التوجه للدراسة في الجامعات أو المعاهد لا يعني الانقطاع عن العمل من وجهة نظر مجموعة كبيرة من الطلاب في منطقة "القلمون"، فالأعباء المعيشية تحتم على الشباب إيجاد عمل يخفف وطأة الحياة على أسرهم.

ونتناول من خلال مجموعة من آراء الطلاب أسباب عملهم، وطريقتهم للتوفيق بين الدراسة والعمل، وعن هذه المسألة يقول الطالب "مصطفى حجازي": «المشكلة الرئيسية أن بعض المواد تتطلب دواماً كاملاً حتى يتمكن الطالب من التقدم للامتحان في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، كما أنني اضطر لحضور بعض المحاضرات لفهم المادة والنجاح فيها، إلا أن ذلك لا يشكل عائقاً أمام عملي في مكتبة "الأمل"، لأنني أقسم الدوام مع زميلي في العمل، وفي الوقت الذي أحضر فيه للجامعة أعمل في المكتبة مساءً».

حلقات البحث والتطبيقات العملية، لأنها من وجهة نظري تستنزف وقتاً وجهداً ولا تحقق الفائدة الكاملة للطالب، ومعظم حلقات البحث يتم تداولها من سنة لأخرى دون أي إضافة عليها

وعن وضعه الدراسي في الجامعة قال لنا بتاريخ 26/12/2011: «أنا في السنة الثالثة وأحمل مادة واحدة من الثانية وهي أول مادة لا أتمكن من النجاح فيها رغم أنني اعمل منذ السنة الأولى، وأخبرني زملائي أن السنة الثالثة تشكل مفترق طرق للتخرج، وعلي ترك العمل والتفرغ للدراسة، لكنني غير مقتنع بهذا الكلام، وسأتابع العمل حتى أتخرج وأجد فرصة عمل مناسبة».

في ورشة العمل.

وليس العامل المادي السبب الوحيد لعمل الطلاب في منطقة "القلمون"، وهو ما يرويه الطالب "جهاد محمود": «أعمل خلال أشهر الصيف في مكتب لسيارات الأجرة وأجمع ما يكفيني خلال فترة الدراسة، إلا أنني أشعر بالملل لأن العمل أصبح جزءاً من حياتي، وبصراحة فإن أغلب الكليات الأدبية لا تحتاج إلى التفرغ بشكل كامل، ويكفي التحضير جيداً قبل الامتحانات».

وعن الصعوبات التي تواجهه دراسياً في قسم علم الاجتماع: «حلقات البحث والتطبيقات العملية، لأنها من وجهة نظري تستنزف وقتاً وجهداً ولا تحقق الفائدة الكاملة للطالب، ومعظم حلقات البحث يتم تداولها من سنة لأخرى دون أي إضافة عليها».

بلال عثمان

أما "بلال عثمان" وهو طالب في السنة الرابعة بقسم الدراسات القانونية فيرى في العمل والدراسة أن: «الظروف الحالية صعبة على الجميع، وليس من السهل إيجاد فرصة عمل بعد التخرج، ولهذا فإن العمل ضمن سنوات الدراسة تمنح الشباب فرصة أكبر لتجاوز قضية الوظيفة، وإيجاد عمل مناسب حتى لو كان بعيداً عن مجال تخصصه».

الطالب "أيمن بريجاوي" يعمل لتخفيف أعباء الحياة عن أسرته يقول: «أعمل بعد الظهر وفي أيام العطل حتى أؤمّن مصروف الجامعة من كتب ومحاضرات ومستلزمات أخرى، فضلا عن أجور النقل ومصروفي الشخصي، لأن عائلتي تضم ستة إخوة وهم جميعاً في المدارس».

شباب يعملون ويتعلمون.

أما "نور موصللي" الذي يدرس في كلية العلوم "قسم الفيزياء"، ورغم صعوبة فرعه العلمي إلا أنه وفّق بين دراسته وعمله: «الدراسة في فرع علمي يحتاج لجهد مضاعف من الطالب حتى يتمكن من التخرج، فهو فضلاً عن حضور المحاضرات النظرية والعملية يحتاج إلى التركيز لفهم مواده، وأحاول التوفيق بين عملي ودراستي باختيار أعمال لا تتطلب تفرغاً، ووجدت أن أعمال البناء رغم قسوتها الأفضل بالنسبة لي من ناحية الأجر والوقت».

بقي أن نشير إلى أن الطالب لا يواجه صعوبات كبيرة في إيجاد فرصة عمل مناسبة أو مؤقتة في منطقة "القلمون"، التي تشهد حركة صناعية وتجارية نشطة فضلاً عن النشاط العمراني الذي تشهده المنطقة.