إن ما يدفع السينما السورية إلى الارتقاء والعالمية هو وجود الشغوفين بهذا النوع الراقي من الفنون، و"خالد عثمان" بشغفه السينمائي ودراسته لعلومها يهدف إلى الغاية ذاتها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 27 أيار 2018، مع الممثل والمخرج السينمائي "خالد عثمان" ليحدثنا بالقول: «لم يكن المشروع السينمائي حاضراً في السنوات الأولى لدراسة الصيدلة، وإنما كان الشغف الحقيقي التمثيل، حيث أسست نادياً للمسرح في جامعة "القلمون" التي درست فيها، وذلك منذ الأيام الأولى فيها، وقمت بالتعاون مع زملائي بإنجاز العديد من المسرحيات و"الاسكتشات" الجامعية بدايةً، وأذكر منهم: "غيث الخطيب"، و"بلال بوظو"، و"سومر شربتجي"، إضافة إلى قيامي بالعديد من ورشات العمل على صعيد التمثيل في جامعتي وجامعة "دمشق"، في عدة معاهد مختصة لتطوير أدواتي كممثل، ومع مرور الوقت بدأت أختار بطريقة أكثر احترافية ماهية الأعمال المقدمة، فلم تعد تقتصر على مواضيع جامعية، وهنا تجرأت بإخراج العديد من "الاسكتشات"، ثم مسرحية بعنوان: "فوبيا"، واستمريت بصفتي ممثلاً في بعض الأفلام القصيرة التي كانت من إخراج "سومر شربتجي".

من يعرف "خالد" يشعر بأنه ولد فنان بالفطرة، لدية رؤية مميزة، وأفكار متجددة، وقد طرحت عليه عدداً من التساؤلات فيما يخص تعامله كمخرج مع المادة الدرامية التي ستكون بين يديه، فكانت إجاباته مقنعة ومنطقية وتنظم علاقة المخرج بالممثل؛ وهو ما يقدم المادة بأبهى حالاتها، ومشروعه "كراون ميديا" للإنتاج الفني والسينمائي، هو مشروع شباب آمنوا بقدراتهم، وشاهدت لهم عدة تجارب أثبتت لي أنهم أكاديميون، يتحدون أي مشقة تعترضهم في الطريق نحو تحقيق حلمهم

تحول نادي المسرح إلى نادي الدراما الذي ضمّ المسرح والسينما، وعندما حاولت إخراج فيلم سينمائي قصير قال لي "سومر" إن الإخراج ليس بالكلمة السهلة يا صديقي، فاستفزتني هذه الجملة لأطور معلوماتي الإخراجية، فقمت بإجراء دورة تدريبية حول صناعة الأفلام في المركز الثقافي الروسي، وهنا كانت البذرة الأولى للشغف السينمائي، وعندها كنت في المراحل الأخيرة لدراستي كلية الصيدلة، ثم درست في المعهد العالي للسينما في "مصر" وتخرّجت عام 2016، لأصقل قدراتي وأزيد معارفي، ومن المخرجين الذين أعجبت بهم المخرج السينمائي "محمد عبد العزيز"، وتابعت أفلامه وتواصلت معه بعد التخرج، وتشرفت بالعمل معه بصفة معاوناً فنياً، ومساعد مخرج في المسلسل الذي منع حالياً من العرض "ترجمان الأشواق"».

الفنان "مؤيد الخراط"

ويكمل: «السينما السورية هجينة تعتمد أساليب سينمائية من مختلف بلدان العالم، لا تمتلك هوية حقيقية باستثناء بعض المحاولات السينمائية لبعض المخرجين. أما فيما يخص خلق صورة متجددة للسينما السورية وبث روح الشباب فيها بأفكار عصرية، فالموضوع مرتبط بالجيل الذي أنتمي إليه، وهو جيل الثمانينات، ومواكبتي لكل تطور على الصعيد السينمائي حتى يومنا هذا، التجديد في الصورة مرتبط بالمشاهدات والخبرات والتجارب في الحياة، وأحاول بكل جهدي فهم الثقافة السورية والتقرب منها لأستطيع أن أعكسها في أفلامي، وبذلك أكون قد ساهمت بالاقتراب على الأقل من خلق هوية سورية سينمائية تشبهنا وليست هجينة، والتقدم السينمائي في "سورية" سببه برأيي الشخصي "المؤسسة العامة للسينما"، التي تخصص ميزانيات كبيرة لدعم الإنتاج السينمائي؛ سواء الأفلام الطويلة، أو دعم سينما الشباب. وبالنسبة للأفلام القصيرة، نحن بحاجة إلى تبني هذا المشروع من خلال منتجين يدعمون تجارب الفيلم القصير».

وعن مشروع "كراون ميديا" للإنتاج الفني والسينمائي، يتابع: «عند عودتي من "مصر"، قررت القيام بمشروعي الخاص في "سورية"، كي أقدم كل ما هو جديد، لكن هذا المشروع كان بحاجة إلى إيمان من قبل بعضهم حتى ينجز بأبهى طريقة؛ وهذا ما حصل عند تشاركي مع صديقيّ "بلال بوظو" و"رامي نضال"، اللذين آمنا بالمشروع وتكاتفت أيدينا لتحقيقه وتحويله من كلام على ورق إلى أمر واقع، وكان هدفنا منذ لحظة التأسيس دعم الشباب المتطلع لكل ما هو سينمائي نقي غير مهجن، حيث نقوم بدورات تدريبية في صناعة الأفلام القصيرة، وقمنا باحتضان مبادرة بعنوان: "كلوز شوت" بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، ورعاية مركز الأعمال السوري، وكان نتاجها 3 أفلام قصيرة توعوية عرضت أمام الجمهور، وأبدوا إعجابهم بها».

الفنان "مؤيد الخراط"، عنه يقول: «من يعرف "خالد" يشعر بأنه ولد فنان بالفطرة، لدية رؤية مميزة، وأفكار متجددة، وقد طرحت عليه عدداً من التساؤلات فيما يخص تعامله كمخرج مع المادة الدرامية التي ستكون بين يديه، فكانت إجاباته مقنعة ومنطقية وتنظم علاقة المخرج بالممثل؛ وهو ما يقدم المادة بأبهى حالاتها، ومشروعه "كراون ميديا" للإنتاج الفني والسينمائي، هو مشروع شباب آمنوا بقدراتهم، وشاهدت لهم عدة تجارب أثبتت لي أنهم أكاديميون، يتحدون أي مشقة تعترضهم في الطريق نحو تحقيق حلمهم».

المخرج السينمائي "رامي نضال"، عنه يقول: «تعرفت إلى "خالد" عام 2012 في المعهد العالي للسينما بـ"مصر"، بدأت تظهر بيننا القواسم المشتركة في السينما من حيث الأفكار التي نتجه نحوها، والأفلام التي نفضل مشاهدتها لتتكون بذلك بداية صداقتنا، تشاركنا في تمارين سينمائية؛ وهو ما خلق بيننا جواً من التعاون، لكن من خلال التمارين لاحظت أن طريقة تفكيره السينمائية بعيدة عن الكلاسيكية، فهو يحب التجربة والمغامرة، "خالد" أيضاً قبل أن يكون مخرجاً سينمائياً، فهو ممثل يتقن الفرق بين التمثيل المسرحي والسينمائي، وأول تعاون بيننا بفيلمه الوثائقي "ثامن أيام الأسبوع"، والفيلم آنذاك كانت مدته ساعة ونصف الساعة في وقت كنا فيه كطلاب نصنع أفلاماً مدتها لا تتجاوز نصف الساعة، فظهر في فيلمه كم هو محب للمخاطرة وتجربة كل ما هو جديد، وفي فيلم أخرجه أيضاً استمر بكسر النمطية التي اعتدناها.

ومشروعه "كراون ميديا" للإنتاج الفني والسينمائي، هو بمنزلة مساحة للخريجين الجدد، ومساحة للطاقات الشابة والأفكار المتجددة التي ترغب لأفكارها أن تبصر النور».

يذكر أن الممثل والمخرج "خالد عثمان" من مواليد "دمشق"، عام 1986.