أشهر الشوارع في "دمشق" ويقع في قلبها، شهرته لا تقتصر فقط على المحلية بل وصلت إلى المستوى العربي والعالمي، فيه أهم محال الألبسة، هو سوق متجدد تنشأ فيه دائماً أفكار تجارية مبتكرة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26 تشرين الأول 2014، "ميادة الخضر" من سكان "دمشق"، وتقول: «يمتاز شارع "الحمرا" بأنه أحد الشوارع التجارية في العاصمة، ويضم سوقاً تجارياً على جانبيه، وتتنوع المحال حسب الزبون، فهنالك محال ووكالات للألبسة العالمية، ومحال لأصحاب الدخل المحدود، ويصل بشارع "العابد" من جهة، وساحة "عرنوس"، و"الصالحية" من جهة أخرى، و"الشعلان"، وهو ممر مفضل عند كثيرين من المشاة للانتقال من منطقة "الجسر الأبيض"، إلى المناطق الأخرى، أو للتبضع من محاله العديدة».

يشهد سوق "الحمرا" دائماً ولادة العديد من المباني الخدمية السياحية وغيرها، حيث أسس قبل سنتين في بدايته فندق "بلو تاور"، وتحول إلى معلم سياحي جميل من خلال ارتفاعه البرجي بلون زجاجه الأزرق، وللازدحام البشري الذي يشهده الشارع يلاحظ الزائر له ويومياً تواجد مندوبي الفضائيات والتلفزيونات العامة والخاصة المحلية والعربية يجرون حوارات سريعة لبرامجهم المتنوعة مع رواد السوق

ويشرح لنا "هاني جيرودي" الذي يمتلك محلاً في شارع "الحمرا"، و"الشعلان"، والذي لفت انتباهنا ازدحام الناس في محله، قائلاً: «يتوضع الشارع في حارتين ينطلق من ساحة "عرنوس" الفاصلة ما بينه وبين سوق "الصالحية" حيث تنتشر المحال في طرفيه بكثافة، وتعلوها أبنية تعود إلى تاريخ بناء السوق، تشغل معظمها عيادات أطباء، ومكاتب محامين ومهندسين، حيث من النادر أن يسكن أحد هذه البنايات بسبب ازدحام الشارع، وتحوله إلى منطقة تجارية مزدحمة بالمحال والمكاتب، وشركات شحن البضائع وغيرها، ويتميز بموقع استراتيجي مهم».

هاني جيرودي

ويضيف: «في بداية الثمانينيات انتشرت المحال بكثرة في الشارع، وتحول إلى سوق متخصص تقريباً ببيع الألبسة الرجالية والنسائية، والأحذية النسائية، وافتتحت حارة ثانية للشارع وجدت فيها أيضاً عشرات المحال؛ حيث يقدر عدد المحال التي يضمها السوق من بدايته بـ200 محل على امتداد الشارع الذي يصل طوله لأكثر من 700 متر، ويرتبط الشارع من حارته اليسرى بسوق "الصالحية" بحوالي ست "جادات"، حيث يمكن لزائر "الصالحية" أن يعبر إلى "الحمرا" من خلال أي جادة من هذه الجادات، في حين أن حارته اليمنى ترتبط بمنطقة "الشعلان" التي توصل بدورها إلى منطقة "أبو رمانة" بثلاث حارات تتوسطها واحدة رئيسة حيث يتصل السوقان "الحمرا"، و"الشعلان" أحدهما مع الآخر من خلال هذا المنعطف».

ويقول الباحث التاريخي "محمد رمضان": «جاءت تسميته نسبة لقصر الحمراء الشهير في غرناطة بالأندلس، فالشارع من أكثر شوارع العاصمة ازدحاماً وخاصة في المساء، فالكثيرون من الناس يعتبرون التجول في شارع "الحمرا" سيراً يومياً لا بد منه، وإن كانوا لا يريدون شراء أي شيء من محاله، واللافت للانتباه في الشارع أن حارته اليمنى مزدحمة بشكل أكبر بكثير من حارته اليسرى ويسميها بعضهم "طريق النمل"، والسبب في ذلك أن الحارة اليمنى مكتملة في البناء ولا تتواجد فراغات بين المحال، في حين أن الحارة اليسرى أقل في عدد المحال وأصغر بالطول، حيث تبدأ من ساحة "عرنوس"، وتنتهي بساحة "المواصلات"، في حين تستمر الحارة اليمنى حتى مفترق طريق البرلمان وتتابع حتى تتقاطع مع شارع "ميسلون"».

جانب من الشارع

وختم حديثه بالقول: «يشهد سوق "الحمرا" دائماً ولادة العديد من المباني الخدمية السياحية وغيرها، حيث أسس قبل سنتين في بدايته فندق "بلو تاور"، وتحول إلى معلم سياحي جميل من خلال ارتفاعه البرجي بلون زجاجه الأزرق، وللازدحام البشري الذي يشهده الشارع يلاحظ الزائر له ويومياً تواجد مندوبي الفضائيات والتلفزيونات العامة والخاصة المحلية والعربية يجرون حوارات سريعة لبرامجهم المتنوعة مع رواد السوق».