وجد اللاعب "ليث المصري" بلعبة الكاراتيه ذاته، فلقب بـ"ليث كاراتيه"؛ لأنه عشق اللعبة وأحبها وأعطاها من وقته، ولأنه يمتلك توافقاً عضلياً وذهنياً وعصبياً، احتل المرتبة الأولى في أكثر من مناسبة محلية وعالمية، فقد توّج بطل العالم عام 2016 ببطولة "شيتوريو" لفئة الرجال تحت وزن 75كغ.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 تشرين الثاني 2016، لاعب المنتخب الوطني بلعبة الكاراتيه "ليث المصري"، الذي تحدث عن أهم محطات حياته، فقال: «التحقت بلعبة الكاراتيه وأنا بعمر السادسة؛ إذ أحبها والدي لأنها تجمع بين المهارة البدنية والقوة الجسدية، وتحتاج إلى ذهن حاضر. شدتني أكثر من دراستي على الرغم من أنني كنت من المتفوقين؛ فكنت أول من يصل إلى النادي وآخر من يخرج؛ وهذا سبب مواظبتي اليومية على التمرين مع المدرب "علي حشيش" الذي عمل على بنائي رياضياً وذهنياً، الذي علمني الكثير من الحركات والمهارات المتعلقة بهذه اللعبة، ولم يقحمني بأي بطولة حتى تأكد بأنني سأحقق مرتبة.

حصلت على الشهادة الثانوية وسجلت بكلية العلوم قسم الفيزياء بجامعة "تشرين"، ونتيجة الأحداث اضطررت للانقطاع عن التدريبات لمدة سنة ونصف السنة، لكن لم أنقطع عن التمارين الرياضية لأحافظ على لياقتي، وبنهاية سنة 2014 وقبل بطولة الجمهورية بشهرين قررت المشاركة، وتدربت لمدة عشرين يوماً فأحرزت الفضية، وبعدها تعرفت إلى المدرب "عصام حمصي" الذي كان يرى أنني بطل ذهبي، فدعمني ودربني وأعطاني من خبرته، فأحرزت ذهبية الجمهورية سنة 2015، التي كانت السبب باستدعائي إلى المنتخب

بعد ست سنوات من التدريب المتواصل بدأت أحصد إنجازات متسلسلة، فحققت المركز الثاني على مستوى محافظة "دمشق"، وبالسنة التالية 2008 أحرزت البرونزية على مستوى الجمهورية، وحافظت على مركزي لمدة أربع سنوات متتالية».

أثناء التتويج بالذهب ببطولة إيران

تابع دراسته لكنه بقي يحلم أن يحرز بطولة الجمهورية يراوده، فحققه عام 2015، وعن هذه المدة، قال: «حصلت على الشهادة الثانوية وسجلت بكلية العلوم قسم الفيزياء بجامعة "تشرين"، ونتيجة الأحداث اضطررت للانقطاع عن التدريبات لمدة سنة ونصف السنة، لكن لم أنقطع عن التمارين الرياضية لأحافظ على لياقتي، وبنهاية سنة 2014 وقبل بطولة الجمهورية بشهرين قررت المشاركة، وتدربت لمدة عشرين يوماً فأحرزت الفضية، وبعدها تعرفت إلى المدرب "عصام حمصي" الذي كان يرى أنني بطل ذهبي، فدعمني ودربني وأعطاني من خبرته، فأحرزت ذهبية الجمهورية سنة 2015، التي كانت السبب باستدعائي إلى المنتخب».

تابع حلمه ليصبح بطلاً عالمياً، فحدثنا عن مشاركاته الدولية، وآخرها حصوله على بطولة العالم لمدرسة "شيتوريو" لفئة الرجال بوزن تحت 75كغ، والمقامة بـ"إيران" سنة 2016، بمشاركة 22 دولة ومن فئات مختلفة، حيث أكد: «صحيح أننا نقيم معسكرات تدريبية قبل البطولة، ونحتك مع بعضنا بأكثر من بطولة محلية، إلا أننا بحاجة إلى المشاركات الخارجية، فالاحتكاك مع لاعبين عالميين يملكون الخبرة هو بحد ذاته فائدة لأي رياضي يطمح بتحقيق مراتب عالمية؛ وهذا ما حصل من خلال مشاركتي في بطولة "شرم الشيخ" المصرية، حيث لم أحقق أي إنجاز لقلة الخبرة سوى أنني ربحت مباراة أمام بطل عالمي، لكن هذه المشاركة كانت أحد الأسباب التي أهلتني لأتوج بالذهب "إيران"، وبداية مبارياتي كانت مع لاعب من "طاجكستان"، ثم "أذربيجان"، ثم لعبت مع اللاعب إيراني، وهي من أقوى المباريات التي خضتها، فأنا ألعب على أرضه وبين جمهوره، وبفضل دعم المدرب وزملائي استطعت الصمود وربحت المباراة، ثم لعبت على النهائي مع اللاعب عراقي وفزت عليه بنتيجة 2-5، وتميز لعبي بحركة "الجاكوزكي جودان" الدفاعية والهجومية والمعروفة بحركة "السبيشل"، التي أحرزت فيها معظم نقاط البطولة».

لقطة من إحدى مبارياته

ويضيف: «لاعب الكاراتيه إن أراد التميز عليه أن يعطي لهذه اللعبة من قلبه ووقته وعقله، أحياناً كثيرة أمضي أوقات فراغي بمشاهدة أفلام لأهم اللاعبين بهذه اللعبة، لكن ألعب بأسلوبي الخاص بي؛ وهذا ما نبهني عليه حكم دولي؛ إذ قال لي: "أنت لاعب كوميدي، حيث تلعب وأنت مرتاح وبعيد عن التشنج"، وأمتلك ثقة بنفسي؛ فلو خسرت أستطيع أن أهزم بالثواني الأخيرة من المباراة، وأنا أشعر بشغف تجاه هذه اللعبة ولا أشعر بالتعب أو الإجهاد. ولهذه اللعبة سحر خاص على الرغم من أنها لعبة قتالية، لكنها تشعرك بأنك تلعب على أنغام موسيقية جميلة؛ فحركاتها أنيقة وسريعة، واللاعب يستطيع أن يسيطر على نفسه ولا يؤذي خصمه، وبالمقابل عليه أن يمتلك القوة ليضرب ويحتمل الضرب غير المؤذي».

مدرب المنتخب الوطني للكاراتيه سابقاً "أحمد الخطبا"، والمتابع للعب "المصري"، قال: «شاهدته قبل انتقائه للمنتخب، إنه يطمح إلى رفع علم الوطن بالمشاركات الخارجية، وهذا لم يكن مجرد كلام من شاب مندفع، بل ترجمه على أرض الواقع ببطولة الرجال، التي تم اختياره من خلالها لمنتخب الوطن لعام 2015، حيث يمتلك مواصفات اللاعب البطل من قدرة ذهنية تلازمها الثقة بالنفس الإيجابية، وقدرة بدنية تتميز بالروح القتالية، وهذه الصفات أعطته الثقة لتنفيذ ما يمتلك من مهارة من دون تردد، تم اختياره بالمنتخب الوطني لعام 2015 ضمن معايير واضحة وضعها مجلس إدارة الاتحاد العربي السوري للكاراتيه، بهدف المشاركة بالبطولات الخارجية، وكانت المشاركة الأولى له مع المنتخب في الشهر الثاني بمصر في بطولة "شرم الشيخ المفتوحة"، وهي بطولة قوية بالفرق المشاركة فيها، وعلى رأسها المنتخب المصري المنافس الدائم على المراكز الثلاثة الأولى بجميع البطولات الدولية، هذه البطولة كانت انتقالية له للمشاركة ببطولة "إيران" الدولية، حيث توّج بالذهب».

أثناء تتويجه بإحدى المناسبات الرياضية

المدرّب "عصام حمصي" الذي رافق اللاعب "ليث" بمنجزاته الذهبية، قال: «لاعب يتميز بالذكاء والقوة والردّ السريع وسرعة البديهة، وكما هو معروف، فإن الألعاب القتالية تحتاج إلى الردّ السريع، لكن ما يميزه أنه يملك من الناحية الجسدية توافقاً عضلياً وذهنياً وعصبياً؛ وهو ما أهّله ليحرز النقاط بمعظم الحركات القتالية الخاصة بلعبة الكاراتيه، وبفضل ذهبيته احتل المنتخب المركز الأول، وحاز الكأس الذهبي في بطولة العالم لمدرسة "شيتوريو"، وأنا متأكد بأنه سيحرز الذهب في البطولات القادمة، فهو لاعب طموح ومجتهد ويسعى دائماً إلى الأفضل، كما أنه لاعب ملتزم بالتمرين ومستمع إلى نصائح مدربيه وتعليماتهم؛ وهو قابل للتطور أكثر من ذلك بكثير».

يذكر أن "ليث المصري" من مواليد 1995، وأحرز هذه السنة مع فريقه نادي "القرداحة" الميدالية الذهبية ببطولة الأندية للرجال.