حبّه للفن و إصراره على الإبحار في عالمه، مكنّاه من تطوير مهاراته المتنوّعة، فأبدع في مجالات عدّة: كالخط العربي، الرسوم الجدارية، ديكور المسارح، البرمجة العصبية، وغيرها، نقل تجربته إلى الأطفال بهدف نقل رسالته في نشر الجمال البصري والحسي، فحصد جوائز عدّة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت مع الفنان والمربي "عبد السلام تومان" بتاريخ 1 تموز 2019، ليحدثنا عن تجربته الفنية، فقال: «للبيئة أثر كبير في تطوير ملكة الفنان، فقد نشأت وترعرعت ببلد التراث والعراقة في مدينة "حلب" في حي "قارلق" عام 1965، ضمن أسرة مهتمة بالفن فجدي (والد أمي) كان فناناً، ووالدتي كانت تعمل بتطريز وخياطة فساتين السهرة، إضافة إلى أن الفن هو صديقي الذي كبر ونما معي ورافقني منذ الصغر، وكانت أول رسمة لي بيتاً ريفياً، فللبيئة أثر كبير في اختيار الموضوعات من خلال البحث في عوالم العالم المحيط كالطبيعة والأنثى والبيوت القديمة، وكنت أحبّ الشعر الصوفي وشعر "نزار قباني" و"عمر أبو ريشة" وأثر ذلك باختياراتي لموضوعاتي التي تناولتها في لوحاتي، فقد كنت أحول بيت الشعر إلى لوحة فنية بطلب من مدرسي "صلاح خياطة" وقد نالت الإعجاب، وخلال مراحلي الدراسية اهتم بي مدرس الرسم الفنان "توفيق مسعود" الذي شجعني وقدم لي الكثير من معرفته وثقافته وخبرته الفنية الغنية، وأغنى تجربتي وموهبتي ووضعها في مسارها الصحيح، وشاركت بعدة معارض خلال كل مراحلي الدراسية، وكان حلم الفن يراودني فقررت دخول كلية الفنون الجميلة بـ "دمشق"؛ ولكن لم يتم قبولي فيها، فعدت إلى "حلب" قاطعاً على نفسي وعداً بأن أبدع بهذا المجال وأثبت وجودي بالساحة الفنية، فبدأت بصقل موهبتي بنفسي بالاطلاع على تجارب الآخرين من الفنانين والتواصل معهم للاستفادة من تجاربهم وزيادة المخزون البصري والمعرفي لدي، كذلك اطلعتُ على المدارس الفنية وكتب علم الجمال وفنون عصر النهضة، وعلم التشريح وكتب الضوء واللون لـ"نذير حمدان" وبعض كتب التنمية البشرية وعلم الفراسة والبعد النفسي للوجوه، وعلم تحليل الخط (الجيوغرافك) والطاقة، التي كانت بالنسبة لي روافد أغنت العمل الفني وأضافت لي الكثير وطوّرت مهاراتي الفنية وصقلتها، وبرأيي أنّ الفنان يستمد المؤثرات الجمالية من الواقع المحيط به ليعيد تشكيله بطريقة جديدة تعتمد على الخيال والذكاء والدهشة والتجديد لإنتاج الجديد والنادر المختلف ليبتكر عمله الفني برؤيته وطريقته الخاصة التي تميزه عن غيره، وهذا ما نسميه الإبداع».

حاولت أن أنقل تجربتي وخبرتي للأطفال تعلمت منهم وعلمتهم، فالطفل عالم واسع من الخيال الخصب والغني بالأفكار المتحررة من دون قيد أو شرط، فقد تعلمت منهم التحليق بحرية إلى عالم الدهشة والتجديد بعفوية وتلقائية مرتبطة بالبساطة والعمق بآن واحد، سواء كانت لوحاتي جدارية أو صغيرة، فمن خلال خبرتي التي دامت ثلاثةً وثلاثين عاماً في مجال تدريس الأطفال استطعت قراءة لوحاتهم من خلال تعبيرهم الرمزي والعفوي

وتابع: «الفن هو تعبير شخصي عن شيء ووجهة نظر معينة، فهو نافذة الإبداع والجمال التي تمثل هويتنا الثقافية والتراثية، ورسالته لنشر الجمال البصري والحسي اللذين ينقلاننا برحلة إلى عالم الجمال والبهجة، فأنا لا أستطيع أن أرسم عندما أكون متعباً نفسياً وجسدياً، فطالما أنّ الفرح هو حافزي للرسم، فلا أريد لألواني أن تتأثر بحزني، فاللون أساسيٌّ في لوحاتي ولكل لون دلالة وهدف تخدم الفكرة المتداولة باللوحة ويعبر من خلالها الفنان عن هويته وبصمته الخاصة، بالإضافة إلى أنّ الريشة والألوان واللوحة البيضاء هي عناصر وأدوات الفنان ووسيلته لتحقيق حالة البهجة في النفس، فاللوحة البيضاء هي المساحة التي تحتمل كل الأفكار التي تجول بمخيلة الفنان لإظهار مخزونه عبر حوار بين الفنان ومساحة اللوحة لإبداع عمله الفني بطريقة مبتكرة، كما أنّي رسمت حوالي مئةٍ وعشرِ لوحاتٍ جداريةً على جدران المدارس وفي حديقة "السبيل" بهدف نشر الفن والجمال لخلق حالة جمالية مجتمعية متميزة، وصممت ديكورات لمسرح الطفل بما يتناسب مع خيال الطفل وعالمه الجميل».

من لوحاته الجدارية

وعن تجربته مع الأطفال قال: «حاولت أن أنقل تجربتي وخبرتي للأطفال تعلمت منهم وعلمتهم، فالطفل عالم واسع من الخيال الخصب والغني بالأفكار المتحررة من دون قيد أو شرط، فقد تعلمت منهم التحليق بحرية إلى عالم الدهشة والتجديد بعفوية وتلقائية مرتبطة بالبساطة والعمق بآن واحد، سواء كانت لوحاتي جدارية أو صغيرة، فمن خلال خبرتي التي دامت ثلاثةً وثلاثين عاماً في مجال تدريس الأطفال استطعت قراءة لوحاتهم من خلال تعبيرهم الرمزي والعفوي».

عنه الفنان والخطاط "بسام مولوي" قال: «من خلال معرفتي بالفنان "عبد السلام تومان" فقد امتلك عدة تجارب متنوعة في مجال الفن كرسم الطبيعة والخط العربي وتصميم ديكور مسرحيات الأطفال التي امتاز بها بحكم عمله كمدرس للأنشطة الطلائعية، فهو فنانٌ مجدٌّ ومتفانٍ ومحبٌّ للبحث عن الجديد والمتنوع بعالم الفن، من خلال الإنترنت ومتابعة تجارب معظم الفنانين، إضافة إلى أن رسوماته تمتاز بالبساطة من حيث الألوان والفكرة المطروحة، ومن خلال عمله مع الأطفال نشر البسمة والقيم الثقافية والحضارية، فقد قمنا سوياً برسم اللوحات الجدارية في العديد من مدارس "حلب"».

من ورشاته لتعليم الأطفال

يذكر أن الفنان "عبد السلام تومان" مواليد "حلب" عام 1965، أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية، حصل على العديد من شهادات التكريم من عدة وزارات، حاصل على دبلوم برمجة لغوية ومدرب، وعضو في نقابة الفنون التشكيلية، وفنانون بلا حدود.

من تصميماته لمسرح الطفل