حجزت مسرحية "تصحيح ألوان" مكاناً مهماً في عالم المسرح السوري، عبر عرضها على خشبات محافظات عدة، لتنطلق الآن إلى الخارج نحو أيام "قرطاج" المسرحية في "تونس".

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 21 تشرين الثاني 2018، تابعت "بروفات" العرض المسرحي "تصحيح ألوان"، والتقت كاتب ومخرج العرض "سامر محمد إسماعيل"، الذي حدثنا بالقول: «المسرحية حوار بين صحفية شابة وكاتب روائي، هذا الحوار سيتداعى في لحظة من اللحظات، وسيكشف عن صدامات عنيفة، نعلم عبرها ماضي القصة المروية على المسرح عبر بطليها. وهي ذريعة نكشف من خلالها خيانة المثقف التي تكلم عنها "الماغوط" و"إدوارد سعيد"، ونعود فيه إلى مرحلة الثمانينات في "سورية"، ونوجه سبابة الاتهام نحو الشريحة التي وضعت يدها بيد التكفير وتحالفت مع الشيطان لتحقيق مآربها الشخصية، وقد قدمنا "تصحيح ألوان" في مسرح "القباني" عبر خمسة عشر عرضاً في أيار 2017، وفي مهرجاني "حماة" و"حمص" المسرحي، ولنا الشرف في تمثيل المسرح السوري في الدورة العشرين من المسابقة الرسمية من "أيام قرطاج" المسرحية، باسم فرقة المسرح القومي بـ"دمشق"، ونحن بهذه الخطوة نحمل سمعة عشرات المسرحيين السوريين الذين قدموا عشرات العروض التي كوّنت قاطرة وعي بزغ من "دمشق"، ولطالما اقتدوا جميعاً بجدهم "أبي خليل القباني"، فالمسرح السوري على الرغم من الظروف الصعبة كان في واجهة الحياة الثقافية، ولم تتعرض النخب المسرحية إلى أي انقسام يذكر».

هذا العرض لا يعتمد التقليد والجوانب المطروقة في المسرح السوري، وتم استخدام تقنية الفيديو و"الفيسبوك" والبث المباشر بطريقة لا تلغي أهمية العناصر الأخرى في العرض، كل شيء كان بسيطاً يخدم المسرح من دون مبالغات تذهب بريق النص

بطل المسرحية الفنان "يوسف المقبل" بدوره قال: «العرض يتناول موضوعاً حاراً، وفكرة حاضرة، خاصة بالنسبة لفترة السبعينات والثمانينات، وما استهواني في هذه المسرحية أن الدور يمنحني فرصة لإبراز إمكاناتي، ويقدمني للجمهور في قالب جديد بما يتعلق بأدواتي كممثل، وإظهار طاقتي النفسية والعصبية؛ وهذا ما يرضي أي ممثل مسرحي، فالمادة المقدمة في النص تفضح الكثيرين من الأشخاص الذين رأيناهم نخبة وقدوة وكنا على خطأ، ونحن كفريق عمل ميزتنا الانسجام، فلا يمكن أن نفتتح عرضاً مسرحياً إذا لم نكن في أعلى حالات التناغم فيما بيننا، وهذا التناغم هو مهمة "البروفات" حيث كنا نعالج العرض كأجزاء ونجمعه فيما بعد ككل في العروض المباشرة. ومن جانب آخر، إن عشق الممثل للدور هو الأساس، فحين أرى بين يدي نصاً جديداً لا أكرر به نفسي ويقدمني تقديماً جديداً أخوض غماره وأتحد مع الشخصية فوق خشبة المسرح، فالمتعة بالمسرح تكمن في عدة جوانب، منها: رشاقة الحوار، أداء الممثل، عناصر العرض المسرحي من موسيقا وديكور وصوت، فالممثل وحده لا يصنع عرضاً جيداً، بل يجب أن تتضافر الجوانب كلها لتحقيق الصورة الأبهى».

الكاتب والمخرج "سامر محمد اسماعيل"

بطلة المسرحية "ميريانا معلولي" بدورها تقول: «شخصيتي مركبة بين "رشا" و"مايا"؛ تأتي لتعيد حقاً ضائعاً من شخص كان يسيطر على حياتها من خلال علاقته بأهلها، وفي "البروفات" عشت مع هذه الشخصية وصولاً إلى مفاتيحها وخفاياها وكشفها، كي تقدم للجمهور على طبق من ذهب.

وفيما يخص مشاركتنا الخارجية في المسابقة الرسمية من أيام "قرطاج" المسرحية، فإن مسؤوليتنا تكبر حين نحمل أوراقنا وشخصياتنا وانفعالاتنا إلى الخارج لتمثيل المسرح السوري وراء حدوده، فيجب أن يكون تأهبنا مضاعفاً، وخطواتنا مدروسة؛ لأننا نحمل بين أيدينا صورة عن بلد بحاله».

بطلا العرض "يوسف المقبل" و"ميريانا معلولي" خلال "البروفات"

مصمّمة الأزياء والمكياج في المسرحية "سها العلي"، تحدثت عن عملها بالقول: «مكياج الممثل يتبع صفاته في المسرحية، والمكياج المسرحي تكمن صعوبته في أنه يلزم وضوحه لآخر متفرج في القاعة، ويجب العمل على نظرة العين وتوضيح الملامح من قساوة ولين وغيرها. وتعدّ الأزياء أيضاً جزءاً مهماً في العرض، فبطل المسرحية كاتب غير تقليدي في لباسه، له طابع معين في الزي الذي يرتديه. وبالنسبة للبطلة، فاللون الأسود كان مناسباً مع شخصيتها، وقد وضّح معالمها بشكل يتناسب مع النص».

"رامي ضللي" خريج المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التقنيات، ومنفذ الصوت في المسرحية، بدوره يقول: «في العروض الأكاديمية نتعامل مع الموسيقا المرافقة بأهمية تتوازى مع أهمية الكلام المكتوب، فأحلل الموسيقا المرشحة، وأختار الأفضل، وأناقش الخيارات مع المخرج، فاختيار النمط الموسيقي النهائي يتم بالاتفاق معه. ومسرحية "تصحيح ألوان" كانت محطة مهمة في حياتي؛ لأن النص لامسني، وقيمته العاطفية وصلت إلي، وما يميز جو العمل أننا كنا طوال مدة التحضيرات والعروض نصوب لبعض أخطاءنا بروح رياضية؛ لأننا جميعاً غايتنا الصورة الأفضل في النهاية، وكمنفذ موسيقي يجب أن أكمل عاطفة الممثل مع مراعاة الموسيقا بالثانية، والأغاني المستخدمة في العرض هي سورية مراعية للحقبة الزمنية التي يعالجها، كمقطع من قصيدة "معاذ الله" للشاعر السوري الكبير "نزيه أبو عفش" التي غنّاها في ثمانينات القرن الماضي الفنان المعتزل "فهد يكن"، وللفنان "أيمن زيدان" مشاركته في هذا الجانب بصوت الأب في المسرحية، تم تسجيلها لتتماشى مع العرض، مع هندسة صوت خاصة بهذه المسرحية».

الفنان "أدهم سفر"

الفنان "أدهم سفر" المختص بالسينوغرافيا، يقول حول المسرحية: «هذا العرض لا يعتمد التقليد والجوانب المطروقة في المسرح السوري، وتم استخدام تقنية الفيديو و"الفيسبوك" والبث المباشر بطريقة لا تلغي أهمية العناصر الأخرى في العرض، كل شيء كان بسيطاً يخدم المسرح من دون مبالغات تذهب بريق النص».

يذكر، أن عرض "تصحيح ألوان" هو ثاني تعاون لمديرية المسارح والموسيقا مع الكاتب "سامر محمد إسماعيل" بعد عرض "ليلي داخلي"، الذي قدّم أول مرة عام 2013.