"غاردينيا" فريق إلكتروني يهدف إلى تصحيح المفاهيم في المجتمع ونشر التوعية الاجتماعية، يضم الفريق طالبات من جميع الاختصاصات الجامعية، هدفه القيام بخطوة إيجابية لدعم المرأة وتعزيز دورها في المجتمع وتشجيعها على إفادته بنشر العلم والمعرفة والوعي، وكسر نمطية الدعم المعتاد؛ كرفع الشعارات من دون أي تطبيق.

مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 14 شباط 2019، تواصلت عبر شبكة الإنترنت مع مديرة فريق "غاردينيا" "زينب عاصي"، لتتحدث عن الحملة وأهدافها وإجراءاتها على أرض الوقع بقولها: «حملة "من حقك" لتمكين المرأة من مواجهة ظاهرتي التحرش والابتزاز، ونعني بالتحرش (التحرش في وسائل النقل العامة، أو التحرش من أحد الأقارب أو الأشخاص)، والابتزاز (الابتزاز بعد انتهاء علاقة عاطفية من خلال صور أو ما شابه، أو تحقيق منفعة للفتاة؛ كالعمل مقابل جسدها أو أي شيء مماثل)، كانت البداية من خلال حملة قام بها فريق "غاردينيا" مسبقاً؛ وهي حملة "لكِ أنتِ"، التي استمرت 14 يوماً وتناولت مواضيع طبية واجتماعية مختلفة ومنها موضوع التحرش، يومئذٍ اقترحنا على الفتيات إرسال قصص تعرضن لها في أي عمر لنقوم بنشرها بهدف التوعية، ولاحظنا عندها معاناة الفتيات، وخاصة القاصرات من التحرش الجنسي وخوفهن من نظرة المجتمع؛ وهو ما دفع أغلبهن إلى الصمت وتحمل الآثار النفسية السيئة، ومن هنا أتت فكرة حملة "من حقك"». وعن الحملة وإجراءاتها تقول: «بداية تم الاتفاق مع عدد من الاختصاصيين النفسيين لدعم الفتيات نفسياً والتوعية حول مخاطر التحرش والابتزاز، كما تم الاتفاق مع عدد من المحامين لنشر التوعية القانونية اللازمة، وقام الفريق بإجراء دراسة تجارب لعدد من الدول العربية والغربية، وماذا فعلت للحدّ من هاتين الظاهرتين بهدف الاستفادة من التجارب ومحاولة إسقاط الحلول بما يتناسب مع مجتمعنا، حيث وجدنا عند البحث في القوانين التي تحدّ من انتشار هاتين الظاهرتين وجود بعض القوانين غير الرادعة، التي حتماً عندما صدرت كانت رادعة، لكنها غدت لا تتناسب مع واقعنا اليوم، وسنعمل في نهاية الحملة على تقديم المقترحات لتعديلها.

حملة "من حقك" لتمكين المرأة من مواجهة ظاهرتي التحرش والابتزاز، ونعني بالتحرش (التحرش في وسائل النقل العامة، أو التحرش من أحد الأقارب أو الأشخاص)، والابتزاز (الابتزاز بعد انتهاء علاقة عاطفية من خلال صور أو ما شابه، أو تحقيق منفعة للفتاة؛ كالعمل مقابل جسدها أو أي شيء مماثل)، كانت البداية من خلال حملة قام بها فريق "غاردينيا" مسبقاً؛ وهي حملة "لكِ أنتِ"، التي استمرت 14 يوماً وتناولت مواضيع طبية واجتماعية مختلفة ومنها موضوع التحرش، يومئذٍ اقترحنا على الفتيات إرسال قصص تعرضن لها في أي عمر لنقوم بنشرها بهدف التوعية، ولاحظنا عندها معاناة الفتيات، وخاصة القاصرات من التحرش الجنسي وخوفهن من نظرة المجتمع؛ وهو ما دفع أغلبهن إلى الصمت وتحمل الآثار النفسية السيئة، ومن هنا أتت فكرة حملة "من حقك"

الحملة لا تزال في خطواتها الأولى؛ فمن المبكر جداً الحكم على انعكاسها على المجتمع، لكننا متفائلون جداً بها، ونعمل على توثيق جميع الحالات التي تصل إلينا».

زينب عاصي

وفي حديث لنا مع "ريما مسالخي"؛ وهي من أعضاء الفريق وطالبة جامعية باختصاص إدارة أعمال، حول دورها في الحملة والأثر الذي رأته لها قالت: «انطلقت الحملة منذ مدة قريبة تحت اسم وهاشتاغ "من حقك"، تعمدنا أن ننتقي هذا الاسم لنوصل المعلومة وهدف الحملة بأسلوب صحيح، فالهدف الأسمى لحملتنا أن يصل صوتنا إلى أكبر عدد ممكن للقضاء على ظواهر التحرش والابتزاز والتهديد، التي يمكن لأي فتاة أن تتعرض لها، والاتجاه إلى جرم ومعاقبة المتحرش للقضاء نهائياً على هذه الظواهر الشنيعة التي تتشر -يا للأسف- في وقتنا الحالي، كما أن أحد أهدافنا وأهمها العمل على توعية المرأة وتمكينها بوجوب كسر صمتها وهدم حاجز الخوف عندها لتطالب بحقها سواء تعرضت للتحرش أو التهديد. لقد عملت بالحملة من خلال دراسة تجربة "لبنان" في الحد من الظاهرتين، وبهدف دراسة تجارب بعض الدول لنتمكن من الاستفادة منها، وأرى أن الحملة مهمة جداً لوجوب انطلاقها سعياً لنشر الوعي بأكبر قدر ممكن، وتمكين المرأة حتى لا تصبح ضحية، لأنها في النهاية كيان وليست جسداً؛ فهي نصف المجتمع».

"براءة كيال" طالبة صيدلة ومن أعضاء الفريق، تحدثت عن دورها بالحملة ورأيها بها، وقالت: «برأيي هذا النوع من الحملات له تأثير كبير على أرض الواقع، بما أن التحرش أصبح ظاهرة منتشرة بكثرة وهناك الكثيرات من الفتيات يتعرضن لها في أعمار مختلفة، فلهذه الحملات أصداء كبيرة، فمن الممكن أن تردع الذكور الذين يمارسون هذه الظواهر، ودفع الفتيات إلى عدم الخوف والصمت عند تعرضهن للتحرش والابتزاز، وأن يكون لديهن الوعي لمعرفة المخاطر الناجمة عن التحرش؛ سواء أكان لفظياً أو حركياً، أو حتى بأي تعبير صدر من المتحرش، كما تركز الحملة على فكرة مهمة جداً؛ وهي أن الفضيحة للجاني وليست للفتاة لكي لا تخاف الفضيحة، وبدوري من خلال الحملة أجريت بحثاً عما فعلته "الولايات المتحدة" للحد من ظاهرتي التحرش والابتزاز للاستفادة من التجربة، ووجدت أن داخل "أميركا" تفشت ظاهرة التحرش كثيراً، حيث وصلت النسبة إلى 83% من الفتيات بعمر يراوح بين 12-16 سنة يتعرضن للتحرش، وكان للممثلين دور كبير في محاربة هذه الظاهرة، حيث أطلقت إحدى الممثلات حملة بعنوان: "me too" ضد التحرش ولاقت صدى كبيراً في الشوارع، حتى إنها وصلت إلى دول عربية، وكان هناك أيضاً حملة أخرى بعنوان: "times up" جمع من خلالها 13 مليون دولار لمساعدة ضحايا قضايا التحرش، ونحن نطمح من خلال حملتنا بالوصول إلى أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع».

رشا عمرايا

"رشا عمراية" اختصاصية نفسية، ومن أعضاء الفريق، تحدثت بدورها عن أهمية التوعية والإرشاد النفسي بالحملة، وقالت: «تنبع ضرورة انتشار هذا النوع من الحملات من أنها تتوجه إلى المجتمع بوجه عام، والفتيات بوجه خاص ضمن الخلط المجتمعي القائم بين الناس واختلاف الثقافات ونوعية التربية الأسرية في الوقت الحالي، حيث باتت الحرب الإلكترونية تلعب دوراً مهماً وتعيث فساداً بمعتقدات وقيم كل أسرة، لذلك يكون دور التوعية النفسية أساسياً، فهي العماد لكل فرد يطمح بالوصول إلى أهدافه بما يتناسب مع قدراته وميوله واستعداداته ومساعدته على التغلب على العقبات التي تواجهه، خاصة لدى المتعرضات للتحرش سواء الجنسي أو اللفظي، حيث إنّ ضعف ثقة الفتاة بنفسها وخوفها قد يعرضاها للابتزاز ويضعاها بموقع استغلال من ضعاف النفوس، لذلك من أهم أهداف الإرشاد النفسي مساعدة الآخرين للتمتع بالصحة النفسية والتوافق، سواء أكان نفسياً، أو اجتماعياً، أو أسرياً».

ريما مسالخي