هي مزارع تجاور المدينة، وجد فيها النبكيون ملاذاً من ظواهر المدنية التي غزت الأبنية السكنية، وحرمتها من المناظر الطبيعية والهواء النقي، فكان "السقي" -كما يسميه الأهل بلهجتهم- الحل الأنجع.

الفريق الاستكشافي في مدونة وطن "eSyria" زار مدينة "النبك" يوم 12 أيلول 2015، والتقى المهندس "عبدو باسط" في مزرعته الخاصة التي حدثنا عنها: «يعدّ هذا المكان ملتقى للعائلة الكبيرة، وهو عبارة عن مزرعة ملأى بالأشجار والخضراوات، وفيها بيتٌ صغير للاستجمام، أسسها أجدادانا وورثناها منهم، إذ كانت آنذاك مخصصة للزراعة فحسب، أما

يعدّ هذا المكان ملتقى للعائلة الكبيرة، وهو عبارة عن مزرعة ملأى بالأشجار والخضراوات، وفيها بيتٌ صغير للاستجمام، أسسها أجدادانا وورثناها منهم، إذ كانت آنذاك مخصصة للزراعة فحسب، أما اليوم فهي متنفس للأهالي، يأتونها طلباً للهواء العليل، والمناظر الطبيعية. في مزرعتي أشجار يصل عمرها إلى 40 عاماً، منها السرو والصنوبر والتفاح، وبين هذه الأشجار أزرع الخضار الموسمية التي تلزمني لمؤونة بيتي، وإن كان الفائض صغيراً يتم توزيعه على من لا يملك أرضاً، وإن كان مجزياً يدخل حيز التجارة بعد توزيع قسم منه للأهالي، وهذا سلوك عام وثقافة تربينا عليها، وفي الأمسيات وأوقات الفراغ أصطحب أصدقائي وأقربائي لقضاء ليلة في "السقي"، وهناك نمارس هوايتنا في الصيد والرياضة، ونتبادل الأحاديث والآراء في القضايا العائلية التي تشغلنا عنها أعمالنا عادةً

اليوم فهي متنفس للأهالي، يأتونها طلباً للهواء العليل، والمناظر الطبيعية.

جنى الصيد

في مزرعتي أشجار يصل عمرها إلى 40 عاماً، منها السرو والصنوبر والتفاح، وبين هذه الأشجار أزرع الخضار الموسمية التي تلزمني لمؤونة بيتي، وإن كان الفائض صغيراً يتم توزيعه على من لا يملك أرضاً، وإن كان مجزياً يدخل حيز التجارة بعد توزيع قسم منه للأهالي، وهذا سلوك عام وثقافة تربينا عليها، وفي الأمسيات وأوقات الفراغ أصطحب أصدقائي وأقربائي لقضاء ليلة في "السقي"، وهناك نمارس هوايتنا في الصيد والرياضة، ونتبادل الأحاديث والآراء في القضايا العائلية التي تشغلنا عنها أعمالنا عادةً».

"مصطفى حسون" مختار حي "المشفى" في النبك، قال عن هذه المزارع: «قديماً كان يمر في هذه الأراضي نهر غزير المياه، ومنه تتم سقاية الأراضي، ولذا السبب سميت المنطقة "السقي" لأن الأراضي الأخرى المنتشرة على أطراف المدينة كانت تعتمد السقاية البعلية، وفي عام 1985 جف هذا النهر، وبعد عدة سنوات تم حفر آبار اصطناعية وتحويل مياهها إلى مجرى النهر لإعادة إحيائه، ويتم توجيه مياه النهر عبر القنوات حسب الترتيب لأصحاب المزارع يومياً ليقوموا بسقاية أراضيهم.

جلسات الشباب

بعض الأهالي هنا يقيمون في "السقي" مدة شهر أو شهرين في فصل الصيف، فنسبة كبيرة منهم مغتربون، يزورون البلد مرة كل عام، ويقضون بين أحضان طبيعتها جلَّ أوقاتهم، أما في الشتاء فترى الناس فيها أيام العطل والأعياد وفي أوقات الفراغ، فالمنزل البسيط الموجود في المزرعة لا يشبه البيت المدني داخل البلد، ففيه تستطيع أن توقد مدفأة الحطب، وتشوي على جمراتها حبات البطاطا والعصافير التي تصطادها، ومن خيرات أرضك تقطف الخضار الطازجة لتصنع بيديك وجبة السهرة.

ومن ناحية أخرى تعد "السقي" مورداً غذائياً للمدينة، ففيها كروم العنب وأشجار الجوز والمشمش ومختلف الأصناف الأخرى، ونتيجة نقاء الجو وجودة التربة؛ وجد المهندسون هذا العام نوعاً من العنب العصي على مرض "جدري العنب" الذي أصاب مختلف الكروم في "سورية"، ويتم العمل اليوم على تعميم هذا النوع في البلدات والقرى السورية».

مصطفى حسون

بقي أن نذكر، أن منطقة "السقي" تبعد عن مركز المدينة 1.5كم، ويبلغ طول طريق "السقي" 3كم، وعلى جنباته تتوزع أكثر من 1000 مزرعة، بمساحات تقديرية تتجاوز 100 هكتار.