عندما تمارس عملاً بإتقان، فإنك ترضي نفسك ومحيطك، وعندما تمتلك الموهبة، تعلن نجاحك للآخرين بوضوح، ويكون ذلك بداية مشروع لعمل ناجح. ورثت حب الطهو وفن صناعة الحلويات من والدتها، واستفادت من هوايتها بتزيين قوالب "الكيك" بطريقة احترافية، واعتمدت نكهات طبيعة مبتعدة عن المواد الاصطناعية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 تشرين الثاني 2017، الفنانة بصناعة الحلويات وتزيينها وخاصة قوالب (الكيك) "سلوان نازك"، التي افتتحت مشروعها الخاص مستفيدة من الهواية التي امتلكتها منذ الصغر، واعتمدت مواد طبيعية لتتميز، وعن بداياتها قالت: «اعتدت أن أدخل المطبخ بعمر صغير، والسبب يعود إلى رائحة طبخ والدتي وطريقة تحضيرها للأطباق، إذ تبدأ بصف الخضار وتقطيعها بطريقة فنية؛ وهو ما يشدك لمتابعتها بكل اهتمام، وكأنها ستصور برنامجاً تلفزيونياً خاصاً بالطهو، وهذا المشهد يلفت انتباه الأطفال. في البداية كنت أكتفي بالمراقبة، ثم بدأت أتدخل مثل أي طفل يرغب أن يجرب، وأخذ المطبخ يمثل ركناً جميلاً أستمتع بالدخول إليه، وكانت والدتي تدعمني بملاحظاتها، فهي كانت تهوى أن تعدل بالوصفات بما يناسب أذواقنا ويدعم صحتنا، وبعمر 13 عاماً تمكنت من تحضير قالب حلويات بالجوز والقرفة والتفاح، وكل من تذوقه أعجب بطعمه وشكله».

أعرفها منذ المرحلة الإعدادية، وكنا نعتمد عليها بصناعة الحلويات، وهي تتمتع بروح جميلة تظهر في النكهة المميزة لطهوها. شجعتها لتعلن عن مشروعها الخاص، فهي موهوبة منذ الصغر بهذا المجال، كما تملك موهبة بفن التزيين والتنسيق وتعتني بالتفاصيل بدقة، وهي صبورة ومثابرة وتحب عملها ولا ترضى إلا بإدهاش الزبون، وأي عمل تقوم به لا بد أن تتقنه، وأهم شيء أنها تستخدم نكهات طبيعية وتضيف إلى الأطباق الشرقية نكهة غربية

وعن سبب إعلانها صناعة وتزيين الحلويات كمشروع خاص بها مع أنها محامية وتحب مهنتها، قالت: «درست المحاماة وأمارس عملي، وكنت أعدّ فن الطهو محصور ببيتي فقط، وعندما علمت بقدرتي على زرع الفرح داخل الناس، تابعت بهذا المجال بتشجيع من الأهل والأصدقاء وبمساندة كبيرة منهم؛ وهو ما أضاف إلى حياتي ليس على الصعيد المادي فقط، وإنما على الصعيد الشخصي، إذ يكفي أن منتجي أصبح جزءاً مميزاً في حياتهم، وهذا دفعني إلى التعلّم والاكتشاف والتجديد. كل عمل أقوم به أعدّه عملي الأول والأخير، ويجب أن أضع فيه مهاراتي المهنية حتى أنال رضا الزبون، وأستحق أن أكون جزءاً من ذكرياته الجميلة. لدي هاجس الاهتمام بصحة عائلتي، وعندما طلبت ابنتي مرة أن أدعو صديقاتها إلى حفلة عيد مولدها وأشتري لها من السوق قالب "كيك" مزيناً باحتراف أسوة بصديقاتها، وكانت فكرة أن يأكل أفراد أسرتي من السوق مصدر قلق لي، فأنا لا أعرف ما نوعية المواد المضافة، وأخاف من المنكهات الاصطناعية أو المحسنات وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها البلد؛ لهذا قررت أن أصنع عدة أطباق من الحلويات ومن بينها قالب "الكيك"، وصنعت أكثر من قالب وزينته بطريقة جميلة، وتذوق الحاضرون منتجاتي وأثنوا عليها من حيث الشكل والنكهة، وعدد كبير من الأهالي طلبوا طريقة عمل أطباق الحلويات وخاصة قالب "الكيك"، وإحدى الصديقات طلبت أن أحضّر قالب "كيك" من صنعي كهدية لعيد ميلاد ابنتها، وكانت هذه الحادثة بداية افتتاح مشروعي الخاص؛ وبدأت أصنع قوالب "كيك" للعائلة والأصدقاء، وكنت دائماً أسمع عبارات الإطراء والمديح لمنتجي الذي تميز بالطعم ويضاهي الأسواق من حيث الشكل، وتميز منتجي بالتجديد في الطعم لاعتمادي المواد الطبيعية الموسمية المنوعة والمتوفرة، وليست محصورة بالـ"الفانيلا" أو "الشوكولا"».

أعمالها في إحدى المناسبات

وتابعت: «بدأت الحجوزات تنهال من قبل أفراد العائلة والأصدقاء لصناعة قوالب "الكيك" عوضاً عن الهدية، وتابعت مشوار الاحتراف بتشجيع من زوجي، حيث اتبعت دروساً في تعلم فن صناعة الحلويات وقوالب "الكيك" وتزيينها عند الشيف "فراس كويفاتية"، الذي أعطاني من خبرته وقدم لنا مهاراته المهنية، وأتقنت طريقة التزيين الاحترافية بسبب ميولي نحو الفنون من الصغر، لهذا خطوطي ثابتة وأملك مهارة بتشكيل الأشكال، وخلال العمل أشعر بأنني أرسم لوحة جميلة تشع سعادة وفرحاً، لذا فإن منتجاتي مصنوعة بكمية الحب التي تلزمها تلك المناسبة السعيدة، ووجود شبكة الإنترنت ساهمت بتنوع منتجاتي من حيث الشكل والمضمون، وفتحت لي بوابة للتعلم والتسويق لمنتجي بآن معاً، وفتحت مجالاً للنقاش مع المهتمين والمختصين بهذا المجال لتحسين المذاق والمحافظة على النكهة الطيبة».

وعن طريقة عملها قالت: «بداية يجب أن أتعرف إلى الفكرة الأساسية من حيث الموضوع والألوان، وهنا آخذ رأي الزبون؛ فالمناسبة تحضر لأجله ولإدخال الفرحة إلى قلبه، ثم أتأكد من إمكانية تنفيذ الفكرة، فمجال عملنا يدوي ويعتمد المهارات، وهناك أدوات بسيطة، مثل القطاعات التي تساعدني بعملي وتعطي نتيجة أجمل، فالقالب يحتاج مني 3 أيام عمل بين خبز وتقطيع وتطبيق ثم تغليف بعجينة السكر وصقل، ووضع اللمسات الأخيرة، وأنسى تعبي عندما أرى نتيجة عملي، وتعلمت من والدتي أن أكون جريئة بفن الطهو وأضيف دائماً نكهات جديدة مع المحافظة على النكهة الطيبة، وفن التقديم جزء أساسي من العمل، فالعين تأكل قبل الفم، ولكل مناسبة شكل فني يتناسب معها، ومن خلال الصفحة الخاصة التي أنشأتها في مواقع التواصل الاجتماعي بدأت أعرض منتجاتي، وبدأت أتلقى الطلبات لمختلف المناسبات الاجتماعية، وهناك من يختار الرسمة أو طريقة التزيين والنكهة، وأنا أصنع القالب، وهناك من يعطيني فكرة المناسبة ويترك لي حرية الاختيار، وبدأت شهرتي تتسع لأنني أعتني بالأطباق والحلويات الصحية، التي هي هاجس الكثيرين من الناس؛ وهذا غير متوفر في السوق، إضافة إلى تميز بالطعم».

قالب كيك مميز

"لونا دياب" الحاصلة على شهادة احتراف بتصنيع الحلويات متضمنة فن تصنيع الشوكولا من معهد ICCA "دبي"، وهاوية طبخ وفن الخبز والتقديم، قالت عن "سلوان" ومشروعها الخاص: «الحلويات عالم متنوع ويأخذ حالياً حيزاً مهماً في حياتنا الاجتماعية، والعمل في مجال صناعة الحلويات ليس مقتصراً على جنس معين أو فئة معينة، فكل منا قادر على العمل، لكن الموهبة هي الحد الفارق للتميز، و"سلوان" لديها ذوق وموهبة وحس وفن في صناعة الحلويات والأطباق، وهي تهوى فن الطبخ وكل ما يدور في مجاله، ونجحت بصناعة الحلويات وابتكار المأكولات لعائلتها، وطورت الأفكار، والتحقت بدورة لتتقن أدق التفاصيل وتضاهي بمنتجاتها ما هو موجود في الأسواق، كتزيين قوالب "الكيك" وغيرها، وتفوقت في هذا المجال، وأنشأت صفحتها الخاصة، وأطلقت مشروعها الخاص "i-cack" الذي حصل على شهرة خلال مدة زمنية قصيرة، وتتميز بالتنظيم الذي يعد أساس النجاح والعمل الدؤوب وهو مفتاح الوصول، ونلمس مهارتها في تنفيذ "الكيك" والأطباق والترتيب، فالإبداع يبدأ من تصميم الفكرة وتنفيذها وتحويلها إلى طبق، ثم الإبداع في التصوير الذي سيكون الشاهد الوحيد على إنجاز هذه التحف الفنية».

"داليا معتوق" صديقة "سلوان" التي شجعتها على افتتاح مشروعها الخاص، قالت: «أعرفها منذ المرحلة الإعدادية، وكنا نعتمد عليها بصناعة الحلويات، وهي تتمتع بروح جميلة تظهر في النكهة المميزة لطهوها.

من أعمالها

شجعتها لتعلن عن مشروعها الخاص، فهي موهوبة منذ الصغر بهذا المجال، كما تملك موهبة بفن التزيين والتنسيق وتعتني بالتفاصيل بدقة، وهي صبورة ومثابرة وتحب عملها ولا ترضى إلا بإدهاش الزبون، وأي عمل تقوم به لا بد أن تتقنه، وأهم شيء أنها تستخدم نكهات طبيعية وتضيف إلى الأطباق الشرقية نكهة غربية».

يذكر أن "سلوان نازك" خريجة كلية الحقوق جامعة "دمشق"، ومواليد "دمشق" عام 1981.