يعد أهم شوارع "دمشق" الخدمية والتجارية، حيث المصارف وشركات الأموال والمطاعم، ووكالات السيارات، ويمتد الشارع من ساحة السبع بحرات إلى جسر فيكتوريا، ويحده شمالاً "المزرعة" وجنوباً محطة الحجاز، شرقاً "عين الكرش" وشارع الثورة، وغرباً "الصالحية والشعلان".

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 2 كانون الأول 2014، "أحمد السيد" أحد مرتادي الشارع الذي قال: «هو وجهة السكان المالية في "دمشق"، حيث تنتشر فيه عشرات المصارف وشركات الصرافة، كما يوجد فيه العديد من المستشفيات والمطاعم، وهو يربط بين شارع العابد والصالحية وشارع بغداد وعين الكرش، وشوارعه العريضة تستقطب الكثيرين للمرور به ليلاً ونهاراً».

كان يوجد في الشارع أهم وكالات السيارات العالمية، وذلك حتى عام 1950، وكان شارع "29 أيار" هو الشارع الذي يصل العاصمة بمراكز التسوق كـ"الحميدية"

ويقول الستيني "عبود سليمان" صاحب محل في الشارع: «كان يوجد في الشارع أهم وكالات السيارات العالمية، وذلك حتى عام 1950، وكان شارع "29 أيار" هو الشارع الذي يصل العاصمة بمراكز التسوق كـ"الحميدية"».

ازدحام الشارع أمام المصارف

ويضيف: «يتميز الشارع الآن بوجود عدد كبير من المصارف العامة والخاصة والعربية والوطنية، ويوجد نحو 15 مصرفاً على امتداد هذا الشارع من ساحة السبع بحرات وصولاً إلى جسر فكتوريا، إذ تتواجد فيه الإدارة العامة للمصرف التجاري السوري والإدارة العامة للمصرف العقاري، ومصرف التسليف الشعبي، وفرع المصرف التجاري السوري رقم 7، ومصرف التوفير فرع القروض، والمصرف العقاري فرع "الصالحية"، والمصرف التجاري فرع قروض الإسكان، وفرع المصرف التجاري رقم 8، كما يتواجد فيه 6 مقرات لمصارف خاصة وهي البنك السوري الدولي الإسلامي، وبنك عودة وبنك سورية والخليج، وبنك البركة، والمصرف الدولي للتجارة والتمويل، وبنك بيمو السعودي الفرنسي».

ويتابع حديثه قائلاً: «كما يوجد في الشارع عدد لا بأس به من الفنادق المتعددة التصنيفات السياحية، وفيه أيضاً عدد من المشافي الخاصة، أضف إلى وجود عدد من الوزارات كـ"وزارة الإسكان والتعمير"، وزارة الإدارة المحلية، وبناء المؤسسة العامة للطيران، ويعد من أكثر شوارع العاصمة ازدحاماً بسبب ربط وسط العاصمة بأسواق "الحميدية، والبحصة، وشارع الثورة"، ويقطن الشارع عدد قليل من السكان باعتبار أنه شارع خدمي وتجاري، ويتميز بتداخلاته وحاراته التي تصل بينه وبين شارع العابد و"الصالحية" من الغرب، و"عين الكرش" من الشرق، ويوجد في الشارع مجموعة من أهم مطاعم دمشق، وهي: مطعم "أبو كمال"، و"الكمال"، وشاورما "أبو العبد"، وحلويات "الصديق"، وسينما الزهراء».

ساحة المحافظة وبناء المصرف العقاري فيه

ويقول المصرفي "عمر جيرودي": «يلعب موقع البنك في هذا الشارع دوراً كبيراً في جلب الزبائن إليه، وفي شارع "29 أيار" عدد كبير من المصارف التي من شأنها جلب كل متعاملي المصارف إليه، لذلك هو شارع مصرفي بامتياز، أضف إلى ذلك التسويق الدعائي المجاني للبنك يتم من خلال مقره ذي الموقع الاستراتيجي، وربما يتحول اسم هذا الشارع في المستقبل إلى "شارع البنوك" في وقت لاحق، نظراً لتاريخه كشارع استراتيجي في "دمشق"، إذ ضم قبل التأميم معظم وكالات السيارات في العالم، مثل: "جنرال موتور، وفورد"، إضافةً إلى قربه من المصرف المركزي ووزارة المالية والبناء السابق لرئاسة مجلس الوزراء ومقر محافظة المدينة من الطرف الآخر للشارع، وليس صعباً تبيان أن الشارع يتوسط المدينة».

وينهي حديثه قائلاً: «سابقاً كان سوق "الحريقة" يمثّل مركز "دمشق" التجاري بلا منازع، حيث كان فيه مركز تجارة الجملة والمفرق، إضافة إلى سوق "الحميدية"، ولهذا توجهت المصارف الخاصة إلى ذاك المكان، والآن فروع المصرف التجاري الأربعة في "الحريقة" كانت مقرات لمصارف عالمية؛ بنك دي روما، والبنك العربي، وبريتش بنك في الشرق الأوسط».