كتب أنماطاً أدبية متعددة؛ وكسر القولبة والتعليب المتبع، وتميز بكتابة واقعية وخيالية معاً، وأظهر تفكيراً رومنسياً وبوليسياً، فكان التضاد المتناغم بالكتابة، وشق طريقه في عدة جوانب بآن معاً.

مدونة وطن "eSyria" التقت الكاتب "محمد العلي" بتاريخ 20 نيسان 2019، فحدثنا عن موهبته قائلاً: «لم تكن مصادفةً حين كتبتُ لصديقي أوَّل رسائل حب في الصف التاسع، عندما كنا في عمر المراهقة، كانت المشاعر دفاقة واللغة حاضرة، والتعبير جارف، مع أنّ العاطفة عاطفة صديقي والقلب قلبه، لكنني انتحلت صفته كعاشق مبتدئ لم يعرف من الحب سوى مسماه، ولعلّ هذه بداياتي التي وجدت فيها الكتابة روحاً تسكنني بعيداً عن مناهج المدرسة، وعقوبة مدرّسة اللغة العربية. شعرتُ حينئذٍ بلذة الحب من خلال تلك الرسائل، وأحسست بقيمة الأدب والكتابة، ونما حبي له، فقررت أن أخوض فيه.

تعرفت إلى الكاتب "محمد العلي" قبل عامين تقريباً في إحدى المجموعات الأدبية التي شاركت بها، حيث لفتني أسلوبه الأدبيّ النادر، تارةً يلبسه ثوب الفُكاهة، وتارة يعطره بإحساس روحه ليضعنا أمام مشاهد تتفرد بجمالية الخيال وإتقان الوصف

بدأ نمو الموهبة في مرحلتي الجامعية، حيث كان اختصاصي لغة العربية؛ وهذا ما ساعدني كثيراً على الغوص في مجال الكتابة، خاصة أنني توغلت في رياض الشعر وأهله، ووجدت ضالتي عند "جبران خليل جبران" عندما قرأت له "الأجنحة المتكسرة"؛ شعرتُ حينئذٍ بالإلهام يدفعني دفعاً إلى الكتابة والتعبير، ثم تصفحت بعدها كتابه "دمعة وابتسامة" الذي وجدت فيه الحياة تلوح بين نقيضين باردين، فكنت أشارك في مجلة الحائط الجامعية بخواطري التي نالت إعجاب الكثيرين من الطلاب. بعد ذلك شاركت في مسابقة القصة القصيرة لطلاب جامعة "دمشق"، فأحرزت المركز الأول عام 2005، وأصبحت ممثلاً لـ"سورية" في مجال القصة القصيرة في الملتقى الأدبي لطلاب الجامعات العربية بدولة "الإمارات"، وبعد جهد كبير صدرت لي ستة مؤلفات، وهي: "حين يبكيني غيابك"، وهو شعر حر صدر منذ خمس سنوات، "قبيلتي لا تعترف بالحب" رواية صدرت منذ أربع سنوات؛ ووصلت إلى الطبعة الثالثة حالياً، "عازف الموت" رواية بوليسية قصصية بالاشتراك مع ثماني كاتبات مبدعات، حيث صدرت منذ سنة تقريباً، "تهذيب الذات"؛ وهو كتاب تنمية تربوية صدر منذ عام؛ ووصل إلى الطبعة الرابعة، "تربية محمد صـلى الله عليه وسلم للإنسان" كتاب تربوي أسري صدر منذ عام؛ ووصل إلى الطبعة التاسعة، كتاب "لأنه محمد صـلى الله عليه وسلم" بالاشتراك مع الكاتب المبدع "سلمان وزو" صدر منذ أشهر؛ ووصل إلى الطبعة الثانية. كما كتبت مسلسلاً كوميدياً بعنوان: "وبس والله" بالاشتراك مع عدة كاتبات، وهذه السنة حافلة بإنجازات جديدة».

كتاب محمد العلي

الكاتب "شادي حسين خلف"، فقال: «تعرفت إلى الكاتب "محمد" عن طريق إحدى المصادفات التي فرضها بأناقة تفكيره ولطف أخلاقه، وجعلها سعيدة حقاً، وكان ذلك عندما دخلت مجموعة أدبية ثقافية تجمع بين الكتّاب أبناء اللغة والمجاز، وتسمّى "أدب المجانين" على "الفيسبوك" للمشاركة بمسابقة مغرية بالنسبة لي كقارئ وكاتب، وتتمحور حول إعادة صياغة أسطورة قديمة بالطريقة التي يفضّلها الكاتب، فنمت إثرها قصّة صداقتي معه، وكان من أبرز ما أثار إعجابي فيه ردّة فعله بعد كلّ نص جميل أو قصيدة لأحد الكتّاب؛ وأقصد تلك الانفعالات التي يطلقها بطريقته الأنيقة، فيعبّر بها عن دهشته وإعجابه، تلك التي لا تخرج إلّا من كاتب قد عرف طريق الإبداع جيّداً حتّى احترفه، فقد بدى العمق واضحاً في حروف النصوص التي يرسمها بريشة المشاعر؛ وهو ما دعاني في أحد المرّات إلى نعته بسفير الجدّات والزمن الجميل، ذلك القادر على تلوين المشاهد وتنويع النقرات على بيانو اللغة ما بين الماضي والحاضر بطريقة روحانية مدهشة، ولا بدّ معها أن تشعر بالثّمالة. كان يفقه لغة الحرف ومجازاته، ولا أبالغ لو قلت إنّها مصدر لمتعته وإدمانه؛ لذا أنا على يقين بأنّ في داخل هذا الصديق تستقرّ روح مبدعة ومتذوقّة راقية، وهي حتماً ستثُمر أديباً نفتخر به جميعاً».

طالبة الدكتوراه في علم النفس "رنيم محمد مخلوف"، قالت عنه: «معرفتي بالكاتب "محمد" كانت في وقت كنت مبتعدة فيه عن الكتابة والقراءة، تعرفت إليه أخاً وصديقاً وصاحب الشغف الأجمل للبوح والساعي لتحقيق حلمِ غيره من المواهب في التأليف بكل حب وعطاء وإنسانية، في الوقت الذي كانت الأنانية واستحواذ النجاح سائدة في الوسط الأدبي، فهو المبدع الذي يترجم الإحساس والانفعال إلى حروف سهلة التذوق ممتنعةَ عن النزوح خارجَ وطنها الأم؛ وهو قلبنا، فكلّما قرأت له أقف مذهولةً أمام جبروت تطويعه للأبجدية، لكونه من الأدباء الذين يمتلكون جوهراً وفكرة تأخذني قسراً بكامل دهشتي إلى حيث يريد بحرفهِ، ويجبرني على التخيل والتفكير بكامل مسؤوليته عن النتائج، إذ يكتب ما عجزت عقول الكثيرين عن كتابته، ولا حروف تكفي لترسم حدود إبداعهِ وشخصهِ وروحه».

كما تحدثت المهتمة بالأدب "سلوى جواد بندر": «تعرفت إلى الكاتب "محمد العلي" قبل عامين تقريباً في إحدى المجموعات الأدبية التي شاركت بها، حيث لفتني أسلوبه الأدبيّ النادر، تارةً يلبسه ثوب الفُكاهة، وتارة يعطره بإحساس روحه ليضعنا أمام مشاهد تتفرد بجمالية الخيال وإتقان الوصف».

يذكر، أن الكاتب "محمد العلي" من مواليد "دمشق" عام 1987.