وظّف شغفه في النحت في خدمة السلام زمن الحرب، فنجح في صناعة أيقونات نحتية ضمن أنفاق منطقة "جوبر" التابعة للريف الدمشقي، ثم طوّر عمله الفردي إلى عمل جماعي؛ فولد فريق "آرام" للفنون الجميلة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 3 تشرين الأول 2018، مع النحات السوري ومؤسس فريق "آرام" للفنون الجميلة "مهند معلا" ليحدثنا بالقول: «أولى تجارب النحت لي في أنفاق "جوبر" كانت عملاً بعنوان: "صامدون"؛ لأننا كنا فعلاً في غمار الحرب بالغوطة الشرقية، فكنت أستغل فترات استراحتي من مهامي العسكرية في نحت جدران النفق المرابطين فيه، والعمل الثاني كان بعنوان: "سورية تتعافى"، وكان للعمل صدى على مستوى الوطن العربي، ثم قررت أن أوسع العمل وأخرجه من نطاق العمل الفردي إلى الجماعي، فتواصلت مع أستاذي الأساسي بمركز "أحمد وليد عزت"، وطرحت عليه الفكرة فأيّدها، ثم طرحتها على عدد من الفنانين الذين شجعوا الفكرة، فتم الاتفاق فيما بيننا وباشرنا عملنا الجماعي في نحت الأنفاق، والمهمة كانت تحويل النفق من نفق صناعة الموت، إلى نفق صياغة الحياة، ورسالتنا أن الشعب السوري لا يمكن أن تموت فيه محبة الحياة والإقبال عليها».

أولى تجارب النحت لي في أنفاق "جوبر" كانت عملاً بعنوان: "صامدون"؛ لأننا كنا فعلاً في غمار الحرب بالغوطة الشرقية، فكنت أستغل فترات استراحتي من مهامي العسكرية في نحت جدران النفق المرابطين فيه، والعمل الثاني كان بعنوان: "سورية تتعافى"، وكان للعمل صدى على مستوى الوطن العربي، ثم قررت أن أوسع العمل وأخرجه من نطاق العمل الفردي إلى الجماعي، فتواصلت مع أستاذي الأساسي بمركز "أحمد وليد عزت"، وطرحت عليه الفكرة فأيّدها، ثم طرحتها على عدد من الفنانين الذين شجعوا الفكرة، فتم الاتفاق فيما بيننا وباشرنا عملنا الجماعي في نحت الأنفاق، والمهمة كانت تحويل النفق من نفق صناعة الموت، إلى نفق صياغة الحياة، ورسالتنا أن الشعب السوري لا يمكن أن تموت فيه محبة الحياة والإقبال عليها

ويكمل: «تمّ تأسيس الفريق بأسلوب منتظم، والهدف تحويله إلى جمعية، وستحمل الجمعية اسم "آرام"، الذي تم اختياره نسبة للإرث الحضاري السوري العريق، وبعدما اكتمل النجاح على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح فريق "آرام" من الفعاليات الوطنية الفنية، وفي ذات السياق يتم التنسيق مع الجهات المعنية فنياً للقيام بأعمال أوسع داخل العاصمة "دمشق"، وبعد أن ترك "آرام" أثراً إيجابياً عند الجميع، في الساعات الأولى تتوج المتحف الفني بزيارة السيد الرئيس "بشار حافظ الاسد" رئيس الجمهورية العربية السورية والسيدة الأولى "أسماء الأسد"، وبعد أيام زاره عدد من الوزراء والمعنيين، وتمّ تكريم فريق "آرام" من قبل رئاسة الجمهورية على هذا العمل الفني ضمن النفق في منطقة "جوبر"، ثم تمت دعوتي للمشاركة في معرض جماعي في دار "الأسد" للثقافة والفنون، فأنجزت عملاً تحت اسم: "المقاومة خيارنا"، وقد نال العمل استحسان جميع الفنانين المشاركين، وهم 35 فناناً تشكيلياً من الوطن العربي والإسلامي، وتمّ تكريمي بدار الأوبرا مسرح الدراما للثقافة والفنون، من قبل وزارة الثقافة السورية ومركز "الثقلين"، وتمّ تكريمي من قبل وزارة السياحة في دار الأوبرا في ذكرى يوم السياحة العالمي، باسم فريق "آرام" للفنون الجميلة، وما زلنا مستمرين في عملنا لإيصال الرسائل البصرية من خلال الأعمال الفنية إلى جميع الناس».

جانب من منحوتات النفق في جوبر

الفنان التشكيلي "أنس قطرميز" والمشرف الفني على المشروع، وصف العمل الجماعي لفريق "آرام" بنفق في أرض منطقة "جوبر" بالقول: «المشروع عبارة عن عمل فني جماعي تلخص بلوحتين بانوراميتين على جدارين متقابلين بطول عشرين متراً لكل لوحة، ومساحة عامة تقدر بثمانين متراً مربعاً، "مهند" صاحب فكرة تنفيذ عمل فني جماعي، علماً أن لديه تجارب فردية سابقة، عرض عليّ الفكرة فوافقت، ثم بدأنا التحضيرات من اختيار الفريق وتأمين موافقات العمل، وبعد اجتماع كامل الفريق، بدأنا وضع خطة العمل وإحضار كافة الأدوات والعدد اللازمة للمشروع، الذي نُفّذ خلال خمسة وعشرين يوماً تقريباً، ونحن كفريق كان هدفنا أن نتحدى أنفسنا بتنفيذ عمل فني نحفر من خلاله بصمتنا على جدران المكان الذي كان يرهب أهالي "دمشق"؛ لنجعله مكاناً يعكس الفن والجمال وفي الوقت نفسه نقوم بالتعبير عن امتناننا للجيش العربي السوري لبطولاته وتضحياته التي أعادت الهدوء والطمأنينة إلى "دمشق" وأهلها، وأيضا كنا نهدف إلى جعل العالم يرى أننا شعب حضاري يحب الحياة والسلام ويكره الحروب، وهذا واجبنا الوطني كفنانين تشكيليين أن نقدم ما بوسعنا لوطننا الحبيب».

يذكر أن مؤسس فريق "آرام" النحات "مهند معلا" من مواليد عام 1985، وخريج ملاحة بحرية.

فريق آرام
تكريم النحات "مهند معلا" من قبل وزارة السياحة