استطاع الفنان التشكيلي "مجد عزوز" من خلال ألوانه وخطوطه من إزالة معالم الخراب والدمار التي تعرضت لها مدينته "حلب"، عبر توظيف مواهبه الفنية والإبداعية في مجالات إنسانية عدة، انطلاقاً من إيمانه بدور الفن في تنمية وتطوير المجتمع.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الفنان "مجد عزوز" بتاريخ 16 كانون الأول 2017، ليحدثنا عن بداياته الفنية بالقول: «الرسم له متعة خاصة رافقتني منذ طفولتي، فمذ كنت بعمر السابعة بدأت رسم أول لوحة بالألوان الخشبية، وكانت عبارة عن "وجوه متعبة"، وشاركت بها بمعرض جماعي عندما أصبحت بعمر 11 سنة، إضافة إلى وجودي ضمن بيئة محبة للفن من خلال أهلي وأصدقائي الذين دعموني من ناحية التشجيع وتوفير كل ما يلزم من أدوات لتنمية هذه الموهبة، فبدأت تطويرها بالاطلاع على أعمال العديد من الفنانين الذين أغنوا تجربتي الفنية ووضعوها على مسارها الصحيح، فالرسم وسيلتي للتعبير عن مكنوناتي عبر ألواني وخطوطي، وتصوير كل ما يحيط بنا بطريقة أجمل وأرقى، من خلال رؤيتي المختلفة للواقع».

الرسم له متعة خاصة رافقتني منذ طفولتي، فمذ كنت بعمر السابعة بدأت رسم أول لوحة بالألوان الخشبية، وكانت عبارة عن "وجوه متعبة"، وشاركت بها بمعرض جماعي عندما أصبحت بعمر 11 سنة، إضافة إلى وجودي ضمن بيئة محبة للفن من خلال أهلي وأصدقائي الذين دعموني من ناحية التشجيع وتوفير كل ما يلزم من أدوات لتنمية هذه الموهبة، فبدأت تطويرها بالاطلاع على أعمال العديد من الفنانين الذين أغنوا تجربتي الفنية ووضعوها على مسارها الصحيح، فالرسم وسيلتي للتعبير عن مكنوناتي عبر ألواني وخطوطي، وتصوير كل ما يحيط بنا بطريقة أجمل وأرقى، من خلال رؤيتي المختلفة للواقع

ويتابع عن تلك العلاقة التي تربطه بالخطوط والألوان: «يعد الفن حالة ثقافية تعبر عن المخزون الثقافي لأي مجتمع من المجتمعات، ويقدم من خلالها الفنان رؤيته للواقع المجتمعي بطريقة جديدة ومبتكرة، تجمع ما بين الترابط الفكري والثقافي، فهو أساس وركيزة لأي حضارة تسعى لتخليد ذكراها عبر التاريخ، فمن خلال أعمالي الفنية أحاول جاهداً الوصول إلى تشكيلات فنية تلامس أعماقي وأحاسيسي، وتعكس ما بداخلي من ذكريات ومشاهد وأفكار لأترجمها إلى لغة بصرية تحمل دلالات تشكيلية فنية، وتحمل في طياتها قيمة وبعداً إنسانياً، فمعظم أعمالي منمنمات غرافيك تجريدية.

من رسوماته الجدارية

أما بالنسبة للون، فله دلالات واضحة في لوحاتي، التي تأتي بمزيج وتراكيب لونية تعبر عن الحالة النفسية التي تنتابني، فلكل لون خاصيته التي يعبر من خلاله الفنان عن هويته الخاصة وبصمته التي تميزه عن غيره».

وعن رسوماته الجدارية، قال: «حبي الدائم للبحث عن الجديد والمميز كان السبب بخوضي تجربة الرسم الجداري، من خلال خلق علاقة ما على أحد السطوح باعتبار الرسم مجسداً للجمال عبر الخطوط والألوان، إضافة إلى خيال الفنان الذي من خلاله يجسد فكرته ورسالته بطريقة جذابة وجميلة، فمن خلال رسوماتي حاولت أن أعبر عن الحالات الإنسانية التي تجمع بين الحب والعاطفة وأوجاع المجتمع، بهدف نشر الوعي الفني لإيصال الصور الحقيقية عن السلام، وبرأيي إن اللوحة تمثل ثقافة مجتمعية لا يمكننا تجاهلها أبداً، لذلك بدأت الرسم الجداري في المناطق المنكوبة في مدينتي "حلب"، وأحببت أن أزيل معالم الخراب والدمار التي ارتكبها الإرهابيون، وذلك برسم جداريات تبعث الفرح والأمل في نفوس الكبار والصغار».

من لوحاته "رجل يبحث عن السلام"

الفنان التشكيلي "بشار برازي" حدثنا عنه بالقول: «ما يميز تجربة الفنان "مجد عزوز"، إقدامه بجرأة على إخراج ريشته وألوانه لإيجاد لوحته، فلا ينتظر وقتاً أو مكاناً محدداً ليرسم أعماله الفنية، فحقيبته ترافقه أينما حلّ، فاللوحة البيضاء تدهشه، ويبحث فيها عن الأفكار التي تجول في خاطره للوصول إلى التأثيرات البصرية المعبرة عن أحاسيسه وانفعالاته الداخلية، فينثر خطوطه وألوانه؛ وهو ما يولد لديه أدلة عامة على السطح يتابعها ويراكم رموزه ودلالاته المتعددة كتداعيات تخدم النص التشكيلي المنسوج كمنمنمات تملأ جسد اللوحة.

أضف إلى أنه ينتمي إلى فن الغرافيك أكثر من فن التصوير، وفي أغلب أعماله نجد رشاقة وليونة في خطوطه، وتراكماً في رموزه الشرقية والفلسفية منها، لكنه لا يهمل في نهاية العمل من موازنته كنص بصري كامل مترابط ببعد دلالي عميق؛ وهذا ما ميزه عن غيره من أقرانه التشكيليين».

الجدير بالذكر، أن الفنان "مجد عزوز" من مواليد "حلب" عام 1992، شارك بالعديد من المعارض داخل "سورية" وخارجها، كمعرض "دمشق الدولي"، و"الخريف"، و"اللوحة الصغيرة" بمدينة "طرطوس"، ومعرض "نقوش شرقية" بمدينة "حلب". وحصل على جائزة بمعرض "دمشق" الخاص بالكاريكاتور دورة 65، وحصل على جوائز عدة من منظمة "الهلال الأحمر" وبعض الجمعيات الخيرية، وفي "لبنان" شارك بمعرض "لمسات"، وفي "مصر" شارك بمعرض "اللون والذات"، وعمل مع عدد من المخرجين في مجال الديكور والأزياء، إضافة إلى عمله لدى عدة جمعيات خيرية، منها: "من أجل حلب"، و"الجمعية السورية لتأهيل المعاقين حركياً"، ومبادرة "أهالي حلب"، و"الأمانة السورية للتنمية"، و"الجمعية السورية لمصابي السرطان".