مغنية شابة تمتطي جواد الغناء الحلبي الأصيل، لمعت وتكرمت في مشاركاتها الفنية المتعددة منذ طفولتها، وصقلت موهبتها الفطرية؛ وهو ما جعل من صوتها بصمة منفردة يشار إليها بالبنان.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 كانون الأول 2018، "ناديا المنفوخ" في "حلب"، التي حدثتنا عن مسيرتها قائلة: «نشأت في أسرة تحب الفن، ووالدتي كان صوتها جميلاً، لكنها حرمت من الغناء بسبب العادات والتقاليد، فاكتشفت موهبتي في الخامسة من عمري، وكانت البداية في المرحلة الابتدائية بالتمارين على آلة العود والأغاني الطربية والقدود والموشحات على يد الأستاذ "عبد الحميد تناري"، وفي المرحلة الإعدادية درست على يد الأستاذ "عبد الرحمن حبقجي"؛ وكل ذلك بدعم من عائلتي كي أصقل موهبتي.

كانت مشاركتي خطوة إيجابية لإثبات الذات والموهبة، واستطعت أن أصل إلى المراحل الأخيرة على الرغم من كل الظروف التي كانت تعاني منها "سورية" وشعبنا في تلك الفترة العصيبة، والآن -والحمدلله- لديّ محبون ومتابعون وأشخاص يدعمونني ويرافقون مسيرتي الفنية لإحياء الفن السوري وخاصة الحلبي الأصيل

في المرحلة الإعدادية، كنت دائماً الأولى على القطر في الغناء لأكثر من لون غنائي، وتم تكريمي من قبل "اتحاد شبيبة الثورة"، وتفرغت لتعليم الأطفال أصول الغناء في الشبيبة في محافظة "إدلب".

"ناديا المنفوخ" خلال مشاركتها في برنامج "Arab Idol"

بعد ذلك أخذ الفن والسفر لإحياء المهرجانات كل اهتمامي، وكان ذلك على حساب دراستي، ثم أكملت دراستي الموسيقية في "حلب" في "المعهد العربي"؛ وكانت أولى خطواتي نحو النجومية في مهرجانات "الأغنية السورية" في "حلب"».

وعن مشاركتها في برنامج المواهب "Arab Idol"، قالت: «كانت مشاركتي خطوة إيجابية لإثبات الذات والموهبة، واستطعت أن أصل إلى المراحل الأخيرة على الرغم من كل الظروف التي كانت تعاني منها "سورية" وشعبنا في تلك الفترة العصيبة، والآن -والحمدلله- لديّ محبون ومتابعون وأشخاص يدعمونني ويرافقون مسيرتي الفنية لإحياء الفن السوري وخاصة الحلبي الأصيل».

الفنان "براء السيد"

وتابعت: «كانت لي مشاركات في مهرجانات عديدة في "سورية" والدول العربية، ومنها مهرجانات "الأغنية السورية" في "حلب"، وكانت أولى مشاركاتي عام 1997 مع المعهد العربي في "حلب"، وفي عام 1998 بأغنية تراثية "هوني يا سمرة"، وفي عام 1999 بأغنية من التراث "حنيني يمّا"، ولي في "الأرشيف" عدة أغانٍّ منها للأستاذ "صفوح شغالة" شاعر "حلب" وألحان الأستاذ "جورج ماردو روسيان" بعنوان: "بردى"، وأغنية "خلصينا يامو" من كلمات وألحان الأستاذ "فتحي الجراح"، والأعمال ما بعد "أراب آيدول": "رح برجع"، "تاريخنا أنت"، "دار العز"، "يا غرام"، "ادلل على قلبي"، "محلا بناتك يا شهبا"، "توب الفرح"، وقريباً "يا عزيز" كلمات وألحان "فتحي الجراح"».

وختمت: «تكرمت كثيراً منذ صغري في مهرجانات الطلائع وبعدها في اتحاد "شبيبة الثورة"، ونلت شرف التكريم من الفنان الكبير "دريد لحام" في مهرجان "الأغنية السورية" لأدائي أغنية "هوني يا سمرة" عام 1998، وفي "تونس" الخضراء عن مشاركتي في فعاليات مهرجان "قرطاج" الدولي سنة 2002، وتكرمت في مدينتي "حلب" أكثر من مرة، ومحبة الناس هي التكريم الحقيقي، وكان الشرف الكبير لي التكريم الأخير من سيد الوطن الدكتور "بشار الأسد" والسيدة "أسماء الأسد" عن مسيرتي الفنية ومشاركتي في الحفل الكبير الذي أقيم على مدرج قلعة "حلب" باسم "حلب خفق الفؤاد" تحت رعايتهما الكريمة».

الفنان الموسيقي "براء السيد" حدثنا عن نظرته إلى فن "المنفوخ" قائلاً: «"ناديا" موهبة فريدة تمتلك صوتاً جميلاً قوياً حساساً قادراً على العطاء، وله بصمة فنية تحاكي أصالة الفنانين العرب الكبار، صقلته بالدراسة والسعي والمشاركات الفنية الغنائية لإثبات هويتها في زمن استسهل فيه الشباب الغناء الحديث والأغاني الصاخبة، فهي فنانة ذات شخصية مميزة تصاحب أذن السامع وتطربه؛ فعندما تسمع غناءها تجعلك تقول مباشرة: إنها "ناديا المنفوخ"».

الجدير بالذكر، أن "ناديا المنفوخ" من مواليد "معرة النعمان"، عام 1983.