مشواره الطويل رسخ اسمه بعد الرحيل، فلم يتضاءل ذكره أبداً، بل رثاه الوسط الثقافي السوري واصفاً رحيله بالخسارة والفراغ الذي لا يعوّض.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16 كانون الأول 2018، الكاتب والصحفي "نضال قوشحة" ليحدثنا عن الراحل "شامل أميرالاي"، حيث يقول: «هو ابن منبت عائلي يهتم بالفن، مملوء بالخبرة، عمل في المؤسسة العامة للسينما في وقت مبكر، ولم يكن كموظف فيها، بل كان يُستدعى من قبل المخرجين ليكون المخرج المنفذ في الكثير من الأعمال المنوعة، القصيرة منها والطويلة، وآخرها كان مع المخرج "باسل الخطيب"، وهناك مسألة تجعل منه شخصاً استثنائياً ألا وهي أنه لم يقم بأعمال إخراجية على الرغم من قدرته على ذلك تماماً، لكنه آثر البقاء كمخرج منفذ. وما يميزه صرامته ودقته في العمل؛ وهو ما جعل الكثيرين من المخرجين يحرصون على وجوده معهم في أعمالهم لما يمتلكه من خبرة وحيوية مهنية، عمل في السينما والتلفزيون بذات الخبرة، وبقي يعمل في هذا المجال حتى أواخر سنوات حياته».

عرفته في وقت مبكر في مسلسل "إخوة التراب" الجزء الأول، وأعمال للمخرج "نجدة أنزور"، وفيما بعد أصبح يعمل مع المخرج "باسل الخطيب"، واللافت أنه حتى حين لازم فراش مرضه استمر في العطاء ضمن استطاعته، فأنا من الأشخاص الذين أوصلوا إليه آخر سيناريو للمخرج "باسل الخطيب" قبل وفاته بأشهر ليقرأه ويعطي رأيه

ويكمل: «لديه ذاكرة هائلة عن السينما والتلفزيون السوري، ولم ينتظر من الناس طلب المساعدة، بل كان يسارع إلى تقديمها حين يلمس الحاجة لدى أحد الأشخاص، ولم يبخل بالمعلومة التي يمتلكها، فالكثيرون من محيطه استفادوا من مخزونه المهني الهائل في مسائل اللقطة والضوء، و"الشاريو والكرين والمكياج"، وضبط "الراكور"؛ وهي مهمة صعبة، فهو باختصار تمتع بمواصفات الخبرة والقدرة على العطاء».

الكاتب والصحفي "نضال قوشحة"

بدوره "سمير مصطفى" الذي يعمل في إدارة الإنتاج، عنه يقول: «عرفته في وقت مبكر في مسلسل "إخوة التراب" الجزء الأول، وأعمال للمخرج "نجدة أنزور"، وفيما بعد أصبح يعمل مع المخرج "باسل الخطيب"، واللافت أنه حتى حين لازم فراش مرضه استمر في العطاء ضمن استطاعته، فأنا من الأشخاص الذين أوصلوا إليه آخر سيناريو للمخرج "باسل الخطيب" قبل وفاته بأشهر ليقرأه ويعطي رأيه».

المخرج "فتحي مراد" وصف الراحل بالقول: «منذ نحو ربع قرن من الزمن بدأت صداقتنا متلازمين معاً في كل المسلسلات التلفزيونية وبعض الأفلام السينمائية، وكنا مع المخرج الحبيب "باسل الخطيب"، وكان لي السبق والشرف بتسميته "أبي أمير"، حيث إن لديه ابنتان فقط، والجميع بما فيهم صغار السن ينادونه "شامل"، وكان ذلك خلال لقاءنا الأول أثناء التحضير لمسلسل "إخوة التراب" الجزء الأول، فاقترحت عليه أن نأخذ اسماً من عائلته "أميرالاي" ونلقبه بـ"أبي أمير" ووافق على الاقتراح، وقد كان صديقاً دمثاً أحب كل الناس، وكل من عرفه أحبه لخفة ظله ومعشره اللطيف، ولا تخلو مجالسته من طرفة أو ابتسامة أو "حدوتة" يرويها من تاريخه السينمائي الطويل، هو "دينامو" العمل، ولا يتوانى أبداً عن وضع لمساته بالتحضير للمشهد من تحريك الديكور للصورة الأجمل وسينوغرافيا اللقطة، بما في ذلك تحريك المجاميع بالأسلوب الأمثل والكادر الطبيعي ليصل إلى المشاهد على أكمل وجه وأجمل صورة، وله أقول سيبقى مكانك شاغراً أيها الغائب الحاضر في وجداننا».

الراحل "شامل أميرالاي" مع المخرج "باسل الخطيب"

يذكر، أن المخرج "شامل أميرالاي" من مواليد "دمشق" عام 1950، شارك في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية كمخرج منفذ، ومخرج مساعد منها في السينما أفلام: "سوريون"، "الأم"، و"ما يطلبه المستمعون"، "مريم" وغيرها، وفي الدراما التلفزيونية "إخوة التراب" بجزأيه، و"جريمة في الذاكرة"، "يوميات مدير عام"، "أيام الغضب"، "الطويبي"، "بلقيس"، و"الغالبون"، وغيرها.

المخرج "فتحي مراد"