بإرادة حقيقية، ورغبة كبيرة بإكمال تحصيلها الأكاديمي، استطاعت الطالبة "ميس العاني" الحصول على درجة امتياز في ماجستير "الريادة والإدارة بالإبداع والاستراتيجيات" عن بحثها الذي يربط بين الإعلام والإدارة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 28 تشرين الثاني 2018، وعن دوافعها للتوجه إلى دراسة التنمية الإدارية تقول: «بدأ علم الإدارة يبرز إلى السطح في السنوات الأخيرة كأحد العلوم المهمة، فهو يفتح مجالات كبيرة في سوق العمل، ويحمل بين طياته متعةً كبيرة لكونه يتميز بالتجدد المستمر والتنوع، إضافةً إلى أن عملي لسنوات في مؤسسة إعلامية في القطاع التحريري كوّن لدي خبرة في العمل الصحفي الميداني، أردت أن أدعمها بالجانب الإداري لأحصل على رؤية متكاملة تساعدني في خطواتي القادمة مستقبلاً، ووجدت كامل الدعم والتشجيع من أسرتي وزملائي في العمل، ولا سيما أنني إلى جانب عملي الصحفي، أم لطفلين، واعتمدت على الجهود الشخصية في البحث وجمع المعلومات والحصول على النتائج بمساعدة الدكتورة المشرفة وتقديمها المعلومات الغنية والمراجع التي كان لها الأثر الكبير في نجاح دراستي.

إن أهمية الدراسة تكمن في كونها دراسة جديدة تقدم لأول مرة في "سورية"، وتسلط الضوء على المشاريع الريادية التي ناضلت للبقاء في "سورية" خلال مرحلة صعبة تعرض فيها الاقتصاد إلى مشكلات كبيرة جراء الحرب الإرهابية، كما أنها توصي بالاستفادة من التقنيات التي أفرزها الإعلام الإلكتروني للتغلب على المشكلات التي يمكن أن تواجه رواد الأعمال الشباب، خلال هذه الظروف الاستثنائية، جاعلةً الشاب مثلاً يحتذى في هذا المجال، ولا بد من الاستفادة من النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة لتكون أساساً لدراسات جديدة تقدم الفائدة للمهتمين بقطاع ريادة الأعمال في "سورية"

اخترت موضوع "أثر الإعلام الإلكتروني في قطاع ريادة الأعمال الناشىء في "سورية" خلال سنوات الحرب"؛ لأنني رغبت بالدرجة الأولى بتقديم بحث جديد يقدم إفادة حقيقية للباحثين والمهتمين، ولأنني لم أرغب في الابتعاد عن اختصاصي الأساسي وهو الإعلام، والأهم اطلاعي المباشر على واقع رواد الأعمال الشباب في "سورية" خلال سنوات الحرب، ومعرفتي التامة بأنهم ناضلوا بجدٍّ ويستحقون الإضاءة على جهودهم، وحصلت على درجة الماجستير في "الريادة والإدارة بالإبداع والاستراتيجيات" من "المعهد العالي للتنمية الإدارية" في "جامعة دمشق"، بتاريخ 10/11/2018».

الدراسة

وعن أهمية البحث تتابع حديثها قائلةً: «التنمية الإدارية يمكن أن تستفيد من تقنيات الإعلام الإلكتروني في الحصول على المعلومات اللازمة لتطورها، لكونه يتيح كمّاً هائلاً من المعلومات، وإمكانية التواصل مع الباحثين في الخارج، إضافةً إلى الاستفادة من منصات التدريب التي توفر معرفة كاملة في التنمية الإدارية، واستغرق إنجاز البحث نحو عشرة شهور، واستندت إلى مراجع متنوعة عربية وأجنبية ودراسات سابقة ذات صلة غير مباشرة، وهذه كانت إحدى الصعوبات التي واجهتني، لأن دراستي كانت الأولى في هذا المجال، ويمكن أن تحقق هذه الدراسة فائدة حقيقية على أرض الواقع من خلال تقديم معلومات وبيانات مرجعية حصلت عليها بالاستناد إلى استبانة تم توزيعها على عينة عشوائية منتظمة من رواد الأعمال السوريين، ومعرفة مدى تأثرهم بالإعلام الإلكتروني حسب متغيرات العمر، والجنس، والمستوى التعليمي، وتقديم سبل استفادتهم منه في كسر حالة الحصار التي عانوا منها بفعل الظروف الاستثنائية التي مرت بها "سورية"، حيث يمكن أن يستفيد من الدراسة كل باحث ومهتم ورائد أعمال يسعى إلى تطوير عمله بالاستفادة من تقنيات الإعلام الإلكتروني، وكل مهتم بالاطلاع على التجربة السورية الرائدة في هذا المجال، وأطمح إلى متابعة الدكتوراه في ذات المجال، وتوسيع معارفي حول موضوع الربط أكثر بين الإعلام والإدارة».

من جهتها الدكتورة "عايدة معين حبيب" الأستاذة في "المعهد العالي للتنمية الإدارية" المشرفة على البحث، تقول: «إن أهمية الدراسة تكمن في كونها دراسة جديدة تقدم لأول مرة في "سورية"، وتسلط الضوء على المشاريع الريادية التي ناضلت للبقاء في "سورية" خلال مرحلة صعبة تعرض فيها الاقتصاد إلى مشكلات كبيرة جراء الحرب الإرهابية، كما أنها توصي بالاستفادة من التقنيات التي أفرزها الإعلام الإلكتروني للتغلب على المشكلات التي يمكن أن تواجه رواد الأعمال الشباب، خلال هذه الظروف الاستثنائية، جاعلةً الشاب مثلاً يحتذى في هذا المجال، ولا بد من الاستفادة من النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة لتكون أساساً لدراسات جديدة تقدم الفائدة للمهتمين بقطاع ريادة الأعمال في "سورية"».

أثناء تقديمها رسالة الماجستير

يذكر، أن "ميس العاني" من مواليد "دمشق" عام 1984، حاصلة على إجازة في "الإعلام" من "جامعة دمشق"، وشهادة "دبلوم تأهيل تربوي" من "كلية التربية" في "جامعة دمشق" عام 2010، إلى جانب الماجستير، تعمل صحفية في وكالة "سانا"، وتكتب قصصاً للأطفال في مجلة "أسامة".