دافع عن حقه باختيار رياضته المفضلة، فتوج بطلاً دولياً يرقى إلى المستوى العالمي لقدرته على إرباك خصمه والحد من حركته بالقوة البدنية والذهنية التي يتمتع بها، فهذا النوع من الرياضات يحتاج إلى حنكة ومرونة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 6 تشرين الثاني 2017، مع الرياضي "وائل بدر الدين السعيد"، الذي حدثنا عن بداياته بالقول: «مارست رياضة الملاكمة منذ الصغر ومن دون علم الأهل، فقد شدتني الحركات الخاصة بهذه الرياضة، والقوة التي أشعر بها في داخلي كانت تدفعني إلى ممارستها، وحين كنت أعود إلى البيت وعلائم الضربات ظاهرة على وجهي كنت أقول لوالدتي إن أحد الأصدقاء رمى الكرة بقوة، وبعد سنة اكتشف أهلي أنني أمارس رياضة الملاكمة، ورفضوا بشدة أن أتابع التدريب لخوفهم الشديد، فما هو معروف عن هذه اللعبة أنها عنيفة وتولد العنف، وستشغلني عن متابعة دروسي، ولأنني كنت أحب هذه اللعبة، لم أرضخ لضغطهم وطلبت من مدربي التدخل لإقناعهم، فأوضح لهم أنني سأكون بأمان لأنني أمتلك المهارات الكافية لحماية نفسي من أي ضرر يمكن أن يلحق بي من قبل الخصم، وأنها رياضة مثل كل الرياضات، واحتمال التعرض لإصابة أمر محتمل، فكرة القدم التي يمارسها معظم الأولاد هناك من يتضرر منها ويمتنع عن ممارستها، وتحت إصراري رضخ أهلي وسمحوا لي بمتابعة التدريب بعد أن أعطيت الكثير من الوعود بأنني سأنتبه إلى نفسي وأتحكم بتصرفاتي، ولن أصبح يوماً عنيفاً».

بداية أنا لاعب أعسر؛ وهذا يربك الخصم ويحد من حركته، أحرزت عدة بطولات جمهورية لكافة الفئات، وحصدت برونزية "آسيا" في البطولة التي أقيمت في "قطر" عام 2006، وبرونزية "آسيا" للشباب التي أقيمت في "كازاخستان" عام 2007، وبرونزية بطولة "ستراد جاتا" في "بلغاريا" عام 2008، وبرونزية دورة "أتيرو" الدولية التي أقيمت في "كازاخستان" عام 2008، وفضية الدورة العربية للشرطة في "دمشق" عام 2010

ممارسة الرياضة تحتاج إلى مثابرة وإرادة قوية وحب، فالرياضة متعة وتحتاج إلى تعب وجهد وتضحية، كما أنها تحتاج إلى رعاية واهتمام من قبل القائمين عليها، ولا بد أن تكون مؤهلاً جسدياً ونفسياً لتتمكن من تحقيق مراتب متقدمة على مستوى دولي أو عالمي، وعن إنجازاته قال: «بداية أنا لاعب أعسر؛ وهذا يربك الخصم ويحد من حركته، أحرزت عدة بطولات جمهورية لكافة الفئات، وحصدت برونزية "آسيا" في البطولة التي أقيمت في "قطر" عام 2006، وبرونزية "آسيا" للشباب التي أقيمت في "كازاخستان" عام 2007، وبرونزية بطولة "ستراد جاتا" في "بلغاريا" عام 2008، وبرونزية دورة "أتيرو" الدولية التي أقيمت في "كازاخستان" عام 2008، وفضية الدورة العربية للشرطة في "دمشق" عام 2010».

من إحدى مبارياته

وعن سبب ممارسته حالياً رياضة "الكيك بوكسينغ" عوضاً عن رياضة الملاكمة، وحصوله على مراكز متقدمة على مستوى دولي، وتأهله إلى العالمية، قال: «توقفت عن ممارسة رياضة الملاكمة بسبب الأحداث التي عصفت بالبلد، ثم عدت إلى التدريب عام 2014، وكنت أدرك أنني سأواجه صعوبات من ناحية اللياقة، لكن الصعوبات التي واجهتها كانت إدارية ومن الصعب تجاوزها، لهذا وُضعت أمام خيار الابتعاد عن رياضة الملاكمة، ثم تعرفت إلى رئيس الاتحاد الرياضي لرياضة الكيك البوكسينغ "منار البزرة"، وكان قد سمع عني ومعجباً بطريقة لعبي، وعندما علم بالصعوبات التي تواجهني وتمنعني من المشاركة في البطولات، طرح فكرة لعب "البوكسينغ" بدل الملاكمة ليتسنى له الإشراف على تدريبي؛ وذلك لإيمانه بأنني أمتلك المهارات التي ستؤهلني للحصول على ألقاب عالمية بعد أن أنهي مدة تجهيزي البدني والنفسي، فهي رياضة تختلف جزئياً عن الملاكمة، حيث تعتمد على الضرب بالقدمين واللكم باليدين، والتأهيل والتدريب الذي حصلت عليه من المدرب "البزرة" مكنني من إتقان مهارات هذه اللعبة. عام 2016 حصلت على فضية "آسيا" التي أقيمت في "لبنان"، وهذا العام أحرزت ذهبية "تركمانستان" وسط استغراب وذهول من المشاركين؛ فنحن نعيش حالة حرب، واستطعنا كسوريين أن نثبت أنفسنا على الرغم من الظروف الصعبة ونرفع علم بلادنا، وأحرزت الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة التي أقيمت في "عشق آباد"، وتأهلت إلى بطولة العالم التي ستقام في "هنغاريا" في نهاية هذا العام».

وأكمل حديثه عن أهمية ممارسة الرياضة: «تحتاج الملاكمة أو "الكيك بوكسينغ" إلى مرونة وحنكة، وهي من الرياضات المفيدة للبدينين، حيث تعمل على حرق الدهون وتقوية العضلات، وللنحيفين تعمل على تنشيط أجسادهم، ومن يمارس هذه الرياضة، يدرب عضلات جسمه من أصغر عضلة إلى أكبر عضلة. حالياً أنا بقمة العطاء وقادر على تحقيق إنجازات، وأطمح إلى إحراز بطولة العالم، وعندما سأصل إلى المرحلة العمرية المتقدمة، فإنني سأختار طريق التدريب، وسأشجع الأهل على السماح لأولادهم بممارسة هذا النوع من الرياضات، والأهم سماح الأهل لأطفالهم بممارسة رياضتهم المفضلة لينجحوا ويستمروا، ومن يظن أن هذه الرياضة عنيفة، فإن معظم أنواع الرياضة تحمل الخطورة نفسها».

مع رئيس اتحاد الرياضة لرياضة الكيك بوكسينغ "منار البزرة"

تواصلنا مع رئيس الاتحاد الرياضي لرياضة "الكيك بوكسينغ" "منار البزرة"، الذي أشرف على تدريب "السعيد" وآمن بموهبته، فأعطانا رأيه قائلاً: «تعرفت إليه عن طريق أحد الأصدقاء المعجبين بطريقة لعبه وقوة ضرباته، وهذا ما لمسته بعد أن شاهدت الفيديوهات الخاصة به، وحين لاحظت طموحه وامتلاكه مهارات قتالية، وهذه المهارات مع التدريب والإرادة والتصميم ستؤهله إلى بطولة العالم ليحقق مركزاً متقدماً، والأهم أنه نشأ على الرياضة. وحتى لا نخسره كلاعب سوري، وللرغبة التي لمستها في داخله باتجاه رياضة "الكيك بوكسينغ"، وليحصل على الفرصة التي يستحقها؛ تم تدريبه على مهارات هذه الرياضة بإشرافي، وكان يتطور تطوراً ملحوظاً وسريعاً، وعندما شارك في بطولة الجمهورية، أحرز المركز الأول، وتمكن من الانضمام إلى المنتخب الوطني، ومن أول مشاركاته الدولية أحرز ذهبية بطولة "آسيا" هذا العام، وفي آخر بطولة شارك فيها، التي أقيمت في "عشق آباد" هذا العام، أحرز البرونز بوزن 81كغ في دورة الألعاب الآسيوية، علماً أنه كان سيحقق الذهب لولا الإصابة غير القانونية التي أدت إلى جرح بليغ فوق العين اليمنى، وتم نقله إلى المستشفى؛ وذلك أثناء مباراته مع لاعب من "تركمانستان"، ويذكر أنه تم طرد اللاعب ومنع من المشاركة في أي بطولة قادمة، وعدّ بطلنا فائزاً في المباراة، لكن بسبب الإصابة لم يستطع متابعة الطريق نحو الذهب».

يذكر أن "وائل بدر الدين السعيد" لاعب في نادي "الشرطة"، من مواليد "دمشق"، عام 1988.

من آخر مباراة مع لاعب تركمانستان وتعرضه للإصابة