بالغناء الشرقي والعزف استطاع الفنان "عبد الهادي ديب" أن يترجم شغفه الموسيقي محافظاً على أصالة الموسيقا الشرقية وصدق تأثيرها في حسّ سامعها وذاكرته الفنية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 8 آذار 2018، مع الموسيقي "عبد الهادي ديب" المقيم في "ألمانيا"، ليحدثنا بالقول: «بدأت تعلم الموسيقا منذ الصغر مع الفرق الدينية والإنشاد الديني، حيث أتقنت المقامات العربية، وبعد ذلك انتقلت إلى الدراسة الأكاديمية في معهد إعداد المدرسين في "دمشق"، ثم المعهد العالي للموسيقا لأتقن الموسيقا بكل تفاصيلها وبأسلوب مدروس ضمن مناهجها المخصصة في المعهد. وعن اختياري لهذا الطريق الموسيقي، فقد وضعته هدفاً نصب عيني وكنت أمتلك إصراراً على الوصول إلى بداية المشوار الموسيقي والمتابعة فيه دونما توقف؛ على الرغم من أن التشجيع كان قليلاً جداً من قبل المحيطين بي، لكن شغفي بخوض دراسة هذا الفن هو الذي قادني إلى التمسك به، وجعل الموسيقا جزءاً مهماً جداً في حياتي».

"عبد الهادي" فنان أنيق عاد بالموسيقا من زمن الانكسارات الفنية الحالية إلى زمن الأصالة الجميل، يمتلك صوتاً راقياً طروباً، إضافة إلى العزف الجميل المفعم بالأحاسيس على أجمل الآلات الشرقية، ألا وهي آلة العود. استمعت إلى عدد من الأغاني التي غناها، واستمتعت بغنائه وعزفه، وشعرت بأن الفن بخير طالما أن هناك مواهب شابةً تعنى بالأصالة والطرب الأصيل إلى هذه اللحظة، أتمنى له كل التوفيق والنجاح والاستمرار على ذات النهج؛ ليكون قدوة للمزيد من المواهب الشابة في بلادنا، والعودة إلى المسار الفني الصحيح للأغنية السورية

وعن مشاركاته يتابع: «كان لي عدة مشاركات وحفلات في دار الأوبرا السورية في "دمشق" مع الفرقة السمفونية للموسيقا العربية بقيادة الأستاذ "عصام رافع"، ولاحقاً بقياده المايسترو "عدنان فتح الله"، كما شاركت مع عدة فرق، منها فرقة "قصيد" بقياده الأستاذ "كمال سكير"، وبعد انتقالي إلى "أوروبا"، شاركت بإحياء الكثير من الحفلات فيها، وفي الخارج كنت حريصاً دائماً على إظهار الأصالة والتراث السوري في الأعمال التي أقدمها وما يتمتع به من تناسق في الألحان وتناغم في الكلمات، إضافة إلى العفوية الفنية التي ساهمت في تخليد القديم منه إلى يومنا هذا، حيث نرى تراثنا الفني حياً له ذات الحضور والرونق في أي حقبة زمنية، وهو بذلك يستحق منا أن نحافظ على صورته الصادقة وننقلها إلى العالم لنعبر عن مدى الغنى الحضاري الذي تمتلكه أرضنا، فكما نرى يوجد الآن على الساحة الفنية كثير من الأعمال الموسيقية التي لا ترتقي إلى المستوى الحضاري والموسيقي الذي نشتهر به واعتدناه، وأيضاً يجب ألا ننكر جهود الكثيرين من الموسيقيين السوريين، الذين حاولوا وما زالوا يحاولون إيصال رسالة الموسيقا العربية، وخاصه السورية بأسلوبها الصحيح، وينجحون في ذلك لإيمانهم المطلق بها، ومشروعي القادم سيتضمن أعمالاً سورية تراثية وموشحات بتوزيع جديد مع فرق أوروبية تتناسب مع طبيعة المكان والذوق، والهدف إيصال الموسيقا والحضارة السورية إلى العالم بأسلوب معبر ولائق».

الفنان "عاصم سكر"

الموسيقي "عاصم سكر"، عنه يقول: «"عبد الهادي" فنان أنيق عاد بالموسيقا من زمن الانكسارات الفنية الحالية إلى زمن الأصالة الجميل، يمتلك صوتاً راقياً طروباً، إضافة إلى العزف الجميل المفعم بالأحاسيس على أجمل الآلات الشرقية، ألا وهي آلة العود. استمعت إلى عدد من الأغاني التي غناها، واستمتعت بغنائه وعزفه، وشعرت بأن الفن بخير طالما أن هناك مواهب شابةً تعنى بالأصالة والطرب الأصيل إلى هذه اللحظة، أتمنى له كل التوفيق والنجاح والاستمرار على ذات النهج؛ ليكون قدوة للمزيد من المواهب الشابة في بلادنا، والعودة إلى المسار الفني الصحيح للأغنية السورية».

يذكر أن الفنان "عبد الهادي ديب" من مواليد "دمشق" عام 1984.