كانت منذ تأسيسها مركزاً رائداً للعلم والثقافة، ظهرت عليها ملامح الفن المعماري الفرنسي الجميل، حملت العديد من الأسماء على مدى أكثر من 80 عاماً، وما زال العطاء مستمراً.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 تشرين الأول 2014، الأستاذ "بشير فندي" مدرس في "مدرسة اللاييك" منذ سبعة وعشرين عاماً، فتحدث عن المدرسة ويقول: «تقع هذه المدرسة العريقة في قلب مدينة "دمشق" في شارع "بغداد" تحديداً، ففي عام 1929 تم الاتفاق بين الحكومة السورية والبعثة العلمانية الفرنسية، وتعهدت الحكومة السورية وقتها بتقديم قطعة من أرض مساحتها تزيد على 9074 متراً مربعاً، لتقوم البعثة العلمانية الفرنسية ببناء مدرسة تستوعب 1000 طالب على هذه المساحة، وضع أول حجر أساس للمدرسة عام 1930، حيث قامت شركة فرنسية تدعى "إيرلانجيه" بتشييد بناء المدرسة بطريقة معمارية جميلة، واعتمدت على الحجر الأبيض في البناء، وتظهر ملامح البناء الفرنسي التراثي الجميل واضحة حتى اليوم على هذه الصرح الكبير».

تم اعتبار مدرسة "اللاييك" من المعالم العمرانية التاريخية والأثرية في مدينة "دمشق" بموجب المادة 3 من قانون العمران، وقد أنشئت المدرسة في النصف الأول من القرن العشرين فترة الانتداب الفرنسي، وحملت تأثيرات عمرانية محلية وخارجية، وهي مرتبطة بالذاكرة الثقافية والتاريخية للمدينة

ويتابع: «تم تدشين مدرسة "اللاييك" في تشرين الأول عام 1932، وتمت المباشرة بعملية التدريس، وكان عدد الطلاب في ذلك العام لا يتجاوز ثمانين طالباً، وفي عام 1978 آلت ملكية هذه المدرسة لوزارة التربية السورية فحافظت على الطابع الذي أنشئت فيه، وقد أعيد ترميم المدرسة بالكامل عام 2010، وانتهى الترميم في عام 2012 مع الحفاظ على شكل المدرسة الأثري ومعالمها الأساسية، حيث اعتبرتها مديرية الآثار والمتاحف من أهم المعالم الأثرية والعمرانية في "سورية"».

مدرسة اللاييك حالياً من الخارج

وعن اسم المدرسة يقول: «تعود تسمية مدرسة "اللاييك" إلى البعثة العلمانية الفرنسية، وتعني هذه الكلمة "العلمانية" باللغة الفرنسية، ثم تم تغيير اسم المدرسة عام 1961؛ حيث سميت باسم "معهد الحرية"، ومن ثم "معهد الشهيد باسل حافظ الأسد" عام 1994، واسم "اللاييك" هو الأكثر تداولاً حتى الآن، كانت هذه المدرسة الخاصة الوحيدة غير التبشيرية في تلك الفترة، فمنهاجها لم يكن يحتوي على مادة التربية الدينية، وفيما بعد دخلت تلك المادة بناء على توجيه من وزارة التربية».

وعن الوصف الداخلي والعمراني للمدرسة كان لنا لقاء مع الأستاذ "فؤاد محفوض" الموجه التربوي في المدرسة، ويقول: «تتألف المدرسة من ثلاثة أقسام: الواجهة الأمامية الرئيسة المطلة على شارع "بغداد" والمؤلفة من أربعة طوابق وجناحين؛ واحد شرقي وآخر غربي، وكل منهما مؤلف من ثلاثة طوابق، وتبلغ المساحة المبنية 2680 متراً مربعاً، أما الباحات والحدائق فعددها ثلاث باحات كبيرة وتبلغ مساحتها 7000 متر، تضم المدرسة بداخلها: 80 قاعة درس، مدرج للتجارب العلمية، مخبر للعلوم الفيزيائية والكيميائية، مخبر للعلوم الطبيعية، قاعتان للمدرسين، مكاتب للإداريين عددها 20 تقريباً، حديقة مع ألعاب خاصة بأطفال قسم الروضة، غرف وقاعات خاصة للرياضة، إضافة إلى أهم ما يميز المدرسة وجود مكتبتين؛ مكتبة للكتب الفرنسية، وأخرى عربية ضخمة تضم أكثر من 4000 كتاب، كما يوجد مسرح كبير، ويقال إن "أم كلثوم" غنت في إحدى زياراتها لـ"دمشق" على خشبة هذا المسرح قبل منتصف القرن الماضي».

من الداخل بعد الترميم

كما التقينا "نظير عوض" مدير المباني التاريخية في مديرية الآثار والمتاحف في "دمشق"، ويقول: «تم اعتبار مدرسة "اللاييك" من المعالم العمرانية التاريخية والأثرية في مدينة "دمشق" بموجب المادة 3 من قانون العمران، وقد أنشئت المدرسة في النصف الأول من القرن العشرين فترة الانتداب الفرنسي، وحملت تأثيرات عمرانية محلية وخارجية، وهي مرتبطة بالذاكرة الثقافية والتاريخية للمدينة».

أقدم صورة لمدرسة اللاييك سنة 1935