بدأ تعلقها بالأدب منذ الصغر، فجالت بين أروقته المختلفة بكل ثقة وجدارة، لكن قصيدة النثر هي التي استهوتها، لتصنع خطواتها الثابتة بها معتمدة على الصور الجمالية المشحونة بطاقة وجدانية دفينة، عبر تناولها مواضيع متنوعة، فكتبت للوطن والمرأة والشهيد.

"الشعر هو كتلة أحاسيس ينثرها الشاعر على الورق بأسلوب فني وموسيقي يرسخ في القلب والعقل". هذا ما بدأت به حديثها الشاعرة "إيمان موصللي" لمدونة وطن "eSyria" عندما تواصلت معها بتاريخ 1 آذار 2018، لتحدثنا عن مسيرتها الأدبية، وقالت: «رافقتني الكتابة منذ الصغر، فقد كنت أكتب مواضيع التعبير ومذكراتي بطريقة تعبيرية لافتة؛ وهو ما جعل والدتي تلاحظ ذلك وتشجعني، لكن في البداية مع بعض التحفظات على المشاركات العلنية سواء بالمراكز الثقافية أو الإذاعة والتلفزيون، وخصوصاً أنني نشأت في بيئة متحفظة؛ وهو ما أعطى لشعري طابعاً مختلفاً عما هو عليه الآن، وبعد الدراسة والاختلاط والتعرف إلى بيئات وثقافات أخرى أخذت أشعاري بعداً فيه بعض الجرأة والشجاعة، وخصوصاً أن الشاعر أو الأديب هو وليد بيئته، وخصوصاً أن جدي كان يكتب الشعر مع أنه مختص بالفقه الإسلامي؛ وهو ما أغنى تجربتي وأضاف إليها الشيء الكثير، كما أنني تعلقت بالأدب بكل أنواعه، حتى إنه كبر معي، فلم أكن أوفر أي كتاب يصل إلى يدي لقراءته؛ فكل كتاب بالنسبة لي عالم أتشوق لاكتشفه وأعيشه، فقد كانت القراءة بالنسبة لي عادتي وطقسي اليومي الذي أغنى تجربتي الشعرية وصقلها، وساهمت في زيادة مفرداتي وتقوية لغتي، ومن خلال مطالعاتي المبكرة تأثرت كثيراً بكتابات أدباء وشعراء كثر، منهم: "غادة السمان"، و"نزار قباني"، و"محمود درويش"، و"محمد الماغوط"، و"رياض صالح الحسين"».

الشعر هو الفن الإنساني الذي يحمل في طياته رسالة الكاتب التي يعبر من خلالها عن مكنونات النفس لتوقظ فيها أرقى المشاعر، فهو أدب وجداني يلامس الروح ويغنيه، ولا بد أن يلامس وجدان القارئ بكل صدق وعفوية، فأنا كشاعرة سورية شغلتني هموم الإنسان وواقعه بوجه عام، والوطن بوجه خاص، وكتبت عن الحب ووجع الحرب وكل ما يلامس المشاعر والواقع

وعن الأنواع الأدبية التي تشعر بأنها الأقرب إلى ذاتها، تابعت: «الكتابة هي حالة عشق تراودني فأستسلم لها، فهي تبدأ بعفوية الكلمة، ثم تكون عن سابق إصرار وقصد حين أمسك القلم وأكتب وأصحح، حتى تولد القصيدة بأبهى حلة، أضف إلى أن الحالة الابداعية هي حالة فردية يتميز بها الكاتب حين يمتلك حواس الدهشة الخمس بأن يمتلك القدرة اللغوية والمفردات المنتقاة بعناية ليصنع بصمته الخاصة عبر كتاباته من خلال الكلمة التي تعد منبر الكاتب وعالمه. وتنوعت كتاباتي ما بين القصة القصيرة والرواية وبعض القصائد الموزونة، لكنني وجدت نفسي أميل إلى قصيدة النثر، وفضّلتها عن غيرها من الأنواع الأدبية باعتبارها تتناول الموضوعات بمفردات بسيطة تصل بسهولة إلى القارئ، ولكونها تأخذ بعداً مهماً لما تركته أمامي من مساحات وآفاق مترافقة مع إيقاع الزمن، فقصيدة النثر تجعلني أحلّق على جناحها وكأنها لوحة تشكيلية، وأنا أرسمها كما يحلو لشلال إحساسي».

ديوانها الشعري "قلبي المغفور له"

وأضافت: «الشعر هو الفن الإنساني الذي يحمل في طياته رسالة الكاتب التي يعبر من خلالها عن مكنونات النفس لتوقظ فيها أرقى المشاعر، فهو أدب وجداني يلامس الروح ويغنيه، ولا بد أن يلامس وجدان القارئ بكل صدق وعفوية، فأنا كشاعرة سورية شغلتني هموم الإنسان وواقعه بوجه عام، والوطن بوجه خاص، وكتبت عن الحب ووجع الحرب وكل ما يلامس المشاعر والواقع».

وعن الملتقيات الشعرية والأدبية حدثتنا: «برأيي إن الملتقيات الشعرية والأدبية الخاضعة لثوابت معينة تحت مظلة وزارة الثقافة هي منابر تحقق للشاعر انتشاره، وتساهم في التعريف بنتاج الكاتب؛ باعتبارها منابر إعلامية ضرورية لنشر أفكار وإبداعات الأدباء، وتجعل أعمال الأديب محط الأنظار، وتجعل كتاباته مجالاً للتأويل والنقد، فتنمي التفاعل الذاتي عنده، وتجعله يقدم الجديد والمتطور باستمرار. أما بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي، فلا أنكر دورها في إظهار مواهب مغيبّة على الرغم من وجود المتسللين الكثر، فبقدر أهميتها يكون الخطر؛ إذ إننا نحاور ونتأثر بأفكار أشخاص موجودين في العالم الافتراضي لا نعرف حقيقتهم سواء سلباً أو إيجاباً».

الأديب الدكتور" أسامة الحمود"

الأديب والشاعر د."أسامة الحمود" حدثنا عن الشاعرة "إيمان موصللي" بالقول: «هي شاعرة من طراز متميز، لها أسلوب لا يشبه إلا ذاته، لدرجة أنك عندما تقرأ أشعارها تدرك من خلال كلماتها أنها لها، فقد صنعت بصمتها الخاصة بها في الساحة الأدبية، إضافة إلى أن العنصر الأبرز في شعرها هو الإدهاش؛ فحين تتناول موضوعاً معيناً في قصائدها، فإنه لا يمكنك أن تتوقع المسار الذي ستسلكه، أو النهايات التي ستؤول إليها عناصر النص، فالصورة التي تشعر المتلقي بأنها مصوغة بحرفية عالية وإدهاش غير مسبوق حاضرة أيضاً في نصوصها النثرية، إضافة إلى أن الشعر بالنسبة للشاعرة "إيمان" هو خبز يومي؛ فتراها غزيرة الإنتاج، وكأنها تتعمد أن توثق كل تفاصيل حياتها بنصوصها الشعرية الممعنة عذوبة وأناقة، وكان لي الشرف في مشاركتها في أكثر من مناسبة أدبية، فقد امتلكت حضوراً مميزاً استطاعت من خلاله شد انتباه المتلقي كي يعيش كل تفاصيل نصوصها من أولها إلى آخرها. ما يؤخذ عليها هو تقصيرها في توثيق نتاجها الشعري، وهذا حق للقارئ على شاعرة تمتلك ناصية الحرف الجميل المميز والكلمة الساحرة».

الجدير بالذكر، أن الأديبة "إيمان موصللي" من مواليد "دمشق" عام 1975، خريجة أدب إنكليزي، شاركت بالعديد من الأمسيات الشعرية في عدة محافظات، وحصلت على شهادة شكر وتقدير عام 2016، من قبل جمعية الثوابت الوطنية في "طرطوس"، وشهادة تقدير لمشاركتها ببرنامج في إذاعة "دمشق"، وصدر لها ديوان بعنوان: "قلبي المغفور له"، ومشاركة في ديوان جماعي، إضافة إلى العديد من المنشورات في العديد من المجلات الورقية والإلكترونية.