عشق الدكتور "موفق دعبول" الرياضيات والتفكير العلمي المنطقي، وجاء اجتهاده في العمل والدراسة ليدعم هذا العشق، ويمكّنه من البحث العلمي، كما مكّنه عشقه الآخر للغة العربية من العرض السهل والسلس للبحوث العلمية باستخدامه اللغة السليمة الأنيقة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 5 كانون الأول 2017، التقت الدّكتور "موفق دعبول" لتستعرض محطات من حياته الحافلة بالعمل والعطاء، فقال: «ولدت في مدينة "دمشق" عام 1936، حيث تربيت وتعلمت وحصلت على الشهادة الثّانويّة العامة بتفوّق من مدرسة "التجهيز الأولى"؛ "جودت الهاشمي" حالياً، وسجلت بكلية الطب في جامعة "دمشق"، إلا أن عشقي للرياضيات وعلومها تمكّن مني، فما كان إلا أن تركت كلية الطب وتوجهت إلى "كلية العلوم"، وحققت التفوق على مدى سنوات الدراسة الأربع لأتخرج عام 1957م، وكان تفوقي جواز سفري في ترشحي لدراسة الدكتوراه في "النمسا" من دون مسابقة، وحصلت على دكتوراه في العلوم الرياضية، تخصص ميكانيك السوائل. ومع عودتي إلى البلد باشرت العمل لأكون أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة "دمشق"، كلية العلوم، وفيما بعد عُينت رئيساً لقسم الرياضيات، كما تسلّمت رئاسة تحرير عدة مجلات، منها: مجلة "جامعة دمشق للبحوث العلميّة"، ومجلة "المعلوماتية". بعد ذلك جرى تسميتي نائباً لرئيس جامعة "دمشق" للشؤون العلمية، لأدير دفة البحث العلمي في الجامعة على مدار أربع سنوات».

اهتمامي بالأدب العربي قديم منذ الصغر، قرأت الكثير لكتّاب وأدباء عرب، لتصبح القضية عندي سليقة، وفيما كنت رئيساً للجنة المقررين في "المجلس الأعلى للعلوم" اعتنيتُ بالمحاضرات التي ألقيها في "أسبوع العلم"، وكان رئيس "مجمع اللغة العربية" في تلك الأثناء الدكتور "شاكر فحام" يطلب كلماتي، حيث واظب على حضور هذه اللقاءات، ولاحظ خلو محاضراتي من الأخطاء اللغوية، المكتوبة بأدب جميل، وبعد عدة سنوات جاء مرسوم عضويتي في المجمع عام 2002، والآن أنا عضو في مكتب المجمع

وعن قصة عشقه للغة العربية، أضاف: «اهتمامي بالأدب العربي قديم منذ الصغر، قرأت الكثير لكتّاب وأدباء عرب، لتصبح القضية عندي سليقة، وفيما كنت رئيساً للجنة المقررين في "المجلس الأعلى للعلوم" اعتنيتُ بالمحاضرات التي ألقيها في "أسبوع العلم"، وكان رئيس "مجمع اللغة العربية" في تلك الأثناء الدكتور "شاكر فحام" يطلب كلماتي، حيث واظب على حضور هذه اللقاءات، ولاحظ خلو محاضراتي من الأخطاء اللغوية، المكتوبة بأدب جميل، وبعد عدة سنوات جاء مرسوم عضويتي في المجمع عام 2002، والآن أنا عضو في مكتب المجمع».

أعضاء مجمع اللغة العربية عام 2002

ويتابع الدكتور "موفق" متحدثاً عن بعض أعماله، ويقول: «كان حظي كبيراً بأن أكون ممن وقع عليهم الخيار في كلية العلوم للمشاركة في تأسيس "الجمعيّة العلميّة السورية للمعلوماتيّة"، فكنت واحداً من الثمانية عشر عضواً المؤسسيين للجمعية عام 1989، وتسلّمت رئاسة الجمعية عام 2003 لمدة أربع سنوات، وكان لي عمل مع وزارة الثقافة من خلال لجنة "تمكين اللغة العربية" التي جاءت بهدف تنظيف الفساد اللغوي في المؤسسات والقطاعات التربوية والجامعات والقنوات التلفزيونية، لرفع مستوى اللغة العربية وتمكينها. ودعيت لأكون عضواً في لجنة معادلة الدرجات العلمية في وزارة التعليم العالي، وشاركت في تأسيس كلية المعلوماتية، وهيأت لمنهاج الكلية من خلال إعداد ملف خطة المنهاج، كما كان لي نصيب للعمل في بعض جمعيات المجتمع المدني، حيث تسلّمت إدارة "جمعية رعاية المساجين" ليكون لي فيها العمل الاقتصادي والاجتماعي والتربوي، وأسست لمخابر تدريس المعلوماتية في السجن، وكذلك لجمعيات أخرى».

وعن معرفته بالدكتور "موفق دعبول" حدثنا الأستاذ "مكي الحسني" أمين مجمع اللغة العربية، فقال: «تعرّفت إليه قبل أكثر من خمسين سنة في كلية العلوم بجامعة "دمشق"، إذ كان عضو الهيئة التدريسيّة في قسم الرياضيات، وكنت في قسم الفيزياء، وسرعان ما صار صديقاً حميماً وأخاً عزيزاً، فهو إنسان هادئ الطبع، لطيف العِشّرة، كريم النَفس واليد، يهوى المطالعة ويعشق اللغة العربية، حتى إنه يتحدث مع الناس العاديين من دون تكلّف، يقتني الكثير من الكتب. ولعلمه عشقي للغة العربية أهدى إليّ عدة كتب نفيسة، كان له حظٌ عظيم من اسمه، فقد تفوق في جميع مراحل دراسته، وحين حصل على الدكتوراه عام 1961، كان قد مضى من عمره 25 عاماً فقط، وهو حتى الآن إنسان متميز، ولهذا السبب شغل خلال حياته الوظيفيّة مناصب مهمة وعديدة».

الأستاذ مكي الحسني

ويتابع الأستاذ "مكي" الحديث عن نشاط صديقه، فيقول: «الدكتور "موفق" جمّ النشاط، شاركته زميلته الدكتورة "إلهام الحمصي" في إعداد "موسوعة الرياضيات" التي أُعِدّت للمرحلتين الأساسية والثانوية والسنوات الجامعية الأولى، وصدرت عام 2014، وأشرف على إعداد "معجم مصطلحات المعلوماتيّة" الذي صدر عام 2000، ويحوي أكثر من 7000 مصطلح إنكليزي- عربي مع تعريفاتها، وعمل مع الأستاذ "مروان البواب" والزميلين الدكتور "خضر الأحمد" والدكتور "بشير قابيل" على إعداد "معجم مصطلحات الرياضيات"، الذي يضم قُرابة 15000 مصطلح مع تعريفاتها، وسوف يطبعه المجمع قريباً، وألّف وحده وبمشاركة بعض زملائه نحو عشرة كتب، وترجم سبعة أخرى».

تشارك الدكتور "موفق دعبول" مع أولاده الأربعة في تأليف كتاب "محطات من عبق الياسمين"، فكان له الجزء الأول، وتضمّن قصصاً وتجارب من حياته، في حين ألّف الإخوة الأربعة الجزء الثاني.