بجمال صوته وإحساسه الفني، شدّ إليه إعجاب المتابعين بما يقدمه من أداءٍ عالٍ للطرب الأصيل والموشحات والقدود الحلبية، وتابع صقل موهبته ومشواره الفني من خلال الدراسة والاستفادة من عمالقة الطرب الحلبي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 24 آب 2020 المطرب "عبود الحلاق" في حي "الجامعة" للحديث عن سيرة حياته الطربية والفنية فقال: «بداية موهبتي الغنائية كانت على مسرح مدرسة "هنانو" بحي "القلعة" وأنا طالب بالمرحلة الإعدادية، إضافة لتسلمي رئاسة فرقة كورال "شبيبة الثورة" لأداء الغناء والموشحات والقدود الحلبية.

"عبود حلاق" محبوب من الجميع بما يقدمه بصوته وإحساسه أثناء حفلاته، ويكاد أن يقترب من خانة الكبار، وخاصة عندما يغني الموشحات والقدود الحلبية والطربية، يحترم فنه وجمهوره وله مستقبل مشرق

في عام 1986 تعرفت على عازف الناي "محمد خير نحاس" الذي أعجب بصوتي كثيراً، وطلب مني الإسراع بالانضمام لمعهد "شباب العروبة"، وسمع صوتي بالمعهد الفنان "عبد القادر حجار" الذي أثنى على أدائي وموهبتي، وطلب مني حضور حفلات رباعي شباب المعهد بوقتها المؤلف من: "نهاد نجار"، "عمر سرميني"، الراحل "رضوان سرميني"، و"عبود بشير"، وهؤلاء الأسماء الأربعة كانوا بأوج عطائهم، وجذبوا المتابعين بما قدموه من أداء غنائي جميل، وكنت دائم القرب منهم للاستفادة والتعلم.

مع الفنان الكبير صباح فخري

وبقيت خمسة عشر عاماً في المعهد لتعلم أصول الغناء والعزف على آلة العود، حتى جاءتني الفرصة الذهبية عندما طلب الفنان الكبير "صباح فخري" من إدارة المعهد ترشيح عشرة متدربين لاختيار أربعة منهم للعمل معه ككورال مرافق بحفلاته وسفراته، وأثناء الاختبارات من قبله بالذات نلت المركز الأول، واعتبرت ذلك فرصة فنية عظيمة للعمل مع فنان كبير، وعلى مدى عشر سنوات سافرت معه لأغلب بلدان العالم مرافقاً لحفلاته، حتى اعتذرت منه العام الماضي بآخر حفلة مرافقة كانت معه بدار "الأوبرا" بـ"دمشق" خلال تكريمه، وبارك لي خطوتي الجديدة المستقلة، وتمنى لي النجاح والتوفيق، وقال لي: (لا خوف عليك بعد اليوم)، لأقوم بعدها بعمل حفلات سنوية خاصة بي مع فرقتي الموسيقية في "تونس"، "الجزائر"، "المغرب"، "لبنان"، و"الأردن" بمهرجان "جرش" لغناء القدود والموشحات الحلبية، وكذلك إحياء حفلات محلية على مدار عدة سنوات في دار "الأوبرا" بـ"دمشق"».

ويضيف: «لا شكّ أنّ الغناء الطربي الأصيل قد تراجع كثيراً خلال السنوات الماضية لغياب دور الرقابة، وأصبح الغناء عمل من لا عمل له لأسباب متنوعة لا حصر لها، وخلال مسيرتي الفنية التي امتدت لأكثر من ثلاثين عاماً نلت الكثير من الجوائز والأوسمة من وزارة الثقافة ونقابة الفنانين ووزارة السياحة وغيرهم، وأحرص على التمسك بالفن الأصيل بعيداً عن أي مردود مادي، وأحترم وأتعاون مع كافة الفنانين والملحنين والشعراء الغنائيين لأجل أداء وإحياء فن غنائي راق أصيل بعيداً عن السوقية، وهناك ست أغاني جديدة لي أبصرت النور، وهي من كلمات "رجب ملاحفجي"، وألحان "معاذ قرقناوي"، وبعضها من تلحيني».

مع المطرب الراحل مصطفى سرميني

المطرب "سمير جركس" قال: «"عبود" مطرب متابع ومجتهد ومحترم بتعامله مع الجميع، يملك صوتاً وإحساساً جميلاً، تابعته وسمعته كثيراً، فهو أقنعني والمتابعين بما يقدمه من غناء طربي أصيل ممتع وأتمنى له أن يشق طريقه بأسلوب خاص فيه بعيداً عن كثرة التقليد».

المطرب "صفوان العابد" قال: «"عبود حلاق" محبوب من الجميع بما يقدمه بصوته وإحساسه أثناء حفلاته، ويكاد أن يقترب من خانة الكبار، وخاصة عندما يغني الموشحات والقدود الحلبية والطربية، يحترم فنه وجمهوره وله مستقبل مشرق».

الغناء على خشبة المسرح

الجدير بالذكر أن المطرب "عبود حلاق" كان لاعب كرة سابق بفريقي "الاستقلال"، و"الأهرام"، يملك فرقة فنية خاصة به تعدادها خمسة عشر عازفاً بقيادة المايسترو "معاذ قرقناوي"، وهو من مواليد "حلب" عام 1972.