تعدّ البرمجيات الآن وسيلة حصرية، حيث تقدم للعالم عروضاً افتراضية من مرحلة التصميم إلى مرحلة الإنتاج، وفي هذا الشأن يقدم المهندس المعماري "زوار النوري" أسلوبه الخاص في تقديم تكنولوجيا رقمية ذات نماذج معينة، والاعتماد على مهاراته بهدف المساهمة في الارتقاء بالمجتمع.

مدونة وطن "eSyria" التقت المهندس المعماري "زوار النوري" بتاريخ 18 آذار 2019، ليطلعنا عن موضوع اهتمامه بالعمارة وهندستها وعلاقتها بالصناعة الرقمية، التي دفعته إلى خوض مجال التصميم من أوسع أبوابه، قائلاً: «فكرة اهتمامي بالهندسة بدأت من عمر صغير، لأنه كان لدي شغف كبير بالرسم وتركيب الأشغال بالليغو والميكانو، وعندما كبرت، كبر شغفي، فتعمقت في مجال العمارة لأنها لاءمت تطلعاتي، لأنها بنظري فن بلا حدود، تدرس علوم الحياة من كل النواحي. وبعدما تخرجت في كلية الهندسة المعمارية في الجامعة "العربية الدولية" بـ"دمشق"؛ اتجهت إلى مدينة "برشلونة" في "إسبانيا" لدراسة اختصاص التصميم الرقمي و"البرامتريك"؛ لأنه كان عندي فضول ورغبة لأعرف طريقة تصميم الأشكال المعقدة، وحل المعادلات العلمية التي تنتج عنها هذه الأشكال، وكانت القدوة في هذا الموضوع المعمارية الراحلة "زها حديد"، والمعماري المبدع "كالاترافا"، وهما نموذجان لا يتكرران في طريقة التصميم؛ وهذا ما دفعني في النهاية إلى التقدم نحو استديو "زها حديد" لأدرس الماجستير الثاني حول العمارة في "فيينا" كخطوة إضافية في خبرة التدريس، والدخول في عالم آخر من التحديات والخبرات».

إن ما يميز الصناعة الرقمية اعتمادها التام على معطيات محددة وتجارب وتعديلات كثيرة مرتبطة بالمحيط الذي ندرسه، وهذا الموضوع يؤثر في القرار والتصميم ومراحله، حيث يجب الأخذ بعين الاعتبار كل المحددات التي يمكن أن تؤثر بالأسلوب في التصميم، سواء أكانت اجتماعية أو بيئية أو اقتصادية أو طبوغرافية المنطقة، وعندما نتأكد من كل هذه المعطيات المذكورة نباشر التصميم مرحلة تلو الأخرى بالاعتماد على برامج وأساليب هندسية معمارية متخصصة

وتابع "النوري" في حديثه عن كل ما يحتاج إليه الإنسان من تصاميم أو رغبة المؤسسات بتطوير بنيتها المادية، وربطه في العمل التكنولوجي المعماري بالقول: «إن ما يميز الصناعة الرقمية اعتمادها التام على معطيات محددة وتجارب وتعديلات كثيرة مرتبطة بالمحيط الذي ندرسه، وهذا الموضوع يؤثر في القرار والتصميم ومراحله، حيث يجب الأخذ بعين الاعتبار كل المحددات التي يمكن أن تؤثر بالأسلوب في التصميم، سواء أكانت اجتماعية أو بيئية أو اقتصادية أو طبوغرافية المنطقة، وعندما نتأكد من كل هذه المعطيات المذكورة نباشر التصميم مرحلة تلو الأخرى بالاعتماد على برامج وأساليب هندسية معمارية متخصصة».

استديو سيجما "فيينا"

أما عن التحديات التي واجهته في عالم التصميم الرقمي والهندسة المعمارية، فأضاف: «في كل مرحلة من المراحل التي اجتزتها كان هناك الكثير من الصعوبات، وكان لها أبعاد مختلفة، وهذا أعطاني دافعاً أكبر للمثابرة، لأن هذا أساس النجاح والاستمرار، خاصة عندما افتتحت شركة في عام 2016 مع أربعة شركاء من بينهم المهندس "بلال بغدادي" من "لبنان"، وثلاثة مهندسين أجانب يمتلكون خبرات دولية ومختلفة على أكثر من صعيد، وقررنا فيها أن يكون هدف الشركة أكاديمياً وعملياً؛ من خلال محاضرات للطلاب وورشات عمل متنوعة وتطبيقية، وعملنا على توجيه رسالتنا وأهدافنا كخبراء ومهندسين محبين للعمل والتطوير إلى عدة جامعات، ومنها جامعة "دمشق" لننقل خبراتنا التي اكتسبناها إلى الطلاب السوريين، وخاصة خلال الظروف الصعبة التي حالت دون سفر معظم الطلاب لتعزيز خبراتهم، وحاولنا كشف مواهبهم في التصميم وتطبيق أفكارهم الخلاقة في كل ما يفيد الإعمار من جديد، ونسعى دائماً من الناحية العلمية إلى تطبيق الفكر الرقمي ضمن مشاريع معمارية جديدة، وبدأنا على مستوى ضيق لاقى استحساناً عظيماً، من شأنه أن ينعكس ذلك على مستوى أكبر ويلقى الدعم المناسب، لأننا في النهاية أبناء "سورية" نستطيع بإبداعاتنا وعلمنا التعويض عن الخبرات الخارجية مهما كانت، وترجمتها علمياً وعملياً على أرض الواقع».

البروفيسور المهندس المعماري "رامز نجار" تحدث عن خبرة "زوار" بالهندسة وضرورة تعميم تجربته في الوقت الحالي، قائلاً: «لتصميم منتج ذي فعالية ومستدام نحتاج دائماً إلى متطلبات أساسية ومتطلبات السكان، وإن وسائل التواصل الاجتماعي فعلياً أداة حقيقية يمكن للسكان بواسطتها التعبير بسهولة عن حاجاتهم ورغباتهم، مقترح بحث "زوار" معالجة الهيكل المتبقي من البنية التحتية للمباني سيصبح جزءاً من التصميم الجديد، هذا النهج يحتاج إلى مسح معقد واستخراج كافة البيانات، لكنه سوف يقلل من تكاليف البنية التحتية الجديدة وتراكم الأحياء المدمرة، كما أنه يحدد بوضوح الهيكل القائم بالتزامن مع احتياجات الناس ورغباتهم، وفي ذات الوقت هي مشاركة للأشخاص في عملية التصميم لتعزيز هوية البناء الحديث، وتعدّ مبادرة من الجدير الاهتمام بها في عملية البناء عموماً».

"برامترايز" للعمارة الرقمية

من الجدير ذكره، أن "زوار النوري" مقيم في "دمشق" ومواليد عام 1990، وحالياً يقوم ببحث للحصول على الدكتوراه حول استراتيجية لإعادة إعمار البلد ما بعد الحرب.

برفقة المعمارية العالمية "زها حديد"