلى "تركيا" بطريقة غير نظامية، وقطع الحدود الطويلة، وبعدها في قارب مطاطي إلى "اليونان"، وسافرت بجواز سفر مزور إلى "فرنسا" في الطائرة بعدها داخل صهريج في شاحنة لمدة ثلاثة أيام حتى وصلت إلى "لندن" منتصف 2015 من دون ذكر التفاصيل الرهيبة التي وقعت طوال شهرين من الرحلة».

وعن المبادرات التي سعى إلى تحقيقها في "بريطانيا"، أضاف: «منذ وصولي إلى "بريطانيا"، تطوعت وعملت مع العديد من المنظمات المحلية والدولية، وانصب تركيزي على التعليم، وقد قرأت كتاباً بعنوان: "Refuge" صادر عن جامعة "أوكسفورد"، حيث ذكر مؤلفوه أن خلال الحرب السورية أكثر من 50% من السوريين الحاصلين على شهادة جامعية أو ثانوية اضطروا لمغادرة البلد بسبب الحرب. كان هذا الرقم الكبير يعني أن هجرة الأدمغة واحدة من أكثر الأمور التي تعانيها "سورية"؛ لذلك ركزت على التعليم ودعم السوريين في الداخل والخارج عن طريق التعليم وتطوير الوسائل والتقنيات لمساعدتهم في الوصول إلى مستويات متقدمة، ومحو آثار الحرب، وقمت بتنظيم الندوات التوعوية والمشاركة في ندوات في "بريطانيا" و"أوروبا" عن كيفية دعم السوريين.

وفي الوقت نفسه كنت أدرس في جامعة "لندن" بعد حصولي على منحة لدراسة الماجستير في العنف والصراع والتنمية في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، حيث أنهيتها بمنحة الشهر الماضي تشرين الأول، وهو ما شجعني على إكمال التعليم كأداة مهمة في بناء الأشخاص والأوطان؛ لذلك عملت مع جامعة "كامبريدج"، وشاركت في إعداد "كورس أونلاين" من أجل مساعدة المهاجرين واللاجئين في "بريطانيا" للوصول إلى التعليم العالي.

وجودي حالياً مرحلي، أرغب في إكمال الدكتوراه، وأحاول استغلال كل لحظة وفرصة خلال وجودي لأستخدمها في مساعدة وطني وأبنائه في التعليم، فهو الوسيلة التي تجعل السوريين قادرين على العودة وبناء ما دمرته الحرب، ولدي القناعة الكاملة بأن "سورية" قادرة على أن تعود؛ لأن شعبها عظيم، وهي مسألة وقت».

يقول المسؤول عن المنحة "سام بونسفورد": «إن المنحة تشمل نوعين من الدورات، إحداهما لتعليم اللغة الإنجليزية بطريقة تفاعلية وأكثر حيوية، والثانية تسمى "العقول المنفتحة" لتعليم اللغة للأشخاص ذوي المستويات المتقدمة، التي تشمل الخوض في نقاشات فلسفية. ويشمل البرنامج أيضاً القيام ببعض النشاطات، ورحلات استكشافية لأجمل المناطق في "المملكة المتحدة".

إن سبب تسمية المنحة باسم "أحمد الرشيد" هي أنه ساعدهم كثيراً في مرحلة التخطيط لها، بإيصالنا بمجتمع اللاجئين في "المملكة المتحدة".

كانت مشاركته في الدورة الصيفية السنة الماضية توضيحاً رائعاً لتجربته بالنسبة للكثيرين من الطلاب. إن قصة "أحمد" وشخصيته ونظرته، إضافة إلى تأثيره في الدورة عندما انضم إليها، جعلته الخيار الواضح لتمثيل برنامج المنح الدراسية».

يذكر أن "أحمد الرشيد" من مواليد مدينة "حلب"، عام 1990.