إيمانها الكبير بالعمل التطوعي ودوره في خدمة المجتمع دفعها إلى تأسيس مشروع خاص لدعم الشباب وربطهم بسوق العمل؛ من خلال برامج تدريبية تزيد من قدراتهم العملية وإيمانهم بذواتهم، محاولةً تطوير مهاراتها التدريبية بالاطلاع والتعلّم المستمر.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 28 كانون الأول 2018، وعن ميلها إلى العمل التطوعي تقول: «هذا المجال هو المكان الذي أفجر فيه كل ما أملكه من شغف، أشعر فيه بالحرية والمسؤولية والالتزام، أحب أن أعمل في أماكن تمتلئ بالروح، عندما كنت في السادسة عشرة من العمر شاركت مع طلاب الصف الحادي عشر في مبادرة لوقف التدخين، ومنذ ذلك الحين شعرت بأنه من المهم أن يكون هناك صوت مسموع لديه كامل الحرية لوقف الظواهر السيئة في المجتمع، وهذا الصوت هو (التطوع)، تطوعت مع عدد من الجمعيات المهتمة بالأيتام، منها "لمسة حنان"، وكنت أدرّس طلاب المرحلة الإعدادية، وبعدها عملت في "دار الأمان"، وكنت مدرّسة لفئة الذكور، ثم تطوعت مع "الأمانة السورية للتنمية" عام 2015، وقمت بنشاطين خاصين بجمعية "قرى الأطفال" مع فريق من المتطوعين، وبعد موقف حدث معي أردت أن أثبت أنني أستحق فرصة، وبدأت تحقيق الحلم، وشاركت في العديد من النشاطات والمبادرات في أنحاء "سورية"، انطلاقاً من إيماني بالتطوع».

اخترنا أن نعمل مع فريق "Work out" لأننا نرى أن تحقيق الهدف يقوم على الانخراط في المجتمع الذي نعمل من أجله، وكان هذا المشروع خيارنا لخدمة المجتمع المدني، حيث نقوم بالتدريب الهندسي للطلاب بأسلوب عملي على أرض الواقع بالتعاون معهم

وفيما يتعلق بعملها التدريبي وتأسيسها مشروعها الخاص "ورك آوت" تقول: «حضرت العديد من البرامج التدريبية، منها: دورة "أوتوكاد"، "إدارة المشاريع الصغيرة"، وغيرهما، وحالياً أتدرّب على لغة البرمجة "جافا"، تطبيقات "الآندرويد"، أتعلم باستمرار لأنقل ما تعلّمته إلى المتدربين، كما أدرّب ريادة مجتمعية في عدد من الجمعيات والمراكز التابعة للأمم المتحدة، وآخر دورة تدريبية كانت في "الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية"، في مناطق متضررة من الحرب، وهي: "اللزو"، "العصيبة"، "التون"، "الجرد"، "هدير البحر"، وبتاريخ 5 كانون الأول 2017، انطلق مشروع "ورك آوت" "Work out" الذي يعدّ منارة لأي شاب يؤمن به، وهو شركة ناشئة تهتم بتقديم الدعم للطلاب الجامعيين والخريجين، وتعطيهم القوة والحب والثقة بأنهم قادرون من خلال الخبرات القليلة التي يمتلكونها أن يحققوا ذواتهم، ويعمل به حالياً 60 متطوعاً، بينهم أربعة أساتذة يحاضرون في الجامعات».

خلال عملها التطوعي

وعن البرامج التدريبية التي يقدمها المشروع تتابع قائلةً: «برنامج "كفاءات" الذي يقدم دورات تعليمية (أوتوكاد)، (غرافيك)، (ديزاين)، بأسعار رمزية، و"تكاتف" الذي يحول الدراسة النظرية إلى تطبيق عملي، قام من خلاله طلاب كلية الطب البشري على سبيل المثال بتطبيق خياطة جراحية، وطلاب كلية الهندسة المعمارية قاموا بتطبيق مشروعهم على أرض الواقع، واستفاد منه 213 طالباً، وأعمل حالياً على إنشاء موقع إلكتروني لتأمين فرص تساعد على تطوير التعليم، حيث يقتصر على تسجيل الطلاب المسجلين لدى المشروع، ويساعد على ربط الشباب بسوق العمل، وكل ذلك من خلال تمويل ذاتي، أو من عائد الدورات التدريبية التي نقدمها بأسعار رمزية، وطموحي أن أحول التعليم من مشروع ربحي إلى مجتمعي».

الطالب "وائل حمصي" المستفيد من المشروع، يقول: «أعرف المدرّبة "روان" منذ ثلاثة أشهر تقريباً، استفدت من المشروع وفريق العمل بالكامل، عندما سجلت دورة تدريبية لتعلّم "الفوتوشوب"، وكان لديها حماسة كبيرة لإيصال المعلومة إلى الطلاب، وتختلف الدورة لدى "ورك أوت" عن غيرها، بأن الهدف منها ليس مادياً على الإطلاق، ولا يهم المدرّبة أن تنتهي الدورة بقدر ما يهمها أن يفهم جميع الطلاب كل التفاصيل الواجب معرفتها وتطبيقها عملياً، وهي تحاول بكل جهدها أن يمتلك كل طالب الثقة العالية بالنفس ليصبح قادراً على مواجهة سوق العمل بقوة».

مع بعض أفراد الفريق

من جهته "أحمد حسن خضر" الدكتور في جامعة "دمشق"، اختصاص إدارة أعمال، والمدرّب الوطني المعتمد من قبل وزارة التنمية الإدارية في إدارة المشاريع، ومدير التطوير لدى "المركز السوري البريطاني للتدريب والاستشارات"، قال: «عرفت "روان" نهاية عام 2016، كان مشروع "ورك آوت" لا يزال فكرة بذهنها، وكانت مشاركة في معسكر تدريبي لريادة الأعمال، وكنت مدرّب إدارة مشاريع، ودراسة جدوى اقتصادية للمشاريع الريادية عندما قدمت فكرتها، وكانت من الأفكار المحفزة لنا كمدربين أن نتعامل معها بإيجابية لكونها غير نمطية، وهدفها ليس فقط تحقيق تطور على المستوى الشخصي، بل تقديم دعم لفئة واسعة من الشباب، تابعت المشروع منذ انطلاقته، وبقيت على تواصل معها ومع فريقها، حيث وجهتها ليصبح كياناً ذا شخصية اعتبارية عن طريق ترخيص مؤسسة بذات الاسم وحماية ملكية فكرية له عن طريق وزارة الثقافة، وتشاركت الرأي معها قبل انطلاق العديد من النشاطات».

ويتابع قائلاً: «تتميز الفكرة المطروحة بأنها ذات هدف تنموي لأهم فئة في المجتمع، وهي الشباب، إضافة إلى تميز الفريق بالإصرار على النجاح، وتحقيق التقدم، لاعتمادهم التطوير المستمر للفكرة، الذي بدأ بالتدريب ولم ينتهِ عند التوظيف، الفكرة انطلقت في "دمشق" وتوسعت لتشمل عدة محافظات، قدمت الفريق ضمن مبادرة تم تنظيمها في جامعة "دمشق" لدعم الشباب، المبادرة انطلقت بجامعة "دمشق" كلية السياحة، لرفد الطلبة بمهارات إضافية تدعم الجانب الأكاديمي، وكانت ورشة مميزة بحضور قرابة 200 طالب من الكلية، كان للعدد أن يكون أكبر لو فتحنا باب التسجيل لبقية الاختصاصات، لكننا اعتمدنا مبدأ الخصوصية، فكانت موجهة إلى طلبة كلية السياحة فقط».

مع المتدربين

بدوره "غيث برغلي" مدير مشروع "تكاتف"، وشريك في التدريب الهندسي يقول: «اخترنا أن نعمل مع فريق "Work out" لأننا نرى أن تحقيق الهدف يقوم على الانخراط في المجتمع الذي نعمل من أجله، وكان هذا المشروع خيارنا لخدمة المجتمع المدني، حيث نقوم بالتدريب الهندسي للطلاب بأسلوب عملي على أرض الواقع بالتعاون معهم».

يذكر، أن "روان غازي" من مواليد "دمشق" "المزة"، عام 1996، تدرس سنة رابعة في كلية "الحقوق"، وسنة أولى في كلية "إدارة الأعمال"، شاركت عام 2017 بمشروعها في مسابقة "GIST" العالمية لمشاريع العلوم والتكنولوجيا عن فئة التعليم.